في السنة النبوية.. دليك الصحي للتغذية في رمضان

موقعِ ArabiaWeather.com- تحدث الأستاذ بقسم التغذية وعلوم الأطعمة بشعبة الصناعات الغذائية بالمركز القومي للبحوث بمصر "إبراهيم بدوي"، في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، عمّا جاء في السنة النبوية فيما يتعلق بدليل الصيام الصحي والذي يعود على صحتنا بالنفع والفائدة، فما هي هذه الأحاديث النبوية الشريفة وما هي سلوكات النبي، صلى الله عليه وسلم في ذلك؟

يقول بدوي، بأن هناك أحاديث وأفعال قالها خاتم الأنبياء، محمد، صلى الله عليه وسلم، منذ مئات السنين وأثبتها العلم الحديث كأفضل دليل للتغذية في رمضان، مؤكداً على أن السلوك النبوي الشريف بالإفطار على مرحلتين من أفضل النصائح التي يمكن تقديمها للصائم.

- "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"، حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه.

ويقول بدوي بأن التعجيل بالإفطار له آثار صحية ونفسية مهمة، فالصائم يكون في ذلك الوقت بحاجة ماسة إلى ما يعوضه عما فقد من ماء وطاقة أثناء النهار، أمّا التأخير في الإفطار فيزيد من انخفاض سكر الدم، ما يؤدي إلى شعور بالهبوط والإعياء العام وفي ذلك تعذيب نفسي لا طائل منه، ولا ترضاه الشريعة السمحاء.

- "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر".

وهذا حديث آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رواه أربعة أئمة، وعن أنس رضي الله عنه قال: "إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أن يصلي على رطيبات، فإن لم تكن رطيبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء" رواه الترمذي وأبو داود، وعن هذا الحديث يقول بدوي بأن، الصائم عند الإفطار بحاجة إلى مصدر سكري سريع، يدفع عنه الجوع، مثلما هو بحاجة إلى الماء، والإفطار على التمر والماء يحقق الهدفين وهما دفع الجوع والعطش، موضحاً أن المعدة والأمعاء الخالية تستطيع امتصاص المواد السكرية بسرعة كبيرة، كما أن الرطب والتمر يحتويان على كمية من الألياف تقي من الإمساك، وتعطى الإنسان شعوراً بالإمتلاء، فلا يكثر الصائم من تناول الطعام.

- "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يغضب"، متفق عليه.

يشير بدوي إلى أن الغضب يزيد من إفراز هرمون الأدرينالين في الجسم بمقدار كبير، وإذا ما يحدث في أول الصيام "أي أثناء هضم الطعام" فقد يضطرب الهضم ويسوء الإمتصاص، وإذا حدث أثناء النهار تحول شيء من الجليكوجين في الكبد إلى سكر الجلوكوز ليمد الجسم بطاقة تدفعه للشجار وهي طاقة ضائعة.

ويقول بأن ارتفاع الأدرينالين قد يؤدي إلى حدوث نوبة ذبحة صدرية عند المصابين بهذا المرض، كما أن التعرض المتكرر للضغوط النفسية يزيد من تشكل النوع الضار من الكولسترول، وهو أحد الأسباب الرئيسية لتصلب الشرايين.

- قال رسول صلى الله عليه وسلم: "ما تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور".

واقتداءً بهذا الحديث النبوي، يحذر بدوي من إهمال وجبة السحور، وهو سلوك انتشر هذه الأيام. فيقول، إن تناول السحور يفيد في منع حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان، ويخفف من الشعور بالعطش الشديد، وينصح بدوي باحتواء طعام السحور على أغذية سهلة الهضم كاللبن الزبادي والعسل والفواكة وغيرها.

تنقل كتب السيرة النبوية أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يعجل بفطره على تمرات أو ماء، ثم يعجل بصلاة المغرب ويقدمها على إكمال طعام إفطاره، ويقول بدوي، إن في ذلك حكمة نبوية رائعة، فتناول شيء من التمر والماء ينبه المعدة تنبيهاً حقيقياً، وخلال فترة الصلاة تقوم المعدة بامتصاص المادة السكرية والماء، ويزول الشعور بالعطش والجوع، ويعود الصائم بعد الصلاة إلى إكمال إفطاره".

مضيفاً: "من المعروف أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة قد يؤدى إلى انتفاخ المعدة وحدوث تلبك معوي وعسر في الهضم". لذا، لنقتدي جميعنا بسنة نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، وننعم بصحة عقلية وجسدية ونفسية.