طقس العرب - أطلت علينا وكالة نوا منذ عدة أشهر بعدة تقارير دورية أفادت فيها بتوقعات عالية لموسم أعاصير نشط على سواحل شرق أمريكا والمكسيك ، كما دعمتها عدد لا بأس فيه من الوكالات العالمية الخاصة والحكومية في مجال التنبؤات الجوية ورغم اقترابنا من نهاية أغسطس\ أب 2019 الا أنه وحتى هذه اللحظة لا توجد أي احتمالية لتطور أي اعصار او حالة مدارية على تلك المناطق .
وفي كل عام وخلال الفترة من شهر يونيو حتى نوفمبر يبدأ موسم الاعاصير والحالات المدارية في وسط الأطلسي بالقرب من منطقة MDR مع تحركها تدريجياً نحو خليج المكسيك او نواحي السواحل الشرقية للولايات الأمريكية وتتوزع هذه الحالات المدارية في قوتها ، حيث يبقى بعضها بشكل ضعيف الى متوسط تبعاً لعدة شروط أهمها درجات حرارة المياه في تلك المناطق وبعضها يتطور الى أعصار من الدرجة القصوى ، ورغم اقترابنا من نهايات أغسطس الحالي الا أن الخمول هو سيد الموقف في تلك المناطق بعدما كانت التوقعات متفائله بموسم عالي من ناحية تشكل وتأثير الحالات والأعاصير.
تعد أفريقيا هي المتسبب الرئيسي في تشكل الأعاصير على سواحل شرق أمريكا وخليج المكسيك ، خلال بداية فصل الصيف تبدأ درجات الحرارة بالأرتفاع التدريجي في مناطق أفريقيا بالتزامن مع سيطرة موجة شرقية عليها كما تتأثر بهطولات مطرية رعدية نتيجة لتأثير الفاصل المداري او ما يُسمى ب ITCZ عليها لذلك تنشأ الاضطرابات الجوية في تلك المناطق وتؤثر الرياح النشطة عليها وتتحرك نحو الغرب باتجاه ما يسمى بمنطقة تطور الأعاصير MDR ، كما ترتفع درجات الحرارة في تلك المنطقة كلما اقتربنا من شهر يونيو ويوليو نتيجة لحركة التيارات البحرية المُحاذية لها وبعض العوامل الجوية في المحيط الأطلسي ، وبشكل خاص يُساهم التيار الأستوائي في رفع حرارة مياه تلك المنطقة بينما يقوم تيار الكناري بتبريد المياه والذي يتحرك بمحاذاه سواحل غرب أوروبا الى سواحل غرب أفريقيا جنوباً .
بحسب أخر صور الأقمار الاصطناعية الخاصة بمنطقة تطور الأعاصير MDR ، لوحظ انخفاض حرارة المياه في تلك المنطقة بشكل أقل من مُعدلاتها الاعتيادية نسبة لهذا الوقت من العام ويُعزى ذلك الى حركة التيارات البحرية السطحية والعميقة والتي تتبع لعدة ظروف جوية منها حركة الرياح الغربية والتي تزيد التبريد في تلك المنطقة ، كما تؤثر الرياح التجارية القادمة من الشرق نحو الغرب في رفع درجات الحرارة في تلك المنطقة ، وعلى ما يبدو أن نشاط الرياح الغربية ساهمت في تبريد تلك المنطقة بشكل كبير وترافقت مع رياح القص والتي تضعف في طبيعة الأحوال تشكل الحالات المدارية والأعاصير ضمن نطاق تأثيرها ، كما لوحظ ضعف الرياح الشرقية من نواحي أفريقيا وتأخرها حيث كانت ضعيفة في غالبيتها وافتقدت للتسخين الكبير كما هو متداول في كل عام.
ورغم كل الظروف الجوية الحالية ، ما زال هناك وقت لتطور بعض الأعاصير والحالات المدارية خلال الفترة المقبلة حيث يستمر موسم الأعاصير السنوي حتى بدايات نوفمبر تقريباً قبل أن تبرد المياه في نواحي وسط المحيط الأطلسي وشرق سواحل أمريكا كما تبدأ الموجة الشرقية الأفريقية بالضعف مع بدايات نوفمبر لذلك هناك ما يٌقارب الشهر لتطور بعضها ، وخلال الأيام القليلة الماضية أصدرت بعض الوكالات الخاصة بالطقس تقارير تراجعت فيه عن موسم الأعاصير القوي على الولايات الأمريكية وخليج المكسيك.
l'application de météo arabe
Téléchargez l'application pour recevoir des notifications météo et plus encore