ظاهرة فلكية مميزة...خسوف كُلي للقمر مساء السبت المُقبل
صورة توضيحية لمراحل خسوف القمر بعد ظهوره مخسوفاً من الناحية الشرقية
موقع"طقس العرب" الإلكتروني- ستكون سماء الكُرة الأرضية يوم السبت المُقبل –العاشر من ديسمبر/كانون أول-على موعد مع حدث فلكي مُميز و ظاهرة جديرة بالمُراقبة تتمثل في خسوف كُلي للقمر و هو الخسوف الأخير في العام الميلادي 2011 و الأول في العام الهجري 1433.
و سيكون بالإمكان مُتابعة خسوف القمر بكامل مراحله في أجزاء واسعة من أوقيانوسيا و شرق القارة الاسيوية في حين سيشرق القمر و يظهر و هو في مرحلة الخسوف الكُلي في أغلب الدول العربية و قارتي أوروبا و افريقيا ، بينما سيتمكن سُكان أميركا الشمالية من مُشاهدة الخسوف مع ساعات غروب القمر.
الخسوف يبدأ قبل شروق القمر في سماء المملكة و بالإمكان مشاهدته في الطور الكلي لمُدة 33 دقيقة ابتداءاً من الساعة 4:24 مساءً بالتوقيت المحلي :
بحسب الفلكي "عماد مجاهد" مقرر لجنة المواقيت و الأهلة في دائرة قاضي القُضاة فإن الخسوف يبدأ قبل أن يشرق القمر في سماء المملكة و ذلك في تمام الساعة "2" و "45" دقيقة و "43" ثانية مساء بالتوقيت المحلي الشتوي، حيث يبدأ الطرف الشرقي من القمر بالدخول في ظل الأرض، ويظهر الظل على شكل سواد يزحف ببطء على سطح القمر، ثم يكتمل الخسوف أي يكون القمر قد دخل بكامل قرصه في ظل الأرض وينخسف القمر كليا في تمام الساعة ""4" و "6" دقائق و "16" ثانية ، ويبقى القمر مخسوفا كليا لمدة "51" دقيقة حيث يبدأ القمر بالخروج من ظل الأرض في تمام الساعة "4" و "57" دقيقة و "24" ثانية، حيث يتعرض الطرف الشمالي الشرقي من قرص القمر لأشعة الشمس من جديد، ثم ينتهي الخسوف في تمام الساعة "6" و "17" دقيقة و "58" ثانية، حيث يخرج القمر من ظل الأرض وتسقط عليه أشعة الشمس من جديد.
ولان القمر يشرق في سماء المملكة وتحديدا العاصمة عمان الساعة "4" و "24" دقيقة مساء، أي بعد اكتمال الخسوف بحوالي 18 دقيقة، لذلك فان القمر يشرق في سماء المملكة وهو في الخسوف الكلي، ويشاهد الخسوف الكلي للقمر في الأردن لمدة 33 دقيقة ثم يبدأ القمر بالخروج من الخسوف الكلي.
كما أوضح الفلكي عماد مجاهد بأن خسوف القمر و كسوف الشمس من الظواهر الفلكية الطبيعية الجميلة، وليس له تأثير على الأرض أو الإنسان على الإطلاق، وقد وقع كسوف كلي للشمس في عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وذلك في التاسع والعشرين من ربيع الآخر للسنة العاشرة للهجرة الموافق للثالث من آب سنة 631 ميلادية، في حوالي الساعة 17:09 بتوقيت مكة المكرمة، وفي تلك الفترة توفي إبراهيم ابن النبي عليه الصلاة والسلام، فظن المسلمون أن الشمس كسفت لموت إبراهيم ابن النبي عليه الصلاة والسلام، فخرج معلم البشرية صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس صلاة الكسوف وقال : إن الشمس و القمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا و تصدقوا.
ويحدث الخسوف عندما يكون القمر في طور الاكتمال، و هو يكون قريباً من مخروط ظل الأرض المتكون خلفها، و لكن القمر لا يمر من ظل الأرض كلما كان مكتملاً، وذلك بسبب ميلان مدار القمر على دائرة البروج ومقداره 5 درجات و8 دقائق، لذلك فهو يمر فوق ظل الأرض أو تحته فينجو من الأسر في ظل الأرض لكن في بعض الأحيان يمر القمر من خلال ظل الأرض فيقع أسيراً في ظلها ويحدث الخسوف.
كما بين عماد مجاهد بأن القمر لا يختفي كلياً أثناء الخسوف الكلي، بل يكتسي اللون الأحمر النحاسي، هذا الاحمرار ناتج عن ضوء الشمس الذي يتشتت في الغلاف الغازي الأرضي، حيث يمتص الغلاف الغازي الأرضي جميع أشعة الطيف الشمسي باستثناء الطيف الأحمر صاحب أطول موجه في أمواج الطيف الشمسي، فيكمل طريقه من أطراف الكرة الأرضية باتجاه القمر فيظهر بلون أحمر نحاسي، ولولا هذه الظاهرة لاختفى القمر أثناء الخسوف. وتعتمد شدة اللون الأحمر النحاسي الذي يكتسي به القمر أثناء الخسوف على طبيعة الغلاف الغازي للأرض، فإذا كانت نسبة بخار الماء وثاني أكسيد الكربون عاليه، فإنها تمنع كمية كبيرة من الأشعة الحمراء من اختراق الغلاف الغازي الأرضي والسقوط على سطح القمر، لذلك يظهر القمر أثناء الخسوف الكلي قاتماً ومائلاً إلى السواد، أما إذا كانت نسبة الغازات الملوثة قليله في الغلاف الغازي الأرضي، فإن نسبة كبيرة من الأشعة الحمراء تسقط على القمر فيظهر بلون أحمر نحاسي خفيف. ومن هذا المفهوم يمكن دراسة طبيعة ومدى تلوث الغلاف الغازي الأرضي. وقد حدث خسوف كلي للقمر يوم 9/12/1992 وظهر القمر آنذاك بلون أحمر ثقيل مائل إلى السواد، وفسر الفلكيون ذلك بالغازات الثقيلة التي نفثها بركان (بونوتوفا) في الفلبين قبل عام من الخسوف المذكور.