طقس العرب- ضربت تقلبات الأحوال الجوية الحادة، التي سادت مناطق وادي الأردن مؤخرا بنسبة 60 % محصول العنب في 700 دونم بمناطق عديدة في لواء الغور الشمالي، بحسب العديد من مزارعي العنب.
وقال هؤلاء المزارعون إن تلك الأجواء غير المستقرة أثرت سلبا على مزروعاتهم وأدت إلى تساقط ثمار العنب واصفرار أوراق أشجاره وتساقطها، علاوة على تفشي الأمراض الفطرية فيها، ما يدفعهم الى المطالبة بتعويضات عن خسائرهم، أسوة بالمزروعات الأخرى، التي عملت وزارة الزراعة على حصر أضرارها في الفترة الأخيرة تمهيدا للتعويض.
وأكد المزارع كمال البشتاوي، أنه رغم استخدام المبيدات الحشرية لإنقاذ الموسم، إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل، مما سيكبد ذلك المزارع خسائر أخرى، هو في غنى عنها في ظل الخسائر الأخرى التى لحقت بالمزروعات الخضرية الأخرى ومزارع الحمضيات.
وطالب البشتاوي الجهات المعنية "بضرورة العمل على تعويض المزارعين أصحاب مزارع ورق العنب لكي يتمكنوا من الاستمرار في العمل الزراعي وسد حاجات أسرهم التي أصبحت تعاني الفقر".
وبحسب عضو اللجنة الزراعية في مجلس النواب، ماجد القويسم، فقد تم تشكيل لجنة زراعية من وزارة الزراعة ومديرية الزراعة في لواء الأغوار الشمالية وأعضاء اللجنة الزراعية في مجلس النواب لتفقد المزروعات وحصر الأضرار، التي لحقت بالمزارعين، مشيرا الى أن نسبة الأضرار تقدر بنسبة 60 % في 700 دونم مزروعة بأشجار العنب.
وأوضح القويسم أنه تم حصر الأضرار، بيد أن عملية حصرها ليست بالضرورة لغاية التعويض المالي، وإنما لغاية إعلام الجهات المعنية بحجم معاناة المزارعين، وتفاديا لحدوث خسائر في المرات المقبلة، وتأكيد ضرورة تواصل مديريات الزراعة وقسم الإرشاد الزراعي مع المزارعين في هذه الظروف.
وبحسب المزارع مثقال الزيناتي، فإن مرضا فطريا أصاب مئات الدونمات المزروعة بالعنب، سيسهم بانخفاض إنتاج محصول هذه الفاكهة خلال الموسم الحالي، بمعدل 20 إلى 30 في المائة، ما يعني تعرض المزارعين إلى خسائر مالية فادحة.
وأكد الزيناتي أن ارتفاع درجتي الحرارة والرطوبة مع بداية صيف العام الحالي، وامتداد توقيت هطول الأمطار حتى نهاية الشتاء الماضي، يعدان حاضنة مثالية لإصابة المئات من كروم العنب، بمرض فطري يطلق عليه علميا اسم "البياض الزغبي".
وأضاف عن هذا المرض المعدي، يتسبب بموت عنقود العنب بالكامل بعد جفاف حباته وتساقطها.
ويضيف أه مزارع العنب تصاب بالعادة بأصناف عديدة من الأمراض، لكن المزارع أصبح خبيراً في علاجها، وقلّما تخرج أمراض على السيطرة، لكن هذه المرة نظراً لامتداد موسم هطول الأمطار، وارتفاع درجتي الرطوبة والحرارة، حدث انقلاب غير متسلسل في الأمراض.
ويوضح الزيناتي أن محصول العنب يصاب في العادة بمرض "البياض الدقيقي"، قبل "الزغبي"، ويتعامل معه المزارع بسهولة فيتجنب الإصابة بالمرض الأخير، ولكن في هذا العام أصيبت الكروم بمرض "الزغبي" مبكرا، فلم تفلح المحاولات كافة للقضاء عليه.
ويلفت إلى أن مرض "البياض الزَغَبي" يتميز بـ"الانتشار والعدوى"، فإذا أصاب عنقودا من العنب فإنه يتسبب بعدوى للعناقيد الأخرى كافة.
وتابع أن موسم العنب يُعد من أهم المواسم الزراعية التي تعتمد عليها العائلات في الغور الشمالي، وخصوصا ذات الدخل المحدود أو المتدني، من خلال النسوة اللواتي يعملن على قطف أوراق أشجار العنب في المزارع المنتشرة باللواء، أو ببيع منتوجاته في الأسواق المحلية أو على البسطات المنتشرة في الأسواق أو جوانب الطرق.
وبدوره، قال مصدر من مديرية زراعة لواء الغور الشمالي "إن تساقط الأمطار حتى هذا الوقت من العام يسهم في إطالة عمر المواسم الخضرية، بشكل عام، ويزيد من كمية الإنتاج ويطيل عمر فصل الربيع، فضلا عن أنه يزيد من المخزون المائي".
وأكد أن مزارعي وادي الأردن "تأثروا سلبا جراء التغيرات المناخية وتقلبات الطقس؛ حيث تعرضت أزهار بعض الأشجار إلى التساقط، وبالتالي لن يكون لها ثمار، في حين أن الأزهار التي كانت قد اكتملت عملية "عقدها"، لن تتأثر بتلك المنخفضات الجوية وتساقط الأمطار أو حتى الرياح".
وأكد أنه تم تشكيل لجنة من مديرية الزراعة، وأعضاء اللجنة الزراعية في مجلس النواب، والتي عملت على تفقد وحصر الأضرار بمزارع العنب، لاتخاذ أي إجراء يخدم مصلحة المزارعين في المنطقة، ويمكنهم من الاستمرار في العمل الزراعي.
المصدر: الغد
Arabia Weather App
Download the app to receive weather notifications and more..