من الإعصار آندرو في عام 1992 حتى الإعصار أيزاك عام 2012..ما مدى تطور علم الأرصاد الجوية خلال 20 عاماً؟

موقع"طقس العرب"الإلكتروني-ترتعد نفوس المواطنين في الولايات المُتحدة الامريكية كُلما تذكروا الإعصار "أندرو" الذي ضرب ولاية فلوريدا الامريكية قبل 20 عاماً بالتمام و الكمال،فما ان يُذكر هذا الحدث حتى تعود إلى الأذهان صور الدمار الهائل الذي خلفه مرور ذلك الإعصار العملاق الذي صُنف آنها كإعصار من الدرجة الخامسة.

الإعصار آندرو ضرب ولاية فلوريدا مع نهاية شهر أغسطس/آب عام 1992 و خلّف وراءه 23 قتيلاً و شرّد 250 ألف شخص بالإضافة إلى خسائر مادية تزيد عن 26 مليار دولار امريكي في واحدة من اسوأ الكوارث الطبيعية في الولايات المُتحدة.

و تتزامن ذكرى خسائر الإعصار آندرو قبل عشرين عاماً مع وجود الإعصار أيزاك الذي يُهدد الان مناطق عدّة في جنوب شرق الولايات المُتحدة الامريكية،فما مدى تطوُر الاستعدادات ضدّ هذه الكوارث الجوية في تلك المناطق؟

التطوُرات في مجال الأرصاد الجوية:

كان الإعصار آندرو أول عاصفة يتمكن عُلماء الأرصاد الجوية من رؤيتها عبر رادار "دوبلر" الذي ساعد العُلماء في عدّة أمور أبرزها مُتابعة مسارات الرياح حول الأعاصير و داخلها ، و مراقبة حركة الغيوم المُمطرة حول مركز الإعصار، إضافة إلى ان الرادار مكّنهم من مراقبة مساحة "عين الإعصار" و مدى القوة التي سيضرب بها الإعصار اليابسة.

لقد مكّنهم الرادار أيضاً من مُلاحظة وجود أعاصير قمعية تدور حول "عين الإعصار"،حيثُ أدت ذلك حينها إلى اقتلاع البيوت من اساساتها،و هو امرٌ لم يُعرف قبل استخدام الرادار.

كما ساهم تطور التكنولوجيا بشكل اكبر لاحقاً في توقع ما سيحدُث قبل عدّة أيام،من حيثُ صور الأقمار الاصطناعية المُتعددة و المتطورة مما ساعد العُلماء في التحضير و النتظيم المُسبق قبل ان تقتحم الأعاصير اليابسة بأيام و مُراقبة  حقيقة ما يحدُث في مناطق بعيدة في المُحيط.

التطورات في البنية التحتية:

كانت البنية التحتية في فلوريدا عام 1992 ضعيفة و هشة أمام الاعاصير فقد كانت مُعظم المنازل غير مُجهزة بشكل كافي ، مما أدى إلى اقتلاع أسقف المنازل الغير مُثبتة جيداً مع الرياح القوية مما كان يُعرض كافة أجزاء الابنية الأخرى للتحطم و الدمار مع غياب ما يسندُها.

و عبر العشرين عاماً الأخيرة تطوّرت طريقة حماية الأبنية بشكل هائل،حيثُ أصبحت الأسقف مُثبتة بشكل ذكي مع استخدام مواد بُناء قادرة على تحمُل صخب الرياح العاتية التي تترافق مع الاعاصير.