طقس العرب - حتى الأرض أرادت أن ينتهي عام 2020 بسرعة، فقد أشار العلماء إلى أن كوكبنا كان يدور بشكل أسرع من المعتاد في العام الماضي، حيث سجل العلماء خلال عام 2020م أسرع 28 يوم مرت على الأرض منذ 1960م، إذ أكملت الأرض دوراتها حول محورها أسرع من المتوسط بمللي ثانية.
تدور الأرض دورتان رئيسيتان، دورة حول الشمس، وهي التي تستغرق سنة كاملة وينتج عنها الفصول الأربعة، ودورة حول نفسها (أو حول محورها)، وهي التي ينتج عنها تعاقب الليل والنهار، ومن المعروف أن الأرض تدور حول نفسها في المتوسط مرة كل 86400 ثانية، أي ما يعادل 24 ساعة، ويُعرف هذا باليوم الشمسي، لكن وفقًا للقياسات الدقيقة، وجد العلماء أن اليوم الشمسي قد يطول عن 24 ساعة أو يقصر، أي أن طول الدوران اليومي للأرض يمكن أن يختلف بمقدار جزء من الألف من الثانية.
بسبب التغير غير المتسق في سرعة دوران الأرض، ابتكر العلماء ساعة ذرية لتتبع الوقت خلال اليوم بدقة، لكن الساعة الذرية استمرت في التقدم بثبات، مما باعد بينها وبين مؤشر الوقت الآخر (وهو دوران الأرض)، ولإصلاح هذا التباعد، أنشأ العلماء بعد ذلك التوقيت العالمي المنسق (UTC) للمساعدة في سد الفجوة بين توقيت الأرض والساعة الذرية، لذلك يضيف العلماء مرة واحدة على الأقل كل 10 سنوات ثانية واحدة إضافية إلى التوقيت العالمي المنسق، والتي تسمى الثانية الكبيسة، تلك الثانية التي تمت إضافتها عدة مرات للتعويض عن تباطؤ دوران الأرض، وحتى الآن، تم إضافة ثانية كبيسة 27 مرة منذ عام 1972م ، كان آخرها في 31 ديسمبر 2016م.
لكن في ديسمبر 2020، تقرر عدم إضافة الثانية الكبيسة، مما يشير إلى أن الأرض تدور أسرع مما كانت عليه منذ حوالي 50 عامًا، فقد جعل التسارع الأخير في دوران الأرض العلماء يتحدثون لأول مرة عن الحاجة إلى طرح ثانية من الوقت بدلاً من إضافة ثانية كبيسة.
وقد لا يكون لهذه الثانية الإضافية أهمية في الحياة اليومية، لكن لها أهمية كبيرة في أشياء مثل التنقل عبر أنظمة الملاحة (GPS)، والأقمار الصناعية، وعلم الفلك، ورحلات الفضاء، وكذلك شبكات الكمبيوتر، وأسواق الأوراق المالية، وأكثر من ذلك بكثير.
يمكن أن تتغير سرعة دوران الأرض قليلاً بسبب حركة اللب السائل للأرض، ولكن وجد أيضاً أن لأنماط الطقس والمحيطات تأثيراً واضحاً على سرعة دوران الأرض وطول اليوم الشمسي، فيمكن أن يكون للتغيرات القوية في الغلاف الجوي تأثيراً مباشراً على دوران الأرض، مثل التغيرات في قيم الضغط الجوي حول العالم، وحركات الرياح التي قد تكون مرتبطة بظواهر مناخية مثل ظاهرة النينيو.
وتُعرف ظاهرة النينيو (El Niño) بأنها احترار طبيعي دوري للمحيط الهادئ الاستوائي، في حين أن هناك ظاهرة أخرى تسمى النينيا (La Niña)، والتي تتسبب بتبريد طبيعي لنفس الجزء من المحيط الهادئ، وبينما تؤدي ظاهرة النينيو إلى انخفاض في معدل دوران الأرض، تميل ظاهرة النينيا، والتي لوحظت في نهاية عام 2020، إلى إحداث تأثير معاكس وزيادة معدل دوران الأرض.
كما يمكن أن يحدث التسارع في دوران الأرض لأسباب متنوعة أخرى، بما في ذلك جاذبية القمر، وتساقط الثلوج، وعمليات الحت والتعرية، ويمكن أن يكون الاحتباس الحراري عاملاً أيضاً، حيث يساهم ارتفاع درجة حرارة الأرض في إحداث إعادة للتوزيع الكتلي على سطح الأرض، مثل ذوبان الأنهار الجليدية الذي يؤدي إلى زيادة مستويات سطح البحار. مما يعيد توزيع الكتلة على الأرض ويجعلها تدور بسرعة أكبر، ففي 11 أبريل 2011، ضرب زلزال مدمر قوته 9.0 درجة شمال شرق اليابان، مما تسبب بحدوث تسونامي قوي أودى بحياة حوالي 16000 شخص وتسبب في انهيار محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية، كما تسبب الزلزال أيضًا بنزوح أجزاء من قشرة الأرض، مما أدى إلى تسريع دوران الكوكب وجعل 11 أبريل أقصر بمقدار 1.6 جزء من مليون من الثانية عن الأيام الأخرى في ذلك العام.
ويتوقع العلماء أن تكون أيام 2021 أسرع. ويقدرون أن الأيام الآن أقصر بمقدار 0.05 مللي ثانية في المتوسط، مما يجعل عام 2021 أسرع بمقدار 19 مللي ثانية عن الأعوام السابقة.
l'application de météo arabe
Téléchargez l'application pour recevoir des notifications météo et plus encore