صيف كامل بلا أعاصير في المحيط الاطلسي و أمريكا، فما هو السبب؟
موقع ArabiaWeather.com – تعيش مناطق المُحيط الأطلسي و أمريكا الشمالية هذا العام على وقع موسم قياسي من حيث قلة الأعاصير و العواصف الاستوائية المُتشكلة، و ذلك لأول مرّة منذ 11 عاماً أي عام 2002.
و على الرُغم من أن التوقعات "طويلة المدى" خلال فصل الربيع الماضي كانت تُشير إلى حدوث ما بين 15 إلى 20 عاصفة خلال أشهر الصيف، 5 منها تصل لمستويات أعاصير مُدمرة، و لكن هذه التوقعات ذهبت ادراج الرياح شيئاً فشيئاً خلال أشهر الصيف الثلاثة.
و قد وصلنا الآن إلى شهر أيلول/سبتمبر ، و موعد نهاية موسم الأعاصير في المحيط الاطلسي هو في نهاية شهر تشرين أول/أكتوبر القادم ، لذا فقد وصلنا بالتالي إلى ذروة موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي دون تشكُل و لو حتى إعصار واحد، فما هو السبب؟
و على الرُغم من وصول درجة حرارة المياه في المُحيط الأطلسي إلى 27 درجة مئوية، و هي درجة حرارة تسمح بتبخر المياه و بدء تشكُل الإضطرابات المدارية، إلا أن وجود تدفق شديد للرياح المُحملة بالغُبار و الأتربة القادمة من غرب القارة الأفريقية و تحديداً من الصحراء الغربية الواقعة جنوب المملكة المغربية ، إضافة إلى الأراضي الموريتانية و مالي، يؤدي دور " رياح القص" التي تؤدي إلى استقرار طبقات الجو فوق المُحيط الاطلسي.
مواسم الأعاصير تتأثر بشكل كبير بمدى هبوب العواصف الرملية القادمة من الصحراء الكُبرى، حيثُ عمل الغُبار الكثيف المُندفع نحو أجواء المُحيط الأطلسي على حجب أشعة الشمس القوية عن مناطق بحرية واسعة و بالتالي فإن عدم ارتفاع الحرارة عن مناطق واسعة يؤدي إلى تشكُل مناطق ضغط جوي مرتفع تعمل على استقرار الأجواء من جهة، كما ان التدفُق الشُجاع للرياح القادمة من أفريقيا تعمل على قتل أي اضطراب جوي مُحتمل.كما لعب عدم توغُل الرياح الشمالية الباردة نحو الجنوب فوق مياه المحيط الأطلسي في عدم نشوء الإضطرابات الجوية بشكل مُلفت.