طقس العرب – يبدو الانقطاع الهائل للطاقة الكهربائية في ولاية تكساس الأمريكية محيراً للكثيرين، كيف يمكن لدولة غنية جداً بموارد الطاقة أن تهزمها عاصفة شتوية وتترك ملايين المنازل بدون كهرباء، ومنازل كثيرة بدون مياه!
مع استيقاظ أجزاء كبيرة من ولاية تكساس يوم الخميس على يوم آخر من أزمة الكهرباء وسط طقس شتوي شديد البرودة، زادت مشاكل أنظمة المياه من معاناة الكثير من سكان الولاية، حيث تم تنبيه سكان تكساس ليقوموا بغلي مياه الصنبور قبل شربها، بعد أن دمر الانخفاض الكبير في درجات الحرارة البنية التحتية، وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي وتجمد أنابيب المياه، ليبقى الآلاف من سكان تكساس بدون مياه، والملايين من السكان في جميع أنحاء الولايات المتحدة بدون كهرباء أو مصدر للحرارة، وفقدت أكبر منشأة لمعالجة المياه في أوستن طاقتها وانخفض ضغط المياه، على أعقاب العاصفة الشتوية الشديدة التي تتعرض لها البلاد هذا الأسبوع.
وقد لقي العشرات حتفهم بسبب الطقس وازمة الطاقة، معظمهم في ولاية تكساس، ومن المتوقع أن تصل عاصفة شتوية كبيرة أخرى، مما يؤدي إلى مزيد من الثلوج الكثيفة والأمطار المتجمدة والبرودة الشديدة، مع توقف السفر في معظم أنحاء الولايات المتحدة وإلغاء الآلاف من الرحلات الجوية، والطرق البرية غير الآمنة وتعطل الدراسة.
ومع ذلك، فإن البقاء في المنزل يحمل أيضًا مخاطر في الأماكن التي تعيش بدون كهرباء أو تدفئة، فقد نشر بعض سكان تكساس مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وهم يحرقون أثاثًا قديمًا للتدفئة، وتبادل آخرون صور الفيضانات الناجمة عن انفجار الأنابيب والأسقف المنهارة، واضطرت إحدى المستشفيات إلى نقل بعض المرضى الأكثر احتياجًا إلى مرافق أخرى واخراج البعض الآخر بعد فقدان ضغط المياه، مما أثر على نظام التدفئة الخاص بها.
تعتبر العاصفة الثلجية الاستثنائية التي صاحبها صقيع غطى كامل المنطقة هو السبب المباشر لأزمة الطاقة التي تعاني منها ولاية تكساس، حيث زاد الطلب على الكهرباء بشكل كبير، لكن هناك أسباب أخرى لتفاقم أزمة الطاقة في تكساس:
1. تسبب البرد الشديد في انخفاض انتاج الطاقة من المصادر المتجددة بسبب تجمّد عنفات توربينات الرياح والألواح الشمسية، فقد اصبح إنتاج الكهرباء ليلا من طاقة الرياح يمثل 3% فقط من إجمالي الطاقة، إلا انه يرتفع صباحا إلى 18% ، بالرغم من أن طاقة الرياح في تكساس هي الأكبر في أميركا الشمالية، والخامسة في العالم، كما انخفض إنتاج الطاقة الشمسية كثيرا ووصل إلى مستويات متدنية جداً.
2. نتج عن الانخفاض المفاجئ في انتاج الطاقة من المصادر المتجددة ارتفاع تاريخي في أسعار الكهرباء والغاز والمنتجات النفطية، بعد إغلاق المصافي بسبب الصقيع وانقطاع الكهرباء، وليس بإمكان كل محطات الغاز الاحتياطية تغطية النقص، فتناقصت كمية الاحتياطي الكهربائي، وارتفعت أسعار الكهرباء بشكل جنوني، ففي كل نظام كهربائي حد أدنى يتم توليده من مصادر مثل الفحم والطاقة النووية والنفط، ويتم مقابلته بالغاز والطاقة المتجددة، فإذا زاد استخدام الطاقة المتجددة، فإنها تحتاج إلى المزيد من محطات الغاز الاحتياطية.
3. بالرغم من قيام محطات الغاز بزيادة الانتاج مع ارتفاع الأسعار، إلا أن الضغط على محطات الغاز، إضافة إلى وجود الماء في بعض أنابيب الغاز، أوقف إنتاج الكهرباء في عدد من محطات الغاز الاحتياطية والتي من المفروض أن تغطي العجز في إمدادات الكهرباء الناتجة من الطاقة المتجددة.
4. ارتفاع الطلب على الطاقة لم يكن متوقعاً، وأسبابه متعددة أهمها أن الأنظمة مصممة لمقابلة ذروة الطلب على الكهرباء في الصيف، والبيوت مصممة كي يتم تبريدها بالمكيفات، بحيث تتخلص من الحرارة، وليس للاحتفاظ بالحرارة. كل عمليات الإنشاء مصممة لتبريد البيوت، وليس لحمايتها من البرد، كما أن البيوت والمنشئات مصممة لفروق منخفضة في درجات الحرارة بين الشتاء والصيف، إلا أن الفرق الآن أصبح كبيراً، كما ان أجهزة التدفئة المركزية تستهلك كهرباء أكثر من المكيفات، لهذا ارتفع الطلب بشكل كبير.
5. أخذ الموضوع ابعاداً سياسية أيضاً، بحيث يلقي الجمهوريون اللوم على الطاقة المتجددة، بينما يلوم الديمقراطيون الغاز والفحم والطاقة النووية، كما أن مؤيدي الحزب الجمهوري، بما في ذلك الخبراء، سينقدون أي تصريحات للمسؤولين الديمقراطيين، والعكس صحيح: سينتقد مؤيدو الحزب الديمقراطي، بما في ذلك الخبراء، أي تصريحات للسياسيين الجمهوريين. لهذا يجب الانتباه للجانب السياسي عند قراءة أو نقل أي تصريحات بسبب الانقسام السياسي الكبير حاليا حول أزمة الطاقة في تكساس.
6. السبب غير المباشر للأزمة هو السياسات الحكومية للولاية التي نتج عنها ضعف الاستثمار في البنية التحتية، والتي لم تتحمل ضغوط الأحمال الأخيرة. ومن المفروض أن يتم الاستعانة بإمدادات من الولايات الأخرى، ولكن السياسيين في تكساس قرروا منذ سنوات فصل قطاع الكهرباء عن الولايات الأخرى.
l'application de météo arabe
Téléchargez l'application pour recevoir des notifications météo et plus encore