ديناميكية حالات عدم الاستقرار في جزيرة العرب وآلية تطورها
طقس العرب- بدايًة، ينبغي التنويه إلى أن الحالات الجوية لغرب بلاد الشام لها نظام مختلف عن حالات شبه الجزيرة، ومنخفضات بلاد الشام كمسار وزاوية دخول، تختلف عن منخفضاتهم علويا، ونشاط بلاد الشام لا يلتقي مع نشاط جزيرة العرب بوجه عام، ذلك أن حالات بلاد الشام تتبع نظام الجبهات المتوسطية كسمة عامة، في حين تتجه حالات شبه الجزيرة العربية إلى نظام عدم الاستقرار في طبقات الجو، ولو أن الأخير يحدث أحيانا في بعض مناطق بلاد الشام كالبوادي مثلا، غير أن السمة الأعم والأغلب كنظام جوي تابع لنظام الجبهات المتوسطية.
كما أن المسطحات المائية، سواء كانت درجة حرارتها مرتفعة او منخفضة، ليس لها علاقة مباشرة مع خصوبة الموسم هناك، بل هي عوامل مساعدة فقط في حال تهيأت الظروف الأساسية للنشاط هناك.
كيف يحدث النشاط الجوي في شبه جزيرة العرب؟
تتحرك كتل التذبذب المداري أو ما يعرف بتذبذب مادن وجوليان على شكل أنظمة مدارية لها خصائص مختلفة، نشطة وأخرى غير نشطة، على محيط الأرض الاستوائي من الغرب الى الشرق، على شكل تركيز كلي بطيء الحركة تختلف سرعته بين موسم وآخر، وبمجرد اقتراب الموجة بتركيزها الكلي الرطب من غرب المحيط الهندي، تتحول وجهة الرياح في مستوى 850 مليبار إلى شرقية، وعلى الجانب الآخر في المحيط الهادئ الاستوائي، تسود رياح بوجهة غربية بذات المستوى تمتد إلى وسط أفريقيا على شكل موجة غير نشطة، واسعة الإمتداد والمساحة.
في هذا المناخ المتحول، يتشكل مباشرة في المحيط الهندي الاستوائي موجة خصبة جدا تعرف بـ ( موجة كلفن الرئيسية )، ولها مقاييس مختلفة، منها واسع المدى ومنها على نطاق أضيق، كل وكالة بحسب مقياسها الخاص، وعلى جانبي هذه الموجة ( تحدث الإضطرابات الجوية )، وسبب هذه الاضطرابات، بأمر الله، هو تصادم الرياح الشرقية في عرض المحيط الهندي الاستوائي مع الرياح الغربية التي تهب عبر وسط أفريقيا حيث تواجد الموجة غير النشطة هناك، ويكون مكان التصادم غرب المحيط الهندي مباشرة، أي على الطرف الغربي من خلية كلفن النشطة.
ينشأ عن هذا التصادم حمل حراري كبير جدا وتيارات صاعدة؛ نتيجة تذبذب الرياح في طبقة ( 200 VP ) تكون بوضع تشتت ( لا يوجد حاجز )، مما يسمح بهبوط حوض علوي بارد، وهنا تنشأ تيارات حمل حراري قوية على السطح تصعد للأعلى متسببة باضطراب جوي شديد، وينشأ الضغط المنخفض، وتنقل تيارات الحمل رطوبتها المدارية إلى الأعلى مشكلة المزن الركامي، فتصيب بأمر الله من شاء.
يصبح عندها احترار غرب المحيط الهندي والرياح الجنوبية الغربية التي تهب من البحر الأحمر ،عوامل مساعدة تعزز من خصوبة حالات شبه جزيرة العرب، وهذا ما يفسر شدة الحالة على سواحل البحر الأحمر
وعلى ما يبدو، هناك علاقة ما بين تشكل خلية كلفن في المنطقة الاستوائية وهبوط أحواض علوية باردة من عروض عليا إلى عروض دنيا، وليس هذا بالمصادفة، بل هي نتيجة واضحة متزامنه تحتاج تأمل وبحث.