من جديد: التفاؤل يعود إلى الخرائط الجوية بعيدة المدى
موقع ArabiaWeather.com- تحدثنا خلال الأيام القليلة الماضية عن إرتفاع درجات الحرارة الكبير المُنتظر في أول آذار، ومردّه مُنخفض خماسيني مُبكر من المتوقع أن يتطور يوم الجمعة فوق الصحراء الليبية ويتحرك مُسرعاً نحو الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط ليصل مع ساعات ليلة السبت-الأحد وخلال نهار الأحد، جالباً تقلبّات حادة على الأجواء تتمثل بإرتفاع كبير على درجات الحرارة وثم نشاط تدريجي للرياح الجنوبية الغربية التي ستجلب كمبيات كبيرة من الغبار بمشيئة الله.
وفي التفاصيل، تتجه أنظار كادر التنبؤات الجوية في مركز "طقس العرب" الإقليمي إلى ما بعد الأسبوع الأول من آذار المُقبل، حيث بدأت الخرائط الجوية طويلة المدى المُشغّلة لدى المركز بالتفاؤل خلال اليومين الماضيين، وإستمر هذا التفاؤل مع تحديثات الأربعاء.
حيث تُشير تلك الخرائط إلى إنحسار العواصف القوية عن الشمال الشرقي الأمريكي، وتغيّر في النمط العام للأنظمة الجوية السائدة منذ فترة في نصف الكرة الأرضية الشمالي، ويعوّل على ذلك بنشوء وتطوّر تدريجي لمُرتفع جوي يمتد من شبه الجزيرة الآيبيرية (إسبانيا والبرتغال) ليطال لاحقاً مناطق واسعة من غرب القارة الأوروبية وشمال إفريقيا.
وهذا المُرتفع من شأنه (اذا ثبتت الخرائط الحالية على ذلك) وبالتزامن مع نشاط جوي بارد مُتوقع على أواسط القارة القارة الأوروبية، أن يُعيد النشاط للجزء الأوسط والشرقي من البحر الأبيض المتوسط بدءاً من الجزر اليونانية وتركيا اللتين لم تشهدا مُنخفضات جوية حركية منذ فترة طويلة، وتُعتبر المناطق الأخيرة إضافة للشرق الأوروبي المُغذّي الأساسي لمنطقة بلاد الشام وعموم شرق البحر الأبيض المتوسط بالكُتل الهوائية الباردة والتي -بمُساعدة عوامل أخرى- ينشأ عنها منخفضات جوية حركية تجلب الأمطار الوفيرة بإذن الله.
أما عن النظرة الشخصية لكادر التنبؤات الجوية في المركز، فهم يعوّلون صراحة على هذه الإشارات لإنقاذ ما تبقى من الموسم المطري الذي يُعاني من انحباس مطري قاسٍ -هو الأقسى على الإطلاق في عشرات السنوات الأخيرة- ليُبحر فينا بعيداً عن كابوس جفاف الموسم المطري، الذي بات على وشك أن يتحوّل إلى حقيقة مع إنتهاء خمسينية الشتاء بالتزامن مع الإعتدال الربيعي في الحادي والعشرين من آذار القادم.
تابعونا في الأيام القادمة للحديث حول هذه الإشارات طويلة المدى وما هي السيناريوهات المُنتظرة.