هل تفريق السحب له علاقة بعدم وصول الامطار الغزيرة الى مدينة جدة؟

موقع Arabiaweather.com – حسن عبدالله – تساقطت الامطار الغزيرة والرعدية يوم الاحد والذي يوافق 26-2-1435 على معظم سواحل البحر الاحمر ، ولكن لوحظ عند اقترابها من السواحل الوسطى وحتى مدينة جدة بداية ضعفها وبدأت تأخذ الطابع المحدود.

وتوقع بعض سكان اهل جدة ان ذلك له علاقة بتفريق السحب عن طريق رش المواد الكيميائية داخل هذه الغيوم ثم اجهاض تشكلها، ولكن في الحقيقة هناك اسباب علمية توضح عدم تساقط الامطار، وتوضح كذلك ان إشاعة " تفريق السحب" ليس لها علاقة بما حدث من عدم تساقط الامطار ، والاسباب الرئيسية على حسب دراسة موقع " ارابيا ويذر" :

*ضعف الجبهة الهوائية الباردة اثناء تقدمها:

 ويعتر ذلك احد اهم الاسباب ، حيث لوحظ في الاقمار الاصطناعية ضعف الجبهة الهوائية الباردة وعدم قدرتها على الحفاظ على قوتها اثناء تقدمها جنوبا وشرقا، حيث ابتعد المنخفض الجوي المترافق مع هذه الجبهة والذي تلاشى بسرعة، وبدأ يتشكل منخفض جوي اخر قبالة سواحل شرق المتوسط، وكذلك عمل تواجد منخفض اخر فوق تونس على اعاقة الاندفاع البارد نحو الجزيرة العربية ومنطقة البحر الاحمر.

واضعف ذلك قوة التصادم بين الكتلة الرطبة والدافئة فوق مدينة جدة وبين الهواء البارد الذي اصبح تدفقه وتقدمه ضعيف، حيث حصل انخفاض قليل في الحرارة بعد دخول الجبهة الباردة وصل فقط الى 3-2 درجات وتشكل على اثر ذلك سحب رعدية على بعض الاجزاء، وهي تختلف عن الحالات السابقة او عن المناطق الشمالية التي وصلت فيها الفوراق الحرارية قبل وبعد الجبهة الباردة الى اكثر من 7 درجات مئوية وذلك على حسب محطات الارصاد الجوية.

*تدفق اضعف للرطوبة في الطبقات المتوسطة من الجو:

ويعود سبب ذلك الى وجود منخفضين احدهما فوق تونس والجزائر واخر فوق المغرب، هذه المنفخضات تقوم بالتنافس على كميات الرطوبة التي تنتقل افقيا عبر الطبقات المتوسة من الجو القادمة من افريقيا، ويضعف ذلك بشكل ملموس كميات الرطوبة المندفعة نحو وسط البحر الاحمر والذي يضاف ايضا الى ضعف تقدم الجبهة الباردة.

لماذا لم تستشعر النماذج العددية والخرائط الجوية هذا الضعف الكبير:

يعود سبب ذلك الى موقع مدينة جدة وكذلك التضاريس شديدة التعقيد التي تحيطها، كذلك تعقيد توزيع الغلاف الجوي في هذه الحالة الجوية، فكانت تصدر من الخرائط الجوية توقعات افضل على مدينة جدة مما حصل اصلا في الواقع، حيث تميز هذا الموسم بعدة حالات جوية معقدة قريبة مما حصل وغير اعتيادية خاصة حول تمركز المنخفضات الجوية في اماكن غير مألوفة، كذلك الاندفاعات الباردة المتتابعة فوق البحر المتوسط.

لماذا كان اهل جدة يسمعون صوت الطائرات ؟

خلال هذه الفترة بدأت تتشكل عدة سحب رعدية كانت قوية لكن في نطاقات محدودة، تبدأ الطائرات في اخذ مسارات بديلة وربما ينخفض مستوى طيرانها الى ارتفاعات اقل تجنبا من هذه السحب الرعدية التي تخلق اضطرابات جوية شديدة تعرض الرحلة للخطر، ويعلل ذلك ايضا بسماع الرعد الذي يصدر من السحب الرعدية القريبة.

هل كان هناك تساقط غزير للامطار:

شهدت بعض اجزاء محدودة من مدينة جدة بعض الهطولات الشديدة لكن لفترات قصيرة، فكان ضعف تماسك الجبهة الباردة السبب في محدودية الحالة الجوية.

لماذا عادت الامطار عندما تقدمت الجبهة الباردة جنوبا:

ترتفع درجات الحرارة جنوب السواحل الوسطى وجنوب البحر الاحمر مقارنة مع وسطها وشمالها، حيث يوفر ذلك فوارق حرارية افضل، واشتداد مؤقت على قوة الجبهة الباردة المندفعة، لكنها بالطبع لم تكن بمستوى قوة الحالة الجوية شمال البحر الاحمر ( وخاصة بين الوجه وينبع) ، حيث كانت الجبهة الباردة مندفعة بشكل افضل واكثر تنظيما.

واشار الخبير الفلكي عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند ان اخفاق التوقعات بوصول الامطار الغزيرة الى مدينة جدة هو امر طبيعي في علم التوقعات الجوية ويعتبر بنفس الوقت فتنة لاصحاب نظرية تفريق السحب.