منخفض جوي جديد مساء الثلاثاء متبوع بانجماد واسع النطاق.. ما حقيقة تساقط الثلوج؟

محمد عوينة- يُتوقع ان تتأثر المملكة وسائر دول الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط بمنخفض جوي عالي الفعالية يترافق مع كُتلة هوائية شديدة البرودة وقُطبية المنشأ تندفع نحو المنطقة، وذلك إعتبارًا من ساعات المساء من يوم الثلاثاء ويمتد تأثيره حتى ساعات ليل الأربعاء/الخميس، ويترافق تأثير هذا المنخفض الجوي بانخفاض درجات الحرارة بشكل لافت وهطول الأمطار والثلوج بمشيئة الله.

مساء الثلاثاء.. تعبر المملكة تدريجياً جبهة هوائية قطبية المنشأ مُرافقة للمنخفض الجوي 

تعبر المملكة تدريجياً مع ساعات مساء يوم الثلاثاء الجبهة الهوائية، بحيث تنخفض درجات الحرارة بشكل ملموس وتشتد سرعة الرياح، وتبدأ الأمطار بالانتظام والاشتداد، وتكون غزيرة على فترات مُتقاربة ومترافقة بالعواصف الرعدية والبَرَد وذلك في شمال ووسط المملكة، وتمتد الأمطار تدريجياً نحو المناطق الجنوبية بُعيد منتصف الليل. 

تعمق الجبهة القطبية مع ساعات فجر وصباح الاربعاء

وتدريجياً، تتهيأ الفرصة مع ساعات فجر وصباح الاربعاء لتساقط الثلوج فوق قمم المرتفعات الجبلية العالية في جنوب المملكة والتي تتراكم على فترات، كما لا يُستبعد أن تتساقط بعض الزخات الثلجية فوق المُرتفعات الجبلية العالية، بما فيها مرتفعات العاصمة عمَان التي تزيد عن 1050-1100م مع احتمالية حدوث تراكمات محدودة إن حدثت، إلا أنه من الغير متوقع أن تحدث تراكمات مُعيقة للحياة في العاصمة خلال فترة تأثير هذه الكتلة القطبية.

وخلال نهار يوم الاربعاء يستمر تأثر المملكة بالمُنخفض الجوي ذاته، وتسقط الأمطار في عموم المناطق وتكون غزيرة على فترات ومصحوبة بزخات من البرد الكثيف احيانًا، وتستمر فرصة المرتفعات العالية بهطول زخات ثلجية التي تكون ممزوجة بالأمطار والبرد احيانًا.  

ويُتوقع أن يُساهم هذا المُنخفض الجوّي في تحسين أداء الموسم المطري بشكل لافت، كونه مصحوب بكميّات أمطار جيّدة ومُعتبرة في عموم مناطق المملكة. 

موجة واسعة النطاق من الجليد تؤثر على المملكة ليلة الأربعاء/الخميس .

مع ساعات المساء والليل الأولى تنتهي الفعالية الجوية في معظم مناطق المملكة، وتبدأ حينها موجة قوية من الانجماد في مناطق واسعة من المملكة، ويُحذر من القيادة على الطرقات في عموم مرتفعات المملكة، بما فيها مرتفعات العاصمة عمَان، خوفًا من الانزلاقات بفعل تجمد مياه الأمطار عليها.

توزيع الكتل الهوائية في القارة الأوروبية والبحر المتوسط

يأتي تأثير هذا المُنخفض إثر استمرار تكدس كتلة هوائية قطبية قارسة البرودة فوق البحر الأسود والأراضي التركية، ويتزامن ذلك مع اندفاع مرتفع جوي نحو غرب وجنوب القارة الأوروبية، مما أدى الى تشكل منخفض جوي قُبالة السواحل السورية. 

ويُعدّ هذا المنخفض الجوي الأبرد حتى الآن خلال الموسم المطري الحالي، ولكن البرودة المُرافقة للمنخفض الجوي لا تكفي لتحول هذا المنخفض الى عاصفة ثلجية شاملة.

ويعود سبب ذلك، إلى عدم تعمق الهواء القطبي بشكلٍ كافي في الطبقة السطحية (على ارتفاع 1450 متر عن سطح البحر)، مما لا يسمح لإنخفاض الحرارة وتحول الأمطار الى ثلوج في مناطق واسعة.

في حين، تبدو أن الفرصة سانحة نهاية هذا الشهر -كانون الثاني/يناير- وأيضاً بقية الموسم الشتوي الحالي لتأثر المملكة بمنخفضات جوية مترافقة بكتل هوائية باردة وشديدة البرودة تجلب التساقطات الثلجية إلى مرتفعات المملكة، حيث تتأثر مناطق عديدة وهامة في القارة الأوروبية بمرتفع جوي، ومتوقع استمراره خلال فترات عديدة وهذا بدوره يرفع فرص اندفاع كتل هوائية شديدة البرودة نحو الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط بمشيئة الله.