أبرز الأحداث الجوية في المملكة خلال صيف 2015

موقع ArabiaWeather.com – على العكس من الانطلاقة الباردة لهذا الصيف، كانت الموجات الغبارية والكتل الهوائية الحارة هي الحديث الرئيسي للأردنيين في صيف 2015، وبشكل عام فقد تعرضت المملكة لعدة أحوال جوية وصفت بغير المعتادة مقارنة مع السنوات الماضية على أقل تقدير.

فقد عاشت المدن الأردنية مع الأيام العشرة الأولى من الشهر الفضيل أجواءً لطيفة استثنائية، بحيث كانت تميل الأجواء الى البرودة مع ساعات الليل في عمان والمدن الأردنية بالتزامن مع نشاط الرياح الغربية وتوافد السُحب المنخفضة التي تسببت بخفض درجات الحرارة بقيم قاربت 3-5 درجات مئوية مُقارنة مع مُعدلاتها الاعتيادية نسبةً لهذا الوقت من نهاية حزيران من كل عام.

وانحسرت الأجواء اللطيفة خلال شهر تموز حيث سادت أجواء صيفية ذات درجات حرارة اعلى من معدلاتها العامة ولكنها كانت اعتيادية في النصف الأول من الشهر، بينما تأثرت المملكة بأجواء حارة خلال الفترة 22 وحتى 25 تموز ووصلت العظمى في مدينة عمان الى 37.5 مئوية.

ومع حلول شهر آب/أغسطس تأثرت البلاد بأولى الحالات الجوية غير الاعتيادية في الأيام الأولى من الشهر، حيث اندفعت كتلة هوائية حارة قادمة من الشرق تزامنا مع امتداد المنخفض الهندي الموسمي ونشوء أحوال جوية غير مستقرة على حد سواء، وقد هبت على اثر ذلك عاصفة رملية قوية على مطار الملكة علياء الدولي تسببت انخفاض حاد في مدى الرؤية الافقية وانعدامها أحيانا، ليس ذلك فحسب بل أدى تواجد الغيوم والغبار العالق في الأجواء الى بقاء درجات الحرارة الصغرى مرتفعة بشكل لافت، وقد كانت الصغرى المسجلة في عمان و المدن الأردنية الأعلى منذ عشرات السنين في السجلات المناخية.

وتسبب الطقس الحار في تسجيل أحمال كهربائية وصفت بالقياسية وبلغت 3185 ميغاواط تبعها انقطاع الكهرباء في مناطق عدة من العاصمة لاسيما الشرقية منها كما أدى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق في لواء الأغوار الشمالية إلى إصابة عدد من الأطفال وكبار السن بالإغماء، جراء الأعياء الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة.

ومع انتصاف الشهر أثرت موجة حارة اخرى لكن تميزت هذه المرة بطول فترة تأثيرها وهو ما سبب الضيق والانزعاج حيث امتد تأثيرها على مدار 6 أيام متواصلة ليتساوى معها معدل درجات الحرارة مقارنة مع الأولى.

وكانت الأردن بمثابة نقطة التصادم والحد الفاصل ما بين الكتلة الحارة المتموضعة الى الشرق والكتل الهوائية المعتدلة القادمة من الغرب فتارة يتراجع تأثير الكتل الحارة فاسحة المجال لتدفق التيارات الغربية الرطبة المتمثلة باعتدال الأجواء وسيطرة الليالي الرطبة اللطيفة وهو ما انعكس على متوسط درجات الحرارة في كلا من الأسبوع الثاني والأخير من آب/أغسطس حيث سجلت الحرارة ما بين 30-33 مئوية، وتارة تقدم المنخفض الهندي المصحوب بتلك الكتلة الحارة نحو المدن الأردنية بما فيها عمّان، في حين بقيت اقصى المناطق الشرقية مثل رويشد تحت وطأة الحر الشديد في معظم أيام الشهر.

وخلال النصف الأول من أيلول الحالي بلغ معدل درجات الحرارة في مدينة عمان قرابة 36 درجة مئوية، وهي الأعلى على الإطلاق في تاريخ السجلات المناخية للمملكة، وعند مقارنة ما سبق مع المعدل العام لمدينة عمان للنصف الأول من أيلول الذي يبلغ 31.5 مئوية يلاحظ مقدار التطرف الحاصل بدرجات الحرارة بشكل ملفت وكبير لهذا الوقت من العام.

كما ضربت المملكة موجة غبار كثيفة ناتجة عن عاصفة رملية شديدة تشكّلت فوق شمال شرق سوريا بتاريخ 6 سبتمبر بسبب تعمّق منخفض جوي حراري فوق شرق سوريا والارتفاع الشديد في درجات الحرارة على السطح، وأثناء حركتها اكتسبت المزيد من الغبار نظراَ لمرورها فوق أراضي جافّة ورملية وبدأت تغطي مساحات شاسعة شملت معظم أرجاء سوريا اتجهت غرباَ الى لبنان حتى جزيرة قبرص فيما بدأت منذ ساعات بعد ظهر الاثنين بدخول أراضي المملكة ابتداء من شرق وشمال شرق المملكة حيث تدنت مدى الرؤية الأفقية الى أقل من 300 م.