صورة تعبيرية عن الصقيع و تأثيره على النباتات
موقع "طقس العرب" الإلكتروني- تتأثر المملكة منذ زهاء الأسبوع بموجة باردة قوية جداً تُعتبر الأقوى منذ عقود نسبة لمثل هذا الوقت من العام و ذلك كنتيجة لامتداد المرتفع الجوي السيبيري إلى المنطقة الشرقية للبحر الأبيض المُتوسط.
و قال المُتنبئ الجوي محمد الشاكر -مدير المركز الإقليمي للأرصاد و التنبؤات الجوية- بأنه يعتقد بأن موجة البرد و الصقيع الحالية ربما تكون الأقوى و الأشد على المملكة في تاريخ البلاد الحديث بالنسبة لهذا الوقت من العام. و قال بإن هذه الموجة ناتجة من إمتداد المرتفع الجوي السيبيري و الذي يؤدي إلى إندفاع مُتتالي لكتل هوائية شديدة البرودة "قُطبية" قادمة من سيبيريا و أواسط روسيا تتميز بالجفاف التام تعمل على إنخفاض درجات الحرارة بشكل قياسي في ساعات الليل و سيادة أجواء قارسة البرودة خاصة في المناطق الصحراوية و السهول، في حين تتميز الأجواء نهاراً بانها باردة أكثر من المُعتادة و مُستقرة نظراً لجفاف هذه الكُتل الهوائية المُندفعة.
و أضاف الشاكر بأن الأنظمة الجوية المُتوقع أن تُسيطر على المملكة حتى الأسبوع القادم تُشير إلى بقاء المنطقة الشرقية للبحر الأبيض المُتوسط بما فيها المملكة تحت تأثير هذا الإمتداد من المرتفع الجوي السيبيري و بالتالي يُتوقع أن يستمر إندفاع المزيد من الكُتل الهوائية شديدة البرودة حتى مُنتصف الأسبوع المُقبل على أقل تقدير.
و يُتوقع -بحسب الشاكر- بأن تبقى درجات الحرارة مُتدنية بشكل كبير في ساعات الليل و تنخفض دون الصفر المئوي في أجزاء واسعة من بادية الشام بما فيها البادية الأردنية إضافة إلى مناطق السهول، كما و لا يُستبعد أن تُسجل الأغوار درجات حرارة منخفضة جداً ليلاً قد تؤدي إلى تشكل الصقيع في تلك المناطق و بالتالي إلحاق الأضرار الكبيرة و الجسيمة في المزروعات.
و بحسب محطات الرصد الجوي الأردنية و الإقليمية فقد سجّلت العديد من المناطق خلال الليالي الماضية درجات حرارة تُوصف بأنها تاريخية و لم تُسجّل من قبل لمثل هذا الوقت من العام، حيث سجّلت محطة الرصد الجوي التابعة لمطار الملكة علياء الدولي أربع درجات تحت الصفر (-4 مئوي) و هي تُعتبر أقل درجة حرارة تُسجّل في هذا المحطة منذ تدشينها منذ أكثر من 25 عاماً.
كما و سجّلت مدينة دمشق السورية درجة حرارة تاريخية وصلت إلى حدود سبع درجات تحت الصفر (-7 مئوي) و هي قيمة تاريخية يُعتقد أنها لم تُسجّل في مثل هذا الوقت من العام منذ أكثر من نصف قرن.
و من جهة أخرى أكد مدير محطة الأرصاد الجوية في الأغوار الشمالية سليمان الشمالات لوكالة الإنباء الأردنية (بترا) أن هذا المستوى من انخفاض درجات الحرارة يمكن أن يؤدي إلى "لفحات" مبكرة للمزروعات مما يستدعي اتخاذ إجراءات وقائية لحماية نباتات البندورة والفول على وجه الخصوص، مُوضحاً أن مستوى خمس درجات مئوية هو برد شديد بالنسبة للأغوار، هو غير معتاد في هذه الأوقات خاصة أننا لم ندخل أربعينية الشتاء بعد".
في حين أكد مدير الزراعة في الأغوار الجنوبية الدكتور ناصر مصاروة ضرورة متابعة المزارعين للنشرة الجوية حتى يتسنى لهم القيام بالإجراء الصحيح لحماية مزروعاتهم مثل حرق الحشائش المجمعة وحرق المخلفات الحيوانية أو أي شيء يساعد في تدفئة المحاصيل عند بداية البرودة أو استخدام الكبريت أو رش الكبريت السائل عن طريق الماتورات في حال حماية البندورة، لافتاً إلى أن حرق الإطارات للحصول على تدفئة النباتات له أضرار بيئية ويجب تحاشيه قدر الإمكان.
من جهته اكد المزارع عبد الغني حامد أبو إبراهيم عدم وجود تعاون بشكل حقيقي مع الجهات المختصة في المنطقة، مبينا آن المزارعين يستندون في هذه الظروف إلى جهودهم الشخصية وخبراتهم العملية وتوجيهات مهندسي القطاع الخاص كقطاع تجاري مهتم بالمحاصيل.
واشار إلى أن الانخفاض واضح ومتكرر يواجهه المزارعون برشات وقائية وحرق إطارات الكاوتشوك للتدخين ومبيدات فطرية ضد اللفحات.
وقال أبو إبراهيم إن درجات الحرارة متدنية أكثر من المعلن من خلال ملاحظات المزارعين الشخصية وخبرتهم في هذا المجال، وأكد وجود حالات شطب كامل لمحصول البندورة في بعض مزارع الاغوار الجنوبية.
Arabia Weather App
Download the app to receive weather notifications and more..