طقس العرب - تُشير آخر الخرائط الجوية المُستلمة من المراكز العالمية والأخرى تلك المُطورة من طقس العرب داخلياً، إلى توقعات بعودة خجولة لفُرص الأمطار على أجزاء من المملكة خلال مُنتصف شهر أبريل (مع نهاية الأسبوع الجاري) بمشيئة الله. وذلك في ظل ما تشهدهُ شبه الجزيرة العربية والسعودية على وجه الخصوص -وما زالت- تتأثر بموسم مطري ضعيف، وبمنأى عن أية موجة أمطار قوية أو شاملة، حيثُ تتميز هذه الفترة بأمطارها وتتابع خيراتها، في حين إقتصرت الأمطار على مناسبات قليلة على أجزاء عشوائية من المملكة وبِحدة مُتوسطة.
وفي التفاصيل، قال المُتنبئون الجويون في مركز طقس العرب للأرصاد والتنبؤات الجوية أن النظام الجوي سيشهد تحسُناً في المنطقة مع نهاية الأسبوع القادم، يتمثل بسيطرة نظام من الضغط الجوي المُرتفع على الحوض الشرقي للبحر الأبيض المُتوسط (Blocking High Pressure) من قبل نتوء المُرتفع الجوي شبه المداري العربي، مما سيكون لذلك دافع لتعمُق مُنخفض جوي في طبقات الجو العُليا نحو الأجزاء الشمالية الشرقية لشبه الجزيرة العربية وذلك بإتحاد كُلاً من التيار النفاث القطبي والشبه استوائي.
وتُشير مُخرجات المُعالجة الحاسوبية إلى توقعات بإقتراب هذا المُنخفض الجوي والواقع في طبقات الجو العالية من شمال شرق شبه الجزيرة العربية (حول 14 أبريل/نيسان)، وذلك بالتزامن مع هبوب تيارات هوائية دافئة ورطبة من عروض مدارية، مما يؤدي إلى نشوء أحوال جوية غير مُستقرة في ظل إستجابة سطحية لمُنخفض البحر الأحمر بشكل فعال، هذه المنظومة الجوية تعمل على حدوث عدم إستقرار في الهواء في مُختلف طبقات الجو في القطاعين الجنوبي الغربي والأوسط من المملكة على وجهِ الخصوص. وبحسب المُعطيات التحليلة في "طقس العرب" فيُتوقع أن تبدأ فرص الأمطار يوم الأربعاء 13-4-2022 في أجزاء من المُرتفعات الجبلية من جنوب غرب المملكة، وتتزايد فُرص الأمطار يومي الخميس والجُمعة 14 و 15 أبريل لتشمل أنحاء عِدّة من القطاع الأوسط من المملكة وأجزاء من شرقها.
وتتميز هذه الحالة تحديداً عن غيرها من حالات عدم الاستقرار الجوي بإبتعاد قواعد السُحب الركامية عن سطح الأرض، نتيجة جفاف طبقات الجو المُنخفضة من الغلاف الجوي، ويعني ذلك تبخر جزء من المطر قبل وصوله لسطح الأرض، حيث يؤدي إلى حُدوث تبريد/إنخفاض في درجات الحرارة داخل السحابة فترتفع كثافة الهواء، ويصبح أثقل وزناً مقارنةً مع الهواء المحيط به، فيندفع حينئذ بقوة ويرتطم بسطح الأرض مباشرة، وتعرف هذه التيارات الهوائية النشطة باسم الرياح الهابطة، تتزامن مع هبوب العواصف الرعدية، وتكون قوية السرعة قد تُثير الأتربة والغُبار بشكل كثيف خاصةً في المناطق الصحراوية.
وتتقلب نواتج التحليلات وبيانات المُحاكاة الحاسوبية للتنبؤات الجوية حتى ساعة كتابة هذا التقرير في توقعاتها لرُقعة تطور السُحب الرعدية على نحوٍ دقيق، بسبب عدم الإستشعار الدقيق لمقدار الفارق الحراري العمودي والظروف السطحية المُتوقعة والتي تُسهم في جذب بخار الماء من الجنوب، حيثُ يعتبر بخار الماء الوقود الرئيسي للأخاديد الجوية، وتُعتبر قيم/كميات تدفق بخار الماء هو من أكبر المُعضلات التي تواجه النماذج العددية لاسيّما خلال هذه الفترة (الإنتقالية) والمعروفة بإنخفاض دقة وعدم قُدرة النماذج الحاسوبية مُحاكاة النظام الجوي المُتوقع على نحوٍ مُعتاد في ظل التقارب الكبير الحاصل في قيم الضغط الجوي بين اليابس والماء. لذا سيتم إطلاق التحديثات التي ستسلط الضوء على مزيد من التفاصيل بشكل تصاعدي كُلما إقتضت الحاجة إن شاء الله.
هذا والله أعلم
Arabia Weather App
Download the app to receive weather notifications and more..