سحب خطيرة تتشكل فوق الاراضي السعودية في نهاية الربيع
موقع Arabiaweather.com – حسن عبدالله – تتشكل سحب متراكمة فوق الاراضي السعودية في مثل هذا الوقت من العام لكن بعيدا على الطبقات الوسطى من الجو، تتزامن مع نشاط الرياح المفاحئ وموجات الغبار والاتربة مسببة حصول اضرار مادية وربما خطر على الارواح.
يطلق على هذه السحب علميا بسحب ( الالتو كيومولس كاستلاناس او Alto Cumulus Castellanus) ، تتواجد قواعد هذه السحب على ارتفاعات متوسطة تصل قاعدتها السفلى وسطيا الى 3000-4000 مترا فوق سطح البحر، وغالبا ما تتزامن بجفاف شديد للاجواء في الطبقات السطحية مع ارتفاع درجات الحرارة، ويظهر شكلها داكنا جدا بالرغم من صغر مساحتها، ويلاحظ البرق وسماع الرعد بشكل واضح.
هذه السحب تعتبر من السحب الماطرة والرعدية والسميكة المتراكمة، فهي تشبه السحب الركامية المزنية، لكنها قواعدها تكون بعيدة عن سطح الارض، وبالرغم من تساقط الامطار منها لكن جزء كبير لا يصل الارض، بل يتبخر اثناء تساقطه.
يمكن تمييز هذه السحب الخطيرة عن طريق العين المجردة فقواعدها بعيدة عن سطح الارض، وتظهر خطوط سوداء من الامطار غير متصلة مع الارض بشكل واضح ويوضح كيف تتبخر الامطار قبل وصولها الارض
تبخر الامطار اثناء تساقطها يعمل بالدرجة الاولى على امتصاص الحرارة من الاجواء، وبسبب التبخر الكبير في الاجواء فيعمل على امتصاص جزء كبير من الحرارة وبرودة الهواء موضعيا اسفل السحب، فيصبح الهواء باردا مقارنة مع الهواء المحيط الساخن، فيأخذ الشكل العمودي في الهبوط من الاعلى بسرعة كبيرة ربما تصل الى اكثر من 80 كم/ ساعة مؤدية لحصول اضرار مادية وعواصف رملية قوية مفاجئة.
وتأثرت العديد من المدن السعودية بهذه السحب الخطيرة مثل مدينة حائل، كذلك اجزاء واسعة من وسط السعودية، كما تأثرت الرياض يوم السبت بموجة من الغبار المفاجئة علقت رحلات الطيران في مطار الملك خالد الدولي بسبب انخفاض مدى الرؤية الافقية دون 1000 متر تزامنا مع هبات الرياح النشطة التي وصلت سرعتها الى اكثر من 50 كم/ ساعة.
ويراقب مركز طقس العرب الاقليمي هذا النوع من الحالات الجوية، حيث يرصدها بشكل دقيق ومستمر ويعمل على اصدار التحذيرات من هذه السحب الخطيرة، ويتزامن تشكلها عند تدفق كتلة رطبة في الطبقات الوسطى من الجو تزامنا مع الاجواء الحارة جدا سطحيا، وتشتد الحالة الجوية عند تدفق تيارات باردة في الطبقات العليا من الجو.
وتحدث مثل هذه الحالات الجوية في نهاية الربيع وبداية فصل الصيف، نظرا لتأثير الكتلة الحارة الموسمية الجافة والمصاحبة لمنخفض الهند الموسمي، مع تدفق تيارات رطبة من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في الطبقات الوسطى من الجو.