الوَسم والموسم المطري عند العرب
موقع طقس العرب – د. جمال الموسى - إن فترة هطول الأمطار في معظم البلدان العربية باستثناء جنوب وجنوب غرب الجزيرة العربية محددة بالفترة الزمنية من أكتوبر/ تشرين أول وحتى منتصف أيار.
ولقد سمى العرب الهطول الوفير والغزير في بداية الموسم المطري بالوَسم، وسمي كذلك لأنه يسم الأرض بالنبات، فأصل الوسم هو العلامة التي توضع على جلد الماشية لتميزها عن غيرها, لذلك سمي المطر الوفير والغزير في بداية الموسم المطري بالوَسم لأنه يترك أثراً على الأرض، وعادة يحدث الوسم في فصل الخريف أو في بداية فصل الشتاء.
كان قدماء العرب يقدرون حلول الوسم دون قياس كمية الهطول، ولكن بعد تطور الأرصاد الجوية، وكذلك الأجهزة المستخدمة في العقود الأخيرة، تم تصنيع أجهزة قياس المطروأصبح هناك تعريف محدد للوسم.
فالوسم هو أول هطول في بداية الموسم المطري يتجاوز 10% من معدل الهطول السنوي يدوم لمدة ثلاثة أيام متتالية أو أكثر، ولا يتلو هذا الهطول فترة جفاف تام تزيد عن عشرة أيام, فعلى سبيل المثال إذا كان معدل الهطول السنوي في منطقة معينة هو 300 ملم، فإن الوسم يحل إذا تجاوز الهطول 30 ملم خلال ثلاثة أيام متتالية.
وإذا حل الوسم مبكراً أي في تشرين أول يسمى " الوسم البدري" ، وفي هذه الحالة يحل الوسم والطقس ما زال دافئاً، فإذا لم يتواصل المطر فربما أدى ذلك إلى تلف الأعشاب والمزروعات بعد أن تكون قد نبتت،
وقد يحل الوسم متأخراً إلى ما بعد كانون أول/ديسمبر ويسمى الوسم الوخري "المتأخر"، لذلك يتأخر نمو النباتات والأعشاب بسبب إنخفاض معدلات درجات الحرارة ويكون النمو ضعيفاً.
أما أفضل وسم فهو الوسم الذي يحل في منتصف تشرين ثاني/نوفمبر لأن الأمطار تهطل بعد فترة انقطاع طويلة حيث تكون الأرض بأمس الحاجة للمياه.
وعادةً كان المزارعون يستبشرون خيراً إذا هطلت الأمطار وحلّ الوسم في منتصف تشرين ثاني/نوفمبر، ويعتبرونه موسماً خيّراً وخصباً .