شاهد بالتفصيل : ما العلاقة بين معدل هطول الأمطار وموقع المدن الأردنية
معدل كميات الأمطار السنوية في المملكة
موقع ArabiaWeather.com- لعلّ كثيراً منكم قد شاهد فعلاً هذه الخريطة، لكن.. لماذا تصادف هذا التوزيع مع المدن الأردنية من الأكثر كثافة سُكانية إلى الأقل؟وما هو السبب العلمي وراء التوزيع المطري/الجغرافي هذا؟
يرتبط موضوع الكثافة السكانية تاريخياً بتوافر ماء الشرب والري والأرض الخصبة، ومع كل تلك العوامل تزداد الكثافة السكانية، حيث تعتبر مناطق النيل ونهري دجلة والفرات من الأكثر كثافة سكانية في العالم على مرّ العصور نتيجة توافر المياه العذبة لإستعمال الإنسان ولري المحاصيل والمزروعات، بالرغم من أن تلك المناطق صحراوية في طبيعتها وكمية أمطارها السنوية!
كذلك الحال في الأردن، تشتهر محافظة إربد بسهولها الشاسعة المُمتدة إلى الجارة سورية بما يُعرف بسهل حوران، والتي كانت تُشكل المصدر الأساسي للمحاصيل الحقلية بالإضافة لسهول البلقاء على مرّ العصور والحضارات التي تعاقبت على المملكة. وإرتبطت هاتين المنطقتين بأكبر كثافة سكانية في المملكة نتيجة للغزارة النسبية للأمطار شتاءً ولإعتدال الطقس صيفاً وشتاءً بوجه عام، ولتوافر الينابيع ومجاري الأنهار لغايات ري المزروعات.
نظراً لقُرب هذه المنطقة من المملكة (أي الممتدة من إربد شمالاً وحتى مأدبا في الوسط) من البحر الأبيض المتوسط نسبة إلى مناطق المملكة الأخرى، تنشط فيها التيارات الغربية الرطبة شتاءً والتي تكون مُحمّلة بالأمطار، والتي تنخفض كميتها بشكل مُتسارع شرقاً نتيجة التوّغل داخل الصحراء الأردنية بسبب قلة الإرتفاع نسبياً مقارنة بالسلسلة الجبلية غرب المملكة ونظراً للتزايد المُضطرد في البعد عن البحر.
أما جنوب البلاد، وإعتباراً من مدينة الكرك، تزداد المسافة الأفقية الجوية عن مياه البحر الأبيض المتوسط بشكل كبير، حيث تبلغ أكثر من 3 إضعاف في مدينة معان على سبيل المثال مُقارنة بمدينة إربد. حيث يُساهم الإرتفاع الكبير عن سطح البحر في جعل تلك المناطق تظفر ببعض الأمطار (أو الثلوج إن صحّ التعبير) خلال الموسم المطري الممتد في العادة بين نهاية شهر 11 وحتى مطلع نيسان من كل عام.
حيث تتكاثف السُحب الممطرة مُجدداً بعد عبورها صحراء النقب والأغوار الجنوبية، في حال توافر الرطوبة في طبقات الجو المُختلفة، نتيجة التبريد الكبير على الأجواء بفعل الإرتفاع عن سطح البحر. وفي تلك المنطقة تضيق المساحة الأفقية (غرب-شرق) التي تتلقى أمطاراً جيّدة بشكل كبير بالإتجاه من الشمال (محافظة الكرك) إلى الجنوب (أطراف محافظة العقبة ونهاية جبال الشراه) بسبب العوامل المذكورة سابقاً ونتيجة لوقوع المنطقة شرق تلك المُرتفعات بما يُعرف بـ"ظل المطر".
جديرٌ بالذكر أن أعلى مجموع للأمطار خلال الموسم المطري في المملكة هو من نصيب الأجزاء الجنوبية من محافظة عجلون (جبال عنجرة) والشمالية من البلقاء (جبال زيّ) حيث يزيد فيهما عن 650 مليمتراً، في حين يصل إلى ما دون الـ30 مليمتراً في مدينة العقبة على ساحل البحر الأحمر وفي المناطق الشرقية من قضاء الجفر في محافظة معان إذ تكاد الفعاليات الجوية المُنتظمة تنعدم في تلك المناطق، وتعتمد بشكل أساسي على تشكّل ما يُعرف بـ"حالات عدم الإستقرار الجوي".
المزيد:
الثلث الأخير من رمضان مُختلف !
ما سبب إعتدال الصيف في الاردن إلى الآن بشكل مُلفت ؟
بالصور : تعرّف على أطول 10 رجال عرفهم العالم !