لماذا يتذمر البعض من الشتاء؟
طقس العرب - في لحظة التي تتساقط فيها قطرات المطر برقة على الأرض، يظهر الشتاء بكل أناقته وجماله، إلا أن هناك فئة من الناس تبدو وكأنها تحمل عبء الشتاء على كتفيها، وتبدأ في التذمر من هذا الموسم البارد، حتى وإن كانت أجواء دافئة بالنسبة للبعض ولماذا يتذمر البعض من الشتاء، وهل يمكن أن يكون هناك جوانب إيجابية يغفل عنها البعض؟
لماذا يتذمر البعض من الشتاء؟
في هذا الفصل البارد، يبدو أن المواطن العادي في أي منطقة حول العالم يواجه مجموعة من التحديات، حيث يمكن أن يتعرض لسبعة انزلاقات جليدية وسقوط، وربما يفقد مظلته، ويعطس ست مرات، وفقًا لأحدث الأبحاث.
كشفت دراسة حديثة أُجريت على عينة من 2000 أمريكي عن مدى شيوع مشاكل الشتاء، حيث توصلت الدراسة إلى أن المواطن العادي سيتذمر من تدني درجات الحرارة وظروف الطقس السيئة خمس مرات يوميًا، خلال فصل الشتاء.
ويبدو أن ارتداء طبقات من الثياب أصبح جزءًا لا يتجزأ من تقاليد الشتاء لدى الأفراد، حيث زعم 57% من الأفراد في الدراسة أنهم واجهوا هذه التجربة مرات عديدة وفي الواقع، عندما تم سؤالهم عن شعورهم المعتاد خلال فصل الشتاء، أجاب 39% منهم بـ"الملل"، بينما أشار 24% إلى أنهم يعيشون في حالة "البؤس".
يبدو أن الشتاء يُعَدُّ مصدرًا لا ينتهي من التحديات والمشكلات بالنسبة للأفراد في هذه الدراسة، وأشار 36% منهم إلى تجربة اللحظات الأفلام المألوفة، مثل تجاوز حافلة ترش الماء أثناء مرورها وفي الواقع، يتوقع الفرد منهم أن يعبر عن طريق الخطأ في بركتين، ويواجه ثماني مخاوف مرتبطة بالقيادة؛ بسبب الظروف الجوية (واحدة كل 11 يومًا تقريبًا)، وسيصاب بالمرض مرتين خلال هذا الشتاء.
وإذا كنت قد أصبت بنزلة برد، قد تفضل البقاء في المنزل، وتجنب السعال والعطس بالقرب من الآخرين، حيث عبَّر 47% من الأفراد في الدراسة عن انزعاجهم المتكرر من ذلك خلال فصل الشتاء، وتتزايد التحديات أيضًا في مجال تكاليف الطاقة، حيث يقول 45% منهم إنهم يواجهون تحديات مالية بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة خلال الموسم.
وأشار البعض إلى أهمية الاستعداد لفصل الشتاء، وذلك من خلال صيانة منظومة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC)، بدءًا من معايرة منظم الحرارة وتنظيف المرطبات، وحتى فحص السقوط من قبل فني HVAC مؤهل. وقالو إن هناك العديد من المشاريع الصغيرة التي يمكنها تحسين راحة الحياة خلال فصل الشتاء.
وفي ظل أن واحدًا من كل خمسة أشخاص يقضون ما بين 16 إلى 24 ساعة في الداخل يوميًا خلال فصل الشتاء، يظهر أن الظروف الداخلية، مثل جفاف الجلد ونقص الهواء النقي، تؤدي دورًا أيضًا في الكآبة الشتوية.
وربما يكمن السبب في هذا التذمر في تأثيرات عوامل نفسية واجتماعية تتعلق بالموسم الشتوي حيث يعتبر البعض أن البرودة والرطوبة تؤثر سلباً على مزاجهم، وربما يكون للتقلبات الجوية دور في تأثير الحالة المزاجية للإنسان وهناك أيضاً تأثيرات اجتماعية، حيث يمكن أن يؤدي الشتاء إلى قلة النشاطات الاجتماعية والانخراط في الطبيعة، مما يسهم في شعور البعض بالعزلة.
الاستعداد للشتاء
في نهاية يوم شتوي طويل، يبدو أنه لا يوجد شيء أكثر إحباطًا من اكتشاف أن المدفأة في منزلك لا تعمل، وإذا لم يصل منزلك إلى درجة الحرارة المثالية، فلا بد من تحديد سبب المشكلة، وفي كثير من الأحيان، يكون الحل بسيطًا، مثل تغيير مرشح الهواء أو فتح الفتحات الهوائية التي قد تكون مغلقة أو مكسوة بالسجاد أو الأثاث.
أسباب تذمر البعض من الشتاء؟
- برودة اليدين والقدمين
- سيلان الأنف
- الجلد الجاف
- طبقات الملابس المتعددة
- الصعوبة في الاستيقاظ
- الثلج الموحل
- الأيام القصيرة
- الصباحات الخالية من أشعة الشمس المشرقة
بالطبع، وفي حين يعتقد البعض أن الشتاء يحمل معه الحزن، يظهر أن واحدًا من كل خمسة لا يزال يعتبر أن الشتاء يجلب له الرضا.
الجوانب الإيجابية للشتاء
بالرغم من تذمر البعض من قدوم فصل الشتاء، إلا أن البعض الآخر يرونه رائعا، ويحمل مميزات وفوائد عديدة منها أن فصل الشتاء يتسم ببرودته وهطول الأمطار، مع رياح باردة وتساقط الثلوج في بعض المناطق، ويتسم الشتاء بليالٍ طويلة ونهارات قصيرة، حيث تهاجر الطيور إلى المناطق الدافئة، ويستمر لمدة 99 يومًا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية و79 يومًا في النصف الجنوبي.
يتميز فصل الشتاء بفوائد عديدة على الإنسان، منها نضج مجموعة متنوعة من الفواكه الغنية بالفيتامينات والألياف، مما يساهم في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض وكما يقلل الجو البارد من التعب في أثناء ممارسة التمارين الرياضية، نظرًا لحاجة الجسم للدفء، مع تقليل فقدان السوائل والأملاح المعدنية.
وفيما يتعلق بالأثر النفسي، يقلل قصر ساعات النهار في فصل الشتاء من الاضطرابات والاكتئاب لدى البعض، حيث يفضل البعض الاستمتاع بغياب أشعة الشمس وكما يزيد فصل الشتاء فرصة النمو، حيث يزداد إفراز الهرمونات المرتبطة بالنمو.
مع ذلك، يتطلب الشتاء اتخاذ الاحتياطات لتجنب الأضرار، مثل ارتداء الملابس الدافئة خلال الفترة الأولى من الفصل، وتجنب السير بقدمين حافيتين، بل ارتداء الجوارب الثقيلة والأحذية الدافئة وكما يفضل ممارسة التمارين بعد أن يبرد الجسم وليس مباشرة، وتجنب تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية لتجنب زيادة الوزن.
أعرف أيضا:
لماذا منزلي بارد جدًا، وكيف يمكنني التعامل مع هذا الامر؟
المصادر: