موقع ArabiaWeather.com – سنان خلف - ظواهر جوية كثيرة تطرق إليها القرآن الكريم وفسرها قبل أكثر من 1400 عام، من بين هذه الظواهر ظاهرة حُدوث البرق وربطه بخطف البصر، وقد وردت في موضعين بالقرآن الكريم.
فالله عز وجل يقول في الموضع الأول: ﴿ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ * يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 19، 20].
أما الموضع الثاني فكان في قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 43].
في الموضع الأول :
يقول فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسير قوله تعالى: ﴿ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ﴾ بأن الإنسان لا يملك من القدرة مايُمكنه من منع البرق من لفت وخطف انتباهه وبصره، أما كلمة "يكاد" فهي تخُص لحظة لمعان البرق، و التي تُذهب الأبصار لبضع جزيئآت من الثانية ثم تتكيف العين تدريجيا مع استرجاع المادة الصبغية "الرودوبسين" الموجودة في العين.
لماذا قال تعالى "يَخْطَفُ أبصارهُم" ولم يقل "بذهب بأبصارهم"؟:
هنا إعجازُ علمي وبلاغي آخر، إن الكلمة ﴿ يَخْطَفُ ﴾ تدُل على السرعة الفائقة و التي تقف العين عاجرة عن إدراكها، وهذا ما أثبتته العلوم الحديثة، حيثُ تُقدر سرعة شعاع البرق بأكثر من 150 ألف كيلو متر في الثانية الواحدة!
ولماذا قال الله تعالى: ﴿ أَبْصَارَهُمْ ﴾ ولم يقل: "أعينهم"!
هنا وجه إعجازي آخر، فقوله تعالى " أبصارهُم" حيثُ يحمل اللفظ إشارة إلى أن تاثير البرق يكون على العصب البصري والشبكية والقرنية والجسم الزجاجي، وهي عناصر تتعلق بعملية الإبصار، ولذلك قال الله تعالى: ﴿ أَبْصَارَهُمْ ﴾ ولم يقل: "أعينهم"!
كيف يخطف ضوء البرق البصر؟
إن ومضة البرق بسرعتها وشدة لمعانها تؤثر سلباً على العين، وتُحدث نوعاً من العمى المؤقت، حالها حال ضوء الليزر إذا تم توجييه على العين بشكلٍ مفاجىء، حيثُ يتسبب هذا الضوء بتثبيط عمل المستقبلات الضوئية في شبكية العين بحيث تستمر لبضع ثوان.
إن الكمية الكبيرة من الضوء التي ينتجها البرق تحتوي على أنواعٍ مختلفة من الأشعة الضارة بالبصر، والتي تصل إلى العين على شكل طاقة حرارية تتسبب في تلف القرص البصري، وتتطور مع الوقت وتحلل النسيج الموجود بمركز الماقولة وتتحول إلى ثقب يؤدى بدوره إلى فقد البصر المركزي بصفة دائمة.
أما جوانب الشبكية فلا يتأثر بفعل الضوء بل يظل سليما وبه يستطيع المصاب رؤية الأشياء الموجودة حول البقعة المركزية المعتمة في حقل النظر، وفى ذلك التوضيح تفسير علمي لمعنى كلمة (يكاد) فالله سبحانه وتعالى رفق بعباده وجعل أثر البرق جزئيا، وكان باستطاعته أن يعمي العين كاملا إن أراد.
l'application de météo arabe
Téléchargez l'application pour recevoir des notifications météo et plus encore