أجواء مُتناقضة يشهدها الوطن العربي مع بداية الأسبوع الجديد

موقع  ArabiaWeather.com-  بدأت الأجواء الخريفية بالسيطرة على المناطق الشمالية من الوطن العربي مُبكراً هذا العام! حيث تتميز الأجواء في بداية الخريف بالتناقض الشديد بين شقي الوطن العربي الشرقي (بلاد الشام) والغربي (دول المغرب العربي). في حين لا تزال مناطق وسط الوطن العربي (مُعظم أجزاء دول الخليج ومصر وليبيا) تشهد أجواءً حارة ومُستقرة لكنها أقل حرارة هذا الصيف في العديد من تلك الدول بحمد الله. ولا تزال الأجزاء الجنوبية الغربية من السعودية واليمن وجبال سلطنة عُمان تتمتع بالأمطار الرعدية المُعتادة لمثل هذا الوقت من العام والتي غالباً ما تطال المشاعر المُقدسة في الطائف ومكة المُكرمة.

إليكم نظرة تفصيلية حول التوقعات العامة في المناطق العربية المُختلفة خلال مطلع الأسبوع الجديد بمشيئة الله.

إستمرارية للبداية القوية في دول المغرب العربي لكن هذه المرة غرباً:

بعد أن شهدت دول المغرب العربي وخاصة الجزائر وتونس هطولاً للأمطار الرعدية والتي كانت مُميرة حقيقة بحيث فاقت مُعدّلاتها الشهرية بعدّة أضعاف ووصلت إلى 700% في بعض تلك المناطق، وعملت على تشكل السيول والفيضانات في بعض المناطق والتي إمتدت لاحقاً لتطال مالطا وجنوب إيطاليا. أما خلال الأسبوع الجديد فالمملكة المغربية على موعد مع جزء من هذا النشاط الرعدي في مُختلف أجزائها وخاصة الجبلية وذلك نتيجة إمتداد كتلة هوائية باردة نسبياً عبر فرنسا وإسبانيا بالتزامن مع إنخفاض الضغط السطحي فوق العُمق الجزائري مما يُسبب في نشوء حالة من عدم الإستقرار الجوي خاصة يومي الإثنين والثلاثاء. في حين يتأثر الشرق الجزائري وتونس وليبيا بإرتفاع كبير لكنه مؤقت على درجات الحرارة بفعل مُرتفع جوي في طبقات الجو كافة، سُرعان ما سينجلي مع نهاية الأسبوع الجديد في ظل توقع عودة الأجواء غير المُستقرة بمشيئة الله.

السُحب تكسر زُرقة سماء الجزيرة العربية في عدة مواقع:

لا تزال التوقعات تُشير إلى إنتشار الغطاء السحابي في العديد من بلدان الخليج العربي وفي مناطق غير مُعتادة مثل وسط المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية والتي شهدت خلال اليومين الماضيين رياحاً نشطة ومُغبرة قليلاً.

ونبدأ كالعادة مع مُرتفعات جنوب غرب السعودية والتي لا زالت تشهد بحمد الله هطولاً للأمطار الرعدية المُعتادة لمثل هذه الفترة من العام والتي تمتد جنوباً من مُرتفعات جازان مروراً بعسير (أبها والباحة والنماص) ونهاية بمُرتفعات المشاعر المُقدسة خاصة الطائف وتمتد في أحيانٍ كثيرة للمُرتفعات المُحيطة بمكة المُكرمة، ويصل توّغل السُحب متوسطة الإرتفاع غرباً ليطال عروس البحر الأحمر جدة. ومن المتوقع أن تطال بعض هذه الأمطار الرعدية الأجزاء الجنوبية من منطقة المدينة المنورة شمالاً بحول الله.

ويترافق هذا النشاط بإستمرار ظهور السُحب المتوسطة الإرتفاع كذلك في سماء وسطى السعودية، ولكن هذه المرة إلى الغرب قليلاً (الدوادمي والقصيم) وربما أطراف غرب الرياض، في حين تتأثر الشرقية وساحل الخليج العربي بنشاط الرياح الشمالية المُثيرة للغبار خاصة يوم السبت وبشكل أقل الأحد، ويُحذّر معها من تدني مدى الرؤية الأفقية في كل تلك المناطق وصولاً ربما لأحياء الرياض الشرقية وشرق المنطقة الوسطى المُتاخمة للشرقية.

كما يتوقع أن يبقى الوضع كما هو عليه في مرتفعات اليمن، حيثُ تهطُل الامطار بشكل يومي و مؤقت على مرتفعات غرب البلاد، مع احتمال أن تشمل بعض المرتفعات الأخرى بشكل محلي.

ويُتوقع أن يستمر تطور السُحب مع ساعات العصر وذلك في مُرتفعات سلطنة عُمان الداخلية والتي تترافق بهطول محلي ورعدي للأمطار بمشيئة الله، مع إحتمال إمتدادها لمناطق داخلية أخرى وكذلك تطال بعض المناطق في دولة الإمارات العربية المُتحدة مع تراجع سرعة الرياح في المدن الساحلية الرئيسية مثل دبي وأبو ظبي مُقارنة بالأجواء المُغبرة قليلاً الجمعة الماضية.

السودان:

إستمرارية لفرص الامطار الموسمية في شرق وجنوب البلاد، وتمتد إلى وسطها في عديد من الأحيان بإذن الله.

بلاد الشام:

بعد أن شهدت سواحل سورية وخاصة مدينة اللاذقية هطولاً للأمطار خلال اليومين الماضيين، يُتوقع أن تجدد الفرصة فيها إضافة لمُرتفعات لبنان خلال يوم الإثنين والثلاثاء تزامناً مع تأثير كُتلة هوائية مُعتدلة الحرارة ورطبة قادمة إليها من جنوب شرق القارة الأوروبية عبر تركيا، وستكون الأجواء صيفية مُعتدلة في المناطق الأخرى وسط درجات حرارة دون المُعدلات بقليل بمشيئته تعالي، إلا أن نهاية الأسبوع الجديد ستحمل في طياتها عودة للأجواء الحارة حيث أن فصل الصيف لن يستسلم في ترك أحد بصماته على صيف الشام المُعتدل هذه السنة، وستستمر الأجواء الحارة نسبياً إلى الحارة حتى أواسط شهر أيلول بحول الله.