طقس العرب - تمر المملكة ومنطقة بلاد الشام بمرحلة ضعف مطري منذ بداية المربعانية على غرار السنوات الثلاثة الماضية التي استقبلت خلالها المنطقة كميات كبيرة من الأمطار، خاصة أن مخرجات النماذج العددية (نماذج التنبؤات الحاسوبية) تشير إلى استمرار حالة الانحباس المطري حتى منتصف الشهر الحالي، وسيكون هناك ارتفاع آخر على درجات الحرارة خلال الأسبوع المقبل.
مرحلة من حالة الانحباس المطري الاستثنائي تمر فيها المنطقة، ودرجات الحرارة اعلى من معدلاتها المعتادة، وهناك هبوب يومي لرياح شرقية وجنوبية شرقية ما بين معتدلة إلى نشطة السرعة، وأداء الموسم المطري أقل بكثير مما هو مفترض خلال هذه الفترة.
يعرف الانحباس المطري بأنه ظاهرة توقف المطر وانقطاعه، ومنذ نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول حتى هذا اليوم كان المطر منقطع تماماً عن المنطقة، وذلك بسبب ما يحدث من تدفق شديد لهواء قطبي بارد نحو مناطق مختلفة من القارة الأوروبية وخاصة الأجزاء الغربية منها وكذلك الأجزاء الشمالية الغربية من افريقيا، مثل الجزائر والمغرب العربي على وجه التحديد، مما ينتج عنه عواصف ثلجية استثنائية ستؤثر على تلك المناطق، مثل العاصفة الثلجية المتوقعة على العاصمة الاسبانية مدريد وأجزاء أخرى من اسبانيا.
وفي المقابل في مثل هذه الأنماط الجوية تحدث حالة عكسية من تدفق الهواء، بحيث يرافق هذا التدفق للهواء البارد تدفق آخر لهواء ساخن-دافئ على مناطق شرقي البحر الأبيض المتوسط، بما فيها الأردن وبلاد الشام، وأحيانا تمتد إلى شرقي القارة الأوروبية وغربي القارة الآسيوية، وهذا الحزام من الهواء الدافئ هو المسيطر في الوقت الحالي على المملكة وعموم المنطقة، والمستمر تأثيره خلال الأيام القادمة بمشيئة الله تعالى.
تعتبر فرصة الثلوج خلال هذا الموسم المطري مرتفعة احصائياً، ولا علاقة لاحتمالية تساقط الثلوج بالانحباس المطري، فخلال العديد من السنوات السابقة التي شهدت المملكة فيها انحباساً مطرياً كان هناك تساقط للثلوج، وقد تعرضت أجزاء من المملكة إلى عواصف ثلجية بالرغم من ضعف أداء الموسم المطري.
كما تم ذكره سابقاً فإن زخم النشاط المطري سيكون بمشيئة الله خلال القسم الثاني من فصل الشتاء، وذلك بسبب التغير المتوقع للأنظمة الجوية السائدة، حيث سيدخل مرتفع جوي منطقة غرب القارة الأوروبية التي شهدت الفترة الماضية أمطار وعواصف ثلجية، وبالتالي سينتقل التدفق الشديد للهواء البارد نحو المنطقة الشرقية للقارة الأوروبية، ونواحي شمال البحر الأسود وروسيا، مما يؤدي إلى دخول هواء بارد وممطر إلى منطقة شرقي البحر الأبيض المتوسط بما فيها المملكة، وبالتالي نستبشر خيراً بحدوث تغير جذري للأنماط الجوية مع دخول المنتصف الثاني من شهر يناير/ كانون ثاني، وبأن يعود فصل الشتاء المعتاد إلى المنطقة، إلا أن المنطقة بحاجة لكميات كبيرة من الأمطار لتعويض الضعف الذي حصل لأداء الموسم المطري وحالة الانحباس المطري.
هناك عدة تأثيرات سلبية على الواقع الزراعي الحالي بسبب الظروف الجوية التي تشهدها المملكة منذ عدة أيام، وهي:
1. حالة الانحباس المطري والانقطاع التام للأمطار.
2. استمرار اندفاع الرياح الجنوبية الشرقية والشرقية إلى المملكة، والتي تؤثر سلباً على المزروعات وتزيد احتمال اصابتها بالأمراض وبالتالي تلفها، خاصة في المناطق الجنوبية، وقد يؤثر نشاط هذه الرياح على البيوت البلاستيكية الموجودة في المناطق الشفا غوريه.
3. ارتفاع متوقع على درجات الحرارة في الأيام القادمة، وهذا يؤثر سلباً على المزروعات.
يستوجب الوضع الحالي القلق والاهتمام أكثر، لكن نسأل الله تعالى تغير الأحوال، ونستبشر خيراً بالقسم الثاني من موسم الشتاء، بأن تعود البرودة والأمطار، حيث نجد احصائياً أن خلال بعض السنوات السابقة تأثرت المملكة بالعديد من المنخفضات الجوية بعد فترة المربعانية، مما ساهم في تعويض النقص المطري الذي حصل، وكانت بعض المواسم المطرية التي شهدتها المملكة بعد فترة انقطاع مطرية خلال المربعانية، تنتهي بكميات أمطار أعلى حتى من المعدلات الموسمية.
تتكرر حالات الانحباس المطري في الأرشيف المناخي للمملكة، وذلك بسبب تذبذب مناخ المملكة بين سنة وأخرى بسبب وقوعها على الحافة بين مناخين؛ المناخ الصحراوي ومناخ البحر الأبيض المتوسط، كما وتتكرر حالات الانقطاع المطري تحديدا في المربعانية، لكن هناك تباعد زمني بين هذه الحالات يقارب العشر سنوات، حيث كان العام السابق الذي حصل فيه انقطاع مطري خلال فترة المربعانية كان في شتاء 2013-2014م، وهو الموسم المطري الذي بدأ بالعاصفة الثلجية أليكسا، ومن ثم تلاها انقطاع مطري شديد استمر طيلة أيام المربعانية، وقبلها بعشر سنوات تقريبا في عام 2003م شهدت المملكة انقطاعا تاما للأمطار لمدة 15 يوم من بداية شهر يناير/ كانون الثاني، وفي عام 1995م كذلك شهدت المملكة نفس الظاهرة بانقطاع الأمطار خلال فترة المربعانية.
l'application de météo arabe
Téléchargez l'application pour recevoir des notifications météo et plus encore