هذا هو السؤال الذي يدور في اذهان الجميع بعد رؤية المباراة الافتتاحية للمانشفت في كأس العالم.
يبدو انه كأس عالم المفاجأت حيث رأينا ان الفرق التي من المفترض لها ان تفوز بالمباريات بالكاد قادره على خطف التعادل. تظل المفاجأة الاكبر حتى الان هي هزيمة الارجنتين على يد الاخضر السعودي.
بينما تظل هزيمة المانيا من اليابان صدمة في حد ذاتها، فأنها ليست مفاجأة لمن تابع مشوار الفريقين حتى الصعود لقطر. المانيا كانت دائما تعاني في دوري الامم الاوربية، بينما اليابان بنت نفسها من الصفر لتصنع بذلك دفاعا قادرا على مواجهة الفرق امثال البرازيل.
المانيا انتكست امام دولة من الاتحاد الاسيوي مرة اخرى بعد كوريا الشمالية، والاسئلة الان ستطرح بخصوص قناعات هانز فليك حول كيف سينتهي الحال في مجموعة الموت بكأس العالم.
اليابان خطفت فوز تاريخي.
الساموراي الياباني حارب كما اعتاد اجدادة ان ينتزعوا الفوز من فك الاسد عندما كانوا يواجهون عقبة تبدو في البداية انها غير قابلة للحل. نجوم عالميون مثل كاي هافرتز، سيرجي جنابري، ليون غوريتسكا، كيميتش، وجدار برلين الذي يقف وراء ظهر كل هؤلاء مانويل نوير, كان منتظر منهم اداء اسطوري في ظهر يوم الاربعاء.
الفريق الاسيوي نفذ تكتياته بصرامة واستطاع اغلاق اي خطوط تمرير قد تستغلها المانيا والاعتماد على الهجمات المرتدة، ويبدو ان الاسلوب اتى ثماره حيث سجل الساموراي الياباني هدف في الدقيقة الثامنة قبل ان يتم الغاؤه بداعي التسلل. هذا الهدف ايقظ المانيا حيث كثفت الماكينات هجومها على اليابان، ولكن الفريق الاسيوي ظل صامدا.
المبارة بدت انها ستميل للتوقعات عندما ادت تمريرة كيميتش في الدقيقة 33 الى احداث ارباك في منطقة جزاء اليابان مما جعل حارس مرماهم شويتشي غوندا يعرقل لاعب المانيا دافيد راول الذي كان واضحا انه امام فرصة سانحة للتسجيل. لاعب المان سيتي الكاي جوندوجان اخذ على عاتقه تسجيل ركلة الجزاء ونجح في ذلك مسجلا هدفة السادس من ركلات الجزاء في اخر سبعة اهداف له مع المانشفت.
استمرت اليابان للتصدي لهجمات الالمان هجمة بعد هجمة، وكلنا جميعا ظننا انها مسالة وقت فقط وسيسجلون ابطال العالم لاربع مرات هدف حسم المباراة. وها قد اتت لحظة هدف الحسم في الدقيقة الاولى من الوقت بدل الضائع من الشوط الاول عندما هز كاي هافيرتز مرمى اليابان بالهدف، ولكنه سرعان ما الغي من قبل الفار بداعي التسلل.
بدأ ابطال العالم لاربع مرات الشوط الثاني مملوئين بالحماس، ولكن نفس الشيء كان في الجانب الاخر لدى الساموراي الياباني، وهكذا استمرت المباراة حيث لعب اليابانبون ندا لند للالمان وانفجر الملعب من جودة اللعب الذي اظهره الطرفان.
على عكس المتوقع وبدلا من ان يأتي هدف الحسم من الجانب الالماني، كانت اليابان هي من احرزت التعادل في الدقيقة 75 وذلك بفضل رد فعل سريع من اللاعب ريتسو دوان، الذي اظهر رد تحرك سريع ورائع تجاه الكرة. الساموراي الياباني استطاع قتل المانشفت الالماني بعدها بثلاث دقائق فقط، هذا حدث بسبب سرعة بديهة من اللاعب كو ايتاكورا الذي اعطى زميلة تاكوما اسانو تمريرة جميلة سجل منها الهدف الثاني.
اليابان الان هي اول مجموعتها وهي المتحكمة بذمام الامور. سينتظرون الان مواجهة كوستاريكا في مباراتهم التالية، بينما المانيا ترجو بأن تحقق نتيجة جيدة في اكثر مباراة منتظرة في دور المجموعات ضد الماتادور الاسباني.