موقع ArabiaWeather.com – معلوماتُ شبه معدومة عن حالة غير مسبوقة من الرعب و الهلع سيطرت على منطقة مسافي والمناطق الشرقية بدولة الإمارات العربية المُتحدة، وذلك في أعقاب زلزالٍ غير مُعتاد هزّ المنطقة بقوة بلغت 5.5 درجات على مقياس ريختر مطلع العام 2002م.
وأمام قوة الزلزال الذي لم تعتد عليه المنطقة وشُحٍ المعلومات والوثائق، قُمنا في "طقس العرب" بالبحث المُطول في سبيل الحصول على أي معلومة قد تُشكلُ خيطاً يقودنا إلى معرفة تفاصيل تلك الليلة التي أجبرت سُكان منطقة مسافي على قضاء ليلتهم في العراء.
حقائق تُعرض للمرة الأولى
بعد يومين من البحث المتواصل، تمكنا من الوصول إلى مجموعة من الخرائط الأرشيفية التي حُفظت لدى المرصد الروسي للزلازل، والتي كشفت عن معلومات يتُم نشرها عبر موقعنا للمرة الأولى، فما كان صادماً بالنسبة لنا هو قرب المسافة بين مركز الزلزال ومنطقة مسافي والتي لم تزد عن الـ 5 كيلومترات، فقد وقع الزلزال على خط الطول 56.22 و عرض 25.34 بقوة 5.5 دراجات على مقياس ريختر، وعلى عمق 100 كم تحت سطح الأرض.
منتصف ليل الـ 11 مارس/ آذار 2002م.. بداية هادئة لليلة مرعبة
بدت ليلة هادئة كغيرها من ليالي الإمارات لسُكان منطقة مسافي حتى حدث مالم يكُن بالحسبان، فلم تكد جُفونهم تُغمَض حتى بدأت الأرض وما عليها من مباني بالإهتزاز، و بدأت الجُدارن بالتصدّع، وانقطع التيار الكهربائي عن بعض المناطق لتُدخلها في ظلامٍ دامس، وتزيد من حالة الرُعب التي عمّت المنطقة.
وبغضون دقائق فقط كان الناس في مُعظمهم بالعراء، خائفين هائمين وهم يتساءلون عمّا حدث، وما ان أسدل النهار ستاره حتى صدم أهل مسافي بالصورة المرعبة و المُختصرة التي رسمها الزلزال لمنطقتهم في غضون ثوان معدودة.
شهود: كانت لحظات مُرعبة ارتجفت الارض خلالها بمن عليها
شهاداتُ ورواياتُ عديدة تمكنا من الوصول إليها كان من بينها ما قاله الوكيل "راشد سعيد راشد الشحي" مسئول نقطة أمن مسافي آن ذاك "لصحيفة البيان" بأن كل شيء كان يسير كالمعتاد حتى انتصاف الليل، إلى أن اهتزّت الأرض فجأة، وأخذت ترتجف بمن عليها، وبدأت الجدران بالتشقق ودب الخوف بالمكان، وخلال لحظات انتهى كل شيئ، وبقي الرُعب يُخيم على المكان".
إنهيارات صخرية هددت حياة المواطنين
ويؤكد الشحي خلال حديثه أن الأضرار لم تقتصر على المباني والمنازل فقط، بل امتدت إلى الطرق والجبال؛ تساقطت كُتلٍ صخرية تسببت بإغلاق بعض الطُرق وإلحاق الضرر ببعض المركبات دون وقوع إصابات بين المواطنين، وتمكنت شرطة مسافي وبمساعدة شرطة الفجيرة من إعادة فتح الطريق بفترة وجيزة.
العراء كان مأوى السكان في تلك الليلة
كان "محمد أحمد المطوع" أحد المُتضررين جراء الزلزال، فلم يصمد منزله الحديث المُكون من طابقين أمام ارتجاج الارض، فقد أحدث الزلزال في بيته أضراراً وشقوقاً غائرة أجبرته على قضاء ليلته في فناء المنزل؛ خوفا من انهياره. ويُضيف المطوع "عندما ذهبت لتفقد الغرف بعد شروق الشمس، أصبت بالرعب مما شاهدت من دمار ا أصاب بيتي وحمدت الله كثيرا على سلامة أسرتي"
هزّات خفيفة ومتكررة سبقت الزلال الأم بـ 24 ساعة
أكّد علي خميس المحرزي أحد سُكان منطقة مسافي، بأن عدداً من الهزات الخفيفة قد سبقت الزلزال الأم بـ 24 ساعة، إلا أنّ أحداً لم يكترث بها لكون المنطقة معتادة على مثل هذه الهزات البسيطة الناجمة عن "الكسّارات" المُنتشرة في المنطقة، و التي تقوم بتفجير المناطق الجبلية بشكلٍ يومي لإستخراج الصخور، إلا أن ماحدث في تلك الليلة لم يكن له علاقة بـ "الكسّارات"، لحدوثه في خارج أوقات عملها.
النشاط الزلزالي في المناطق الشمالية والشرقية للدولة
تقع المناطق الشمالية والشرقية من الدولة على امتداد الجبال العُمانية، يتخللها العديد من الصدوع الأرضية التي تُنتج نشاطاً زلزالياً ضعيفاً إلى مُتوسطاً من وقتٍ لآخر، وبحسب المقاييس العالمية فإن زلزال 11 مارس 2002م يُعتبر من الزلازل المُتوسطة التي تقتصرُ آثارها في معظمها على بعض الأضرار المادية.
المنطقة آمنة من النشاط الزلزالي المدمر بحسب المعطيات التاريخية
وبحسب المعطيات التاريخية، يُمكن ملاحظة أن دولة الإمارات بعيدة كُلّ البُعد عن مناطق النشاط الزلزالي العنيف، فأغلب الزلازل المدمرة في المنطقة يقعُ مركزها في الجانب الآخر من الخليج العربي، في مناطق تتبعُ جغرافياً لإيران وباكستان، ويقتصر تأثيرها على دولة الإمارات بالإحساس بها فقط، ويُعتبر زلزال 11 مارس 2002م هو الأقوى داخل البلاد، واقتصر تأثيره على بعض الأضرار المادية، ولم يُسجّل سقوط ضحايا أو إصابات.
Arabia Weather App
Download the app to receive weather notifications and more..