موقع ArabiaWeather.com- د. أيمن صوالحة - بالتأكيد سمعتم عن حرائق الغرب الأمريكي بشكل عام و ولاية كاليفورنيا بشكل خاص الناتجة عن قلة الرطوبة في الأرض بسبب شح الأمطار وإرتفاع درجات الحرارة مُقارنة بمثل هذه الفترة من العام، ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان حالة الطوارىء في الولاية الأمريكية بسبب الجفاف القاسي خلال شهر يناير الحالي.
كلنا نعلم أن المناخ في ولاية كالفورنيا الأمريكية ونوع التربة فيها هو مناخ وتربة البحر الأبيض المتوسط، حيث أن هذه المنطقة حارة نسبياً وجافة صيفاً وباردة نسبياً ورطبة شتاءً، في حين تشبه جبال كاليفورنيا العالية مرتفعات لبنان والجزائر والمغرب من حيث البرودة والإرتفاع عن سطح البحر والثلوج. وهذا كلّه لم يأتي من فراغ.
لكن، هل لما تشهده الولاية الأمريكية علاقة بما يجري في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط التي تضم الأردن؟
إنقطعت الأمطار الهامة عن ولاية كالفورنيا خصوصاً وعن الغرب الأمريكي عموماً إمتداداً من ولاية واشنطن على الحدود الكندية مروراً بأوريغن وكذلك الجزء الجنوبي من جبال الروكيز الأمريكية وذلك إعتباراً من وسط كانون الأول بالتزامن مع إنتهاء العاصفة الثلجية القوية التي ضربت جنوب بلاد الشام والتي أفرزتها بدورها منظومة جوية باردة ورطبة في تركيا وسائر جنوب شرق القارة الأوروبية.
ويعود إنقطاع المنخفضات الشتوية عن ذلك الجزء من العالم بسبب مرتفع جوي ضخم وعنيد يتوضع بالقرب من شبه جزيرة الاسكا (أقصى شمال غرب قارة أمريكا الشمالية) والذي يُجبر التيار النفاث البارد الذي تنتج عنه المنخفضات الجوية المصحوبة بالكتل الهوائية الباردة بالإلتفاف حول المرتفع والتحرك بالإتجاه الجنوبي الشرقي بعيداً عن غرب الولايات المتحدة الأمريكية بإتجاه الغرب الأوسط الأمريكي والساحل الشمالي الشرقي اللذين شهدا بدورهما أبرد عاصفة ثلجية منذ قرابة العشرين عاماً مع بداية العام الميلادي الجديد (وينتظران تجددها ربما بعد أسبوع من الان). وبالتالي سيادة أجواء جافة مصحوبة بتيارات هوائية دافئة نسبياً على الغرب الأمريكي.
ونتيجة لترابط الغلاف الجوي بين أجزاء النصف الشمالي من الكرة الأرضية (قارة أمريكا الشمالية، أوروبا، آسيا)، أفرز هذا النظام الجوي وبالتزامن مع وجود أنظمة جوية مُرافقة، أفرزت أجواءً مُستقرة على غير العادة في شرق القارة الأوروبية وفي غرب روسيا وتُعتبر المناطق السابقة المُغذّي الأساسي لمنطقة الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط بالكتل الهوائية الباردة والرطبة التي ترافق عادة المنخفضات الجوية في منطقتنا.
لكن هذه العلاقة غير مُباشرة، ويدخل في بنائها عشرات المُتغيّرات، لكنها موجودة بطريقة أو بأخرى والمُتصفح لمعدلات الأمطار الموسمية في السنوات الأخيرة في الولاية الأمريكية يجد إرتباطاً وثيقاً مع بلاد الشام في النهاية.
وتُشير الخرائط الجوية الناتجة عن النماذج الحاسوبية المُشغّلة لدى مركز "طقس العرب" والخاصة بقارة أمريكا الشمالية إلى قرب إنتهاء هذه المُعاناة في الغرب الأمريكي وتحديداً ولايتي واشنطن وأوريغن شمالاً إعتباراً من نهاية الشهر الحالي، وربما تحمل هذه الخرائط الأمل بتجدد فصل الشتاء على شرق القارة الأوروبية وبالتالي منطقة بلاد الشام بما فيها المملكة لاحقاً بشكل تدريجي وبطيء إعتباراً من الأيام الأخيرة من الشهر الحالي بمشيئة الله.
l'application de météo arabe
Téléchargez l'application pour recevoir des notifications météo et plus encore