بعد غيابها لِعدّة سنوات .. مؤشرات أولية على تنامي ظاهرة "النينو" الأشهر القادمة

طقس العرب - تُشير النماذج الديناميكية و الإحصائية العالمية المُختصة بدراسة درجة حرارة المحيط الهادئ، و على رأسها "الإدارة الوطنية للمحيطات و الغلاف الجوي (NOAA)" إلى توقعات بتنامي ظاهرة النينو تدريجياً خلال الأشهر القادمة، حيثُ تشير ذات النماذج أن توزيع احترار المحيط الهادئ يتجه إلى التخلص من نمط اللانينا بحول الله تعالى بعد أن استمرت لثلاثة أعوام مُتتالية. 

و فعلاً باتت تُبيّن أنظمة الرصد الجوي بالإضافة لما يُسمى بسفن "TAO" ارتفاع متواصل على درجات الحرارة في المنطقة الشرقية الإستوائية من المحيط الهادئ، و هذا ما يؤشّر على أن الاشهر القادمة ستحمل المزيد من الإرتفاع في درجات الحرارة، مما يعني أن الرياح التجارية الشرقية المُساهمة في تبريد المنطقة الإستوائية من المحيط الهادئ ستضعف بشكل كبير، و ربما تتحول الأشهر القادمة إلى غربية مما يعمل على رفع درجات الحرارة في المنطقة الإستوائية للمحيط الهادئ بشكل مُتسارع. 

ظاهرة النينو و تأثيرها على الغلاف الجوي 

تحدث ظاهرة النينو بمُعدّل كل عامين إلى خمسة أعوام، وهي تُمثل "شذوذ" درجة الحرارة صعوداً بمقدار يزيد عن نصف درجة مئوية في حرارة المياه للمنطقة الإستوائية من المحيط الهادىء بالنسبة لفترة مُعينة من السنة و لمدة لا تقل عن ثلاثة شهور.

و النينو أحد أهم الظواهر الجوية في المناخ و التي أثبت إحصائياً أنها تؤثر بشكل غير مُباشر على منظومة الضغط الجوي في العالم، حيث تتسبب بتغيرات في حركة الغلاف الجوي بدءاً من المنطقة الإستوائية فوق المحيط الهادئ و التي تنقل التغيرات إلى القوالب الجوية الكبيرة، ثم ينعكس ذلك إلى الظواهر الجوية في مختلف مناطق العالم. و يؤدي ذلك إلى حُدوث تقلبات جوية شديدة في الظواهر الجوية ما بين موجات من الفيضانات و الجفاف في مُختلف أنحاء العالم و بالتالي خسائر اقتصادية كبيرة.

1. تؤثّر على حركة التيارات النفاثة (و هي تيارات هوائية سريعة جداً في أعالي الغلاف الجوي) و تؤدي الى زيادة حركتها و ديناميكيتها.

2. و تؤثر أيضاً على القوالب الجوية الكبيرة مثل خليه هادلي (و هي خليه مناخية دورانية الحركة)، و هذا يعني اشتداد المرتفعات الجوية التي تنشاً على خطوط عرض قريبة من 30 درجة شمالاً مثل المرتفع الأزوري و المرتفع شبه المداري.

3. و يمتد تأثير ظاهرة النينو نحو المحيط الهندي، إذ تؤدي بشكل غير مباشر إلى رفع درجة حرارة سطح المياه في القسم الغربي من المحيط الهندي و بحر العرب (+IOD)، و تستفيد الجزيرة العربية عادةً من زيادة طخ الرطوبة الإستوائية نحوها.

و لكن العلاقة ليست بهذه السهولة، حيث تدخل عشرات العوامل المناخية العالمية الأخرى في بناء موسم مطري مُعين في منطقتنا، و هذه العوامل يأخذ بها كادر التنبؤات الجوية في "طقس العرب" في بناء النشرات الجوية الموسمية.