طالب "كسول" أم مصاب بـ"تناذر الحساسية الضوئية"؟

موقع ArabiaWeather.com- يُصنّف الكثير من طلبة المدارس في فئة الطلبة "الكسولين"، دون البحث عن الأسباب التي قد تكون مرضية، وقد يتعرض بعض هؤلاء الطلبة للعنف النفسي والجسدي من قبل ذويهم؛ بحجة العقاب من أجل حثهم على الدراسة.

ولا يدرك هؤلاء الآباء أن هذا الطفل قد يعاني من مشاكل مرضية تنعكس سلبا على تحصيلهم الدراسي، ونتيجة عدم  معرفة الأهل وجهلهم مما قد يعاني منه أطفالهم من أمراض، يُساء التصرف من قبلهم في التعامل مع المشكلة.

ومن من تلك الأمراض التي قد يُصاب بها الأطفال ولا يتم تشخيصها وعلاجها بالشكل الصحيح، مرض يعرف طبياً بـ"تناذر الحساسية الضوئية".

ويُعرف مرض تناذر الحساسية الضوئية بأنه التأثر من الضوء اللامع، وخصوصاً ضوء المصباح "الفلوري"، وهو متلازمة تعتبر اضطراباً في الإدراك الحسي لدى الطفل، وتؤثر على النشاطات المتعلقة بالقراءة والكتابة، وكثيراً ما ترافقها صعوبات في التعلم كعُسر القراءة وصعوبة الكتابة وصعوبة في الحساب،إلى جانب نشاط زائد وتشتت في الانتباه.

ويبذل المصابون في هذا المرض  جهداً كبيراً في عملية القراءة، لأنهم يرون الصفحة المطبوعة بشكل مختلف عما يراه القارئ العادي، مما يؤدي إلى شعورهم بالتعب والإرهاق وعدم التركيز، فلا يستطيعون الاستمرار بالقراءة، ويعانون من بطء في معدل القراءة وضعف في الاستيعاب وإرهاق، وانخفاض في الدافعية والإنتاج والانتباه وصعوبة في الكتابة، وفقا لمديرة مركز إدراك لذوي الاحتياجات الخاصة، الدكتورة زينه ناقور.

ويرى هؤلاء الأشخاص النص الأسود على الورق الأبيض، بشكل يختلف تماما عما يراه الشخص الطبيعي، حيث  يرون الكلمات وكأنها تتحرك أو تتموج أو تختفي، مما يفقدهم التركيز ويُشعرهم بالإرهاق، كما تضعف قدرتهم على الاستمرار في القراءة.

ولا يتحمل المصابون الفرق بين اللونين الأبيض والأسود في الكتب، مما يصّعب القراءة عليهم، حيث يرتبط المرض بمصادر الإنارة ولمعان الضوء، وطول الموجة الضوئية واللونين الأسود والأبيض.

وتؤكد "ناقور" أن مرضى تناذر الحساسية الضوئية لا يستطيعون التتبع في القراءة، كما يعانون من قلة الانتباه والتركيز أثناء القراءة أو الكتابة أو استخدام الكمبيوتر،  ويشعرون بالنعاس أثناء أداء المهارات السابقة.

ويرتبط المرض بعدد من الأعراض والعلامات للحساسية الضوئية، سواء في مهارات الكتابة والقراءة، وتاليا أهم تلك الأعراض فيما يتعلق بالقراءة:

- يفضل الطفل القراءة على ضوء خافت.

-  يواجه صعوبة في تتبع الكلمات والسطور ويغفل بعضها.

- تكون قراءته بطيئة وغير مستمرة وكثيرة الأخطاء، ويعاني من ضعف الاستيعاب القرائي.

أما فيما يتعلق بالكتابة، فالمظاهر هي:

- عدم وضوح خط الطفل.

- عدم انتظام كتابته وكثرة الأخطاء الإملائية عند النسخ.

-  لايوجد اتساق مسافات بين الكلمات.

 وبالنسبة للحساب فإنه يعاني من عدم القدرة على كتابة الأرقام بطريقة مرتبة على شكل أعمدة، إذ يكتبها فوق بعضها وقد يغفل أرقاماً أثناء كتابة الأرقام من واحد إلى عشرة.

وتوضح "ناقور" أنه يوجد عدد من النصائح لعلاج مرض تناذر الحساسية الضوئية والتعايش معه، أهمها: تحسين حساسية العين للضوء، من خلال  استعمال مرشحات خاصة، تسمح بمرور بعض أجزاء الطيف الضوئي بطول موجي محدد إلى العين،  مشيرةً أنهم حالياً يستخدمون نظارات ملونة، لمساعدة الأطفال على القراء.

كما تنصح بأن يرتدي الطلاب المصابون قبعة ذات حافة على المقدمة، ووضع شفافيات فوق مادة القراءة، وتنصحهم كذلك باستعمال الكتب المسجلة سمعياً، وتصوير الامتحانات والواجبات على ورق ملون، وتسجيل الملاحظات صوتياً، إلى جانب زيادة وقت الامتحان الكتابي أو تقديم الامتحانات شفوياً، والجلوس بجانب نافذة أو مصدرطبيعي للضوء.

شاهد المزيد:

اليوم الأول لطفلي في المدرسة..فماذا أفعل

القراءة.. أهميتها ونصائح لتنميتها عند أبنائك

عشر نصائح للمعلمين في إدارة الصف