طقس العرب- وداد السعودي- لا يكاد يمر عام خلال السنوات الأخيرة إلا وتخرج شائعات ومقالات من مصادر مختلفة عن أن زلزلًا مدمرًا أو كبيرًا سيضرب الأردن والمناطق المجاورة، خاصة بعد حدوث هزة أرضية هنا وأخرى هناك، الأمر الذي دفعنا في طقس العرب للحديث والبحث مع المختصين صحة هذا الموضوع، وتوضيح ما اذا كانت الأردن منطقة نشطة زلزاليًا.
وتحدثنا خلال هذا التقرير مع رئيس جامعة الحسين بن طلال، أستاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل في الجامعة الأردنية، الدكتور نجيب أبو كركي، ومدير المرصد الزلزالي الأردني الدكتورة محمود القريوتي.
بداية، لا بد من التأكيد على أن الأردن منطقة نشطة زلزاليًا ولكن هذا النشاط معتدل اذا ما قورن بغيره من الدول، ويعود ذلك وفقًا للدكتور نجيب أبو كركي إلى أن سرعة حركة الصفائح التكتونية في المنطقة تعتبر معتدلة، حيث تتحرك ½ سم في السنة مقارنة بمناطق أخرى بالعالم؛ لذا تحتاج إلى وقت طويل جدا لينتج زلزال قوي في هذه المنطقة.
ولتوضيح ذلك أشار إلى زلزال فوكشيما في اليابان عام 2011 الذي بلغ مجموع الطاقة الناجمة عنه خلال الثلاثة الشهور التي أعقبته نحتاج لـ 6 ملايين سنة حتى تُجمع طاقة مشابهة لها في منطقتنا.
وذكر الدكتور محمود القريوتي أن مناطق النشاط الزلزالي في الأردن هي خليج العقبة والبحر الميت والأغوار ووادي عربة ووادي الاردن، مؤكدًا أنه لا يوجد وقت محدد للنشاط الزلزالي.
وأضاف أن نشاط وتكرار الزلازل خلال فترات معينه لا يشير بالضرورة الى حدوث زلزال قوي خلال الفترة المقبلة
أوضح "أبو كركي" أن آخر زلزال قوي ضرب المملكة عام 1995 بقوة 7,3 درجة حسب مقياس كاناموري وعلى بعد 80 كم جنوب العقبة وخلف 10 وفيات، في أربع دول معظمهم في مصر ولكن هذا الزلزال وفقا لقياس شدة الزلزال "مقياس ميركالي" وهو مقياس يختص بدراسة مقدار الضرر الذي يسبّبه الزلزال عقب حدوثه، يعتبر غير مدمر أو قوي، اذا ما قورن بشدة زلزال 11/7/1927 الذي كان بقوة 6,2 في وادي الاردن والذي خلف 350 وفاة.
وبين أن قوة الهزة الأرضية وحدها لا تكفي ليكون الزلزال مدمرا ، بل هناك عوامل عدة تلعب دورًا، منها:
ولتوضيح ذلك ذكر " أبو كركي"أن مدينة الرملة في فلسطين تتأثر بقوة الزلزال حتى المتواضعة وكذلك بلدة الرينه القريبة من الناصرة بفلسطين بخصوصيات موقعها لانها مبنيه في منطقة سهلية وتربتها غير متماسكة.
"ومتى يكون الزلزال خطرًا على الحياة ومتى يكون مدمرًا؟"، أوضح القريوتي أن عندما تكون قوة الهزة 4 درجات يبدأ عندها الزلزال خطرًا على الحياة، فيما يكون مدمرًا عند 6 درجات أو اكثر، مشيرا إلى أن غالبية الزلازل وخصوصا المدمر منها يحدث نتيجة حركة الصفائح التكتونية.
بدوره يرى "أبو كركي" أن مقياس شدة الزلزال بمنطقة ما لا يتناسب دوما مع قوة الهزة الأرضية، مشيرًا إلى زلزال وقع في اليمن 1991 بقوة 4,5 قتل فيه 11 شخص بينما وقع زلزال في تشيلي بقوم 8,3 قتل فيه 2 فقط
وفي اغادير 1960 وقع زلزال بقوة 5,7 ويعتبر من الزلازل المدمرة جدا من حيث "الشدة" وهي قياس الدمار بعد حدوث الزلزال" والتي بلغت شدته 12 وهي أعلى درجة، حيث قتل 12 ألف شخص لحصول الزلزال مباشرة تحت المدينة.
وحول امكانية التنبؤ بحدوث زلزال، أكد القريوتي أن التوقع الزلزالي (التنبؤ) زمانا غير ممكن. اما المكاني فهو ممكن وفي حالتنا خليج العقبة والبحر الميت والأغوار ووادي عربة، مشيرا إلى أن دراسة التاريخ الزلزالي يفيد في تقييم وتخفيف المخاطر الزلزالية.
وبين أن خلال السنوات السابقة وقع زلزال عام 2004 بقوة 5.2، أما آخر زلزال "قوي" فقد كان عام 1995 بقوة 7.3 وحدث في خليج العقبة المسافة حوالي 80كم جنوب مدينة العقبة، لافتا أن الخسائر كانت محدودة خلاله لان الزلزال وقع بعيدًا عن مركز المدينة.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول