تحويل حركة السفن في قناة السويس ومحاولات مستمرة لتحرير السفينة العالقة بعد جنوحها أمس جراء الأحوال الجوية

طقس العرب - علقت سفينة الحاويات الضخمة إيفر جيفن (Ever Given) بالقرب من الطرف الجنوبي لقناة السويس يوم أمس الثلاثاء، بعد أن انحرفت عن مسارها بفعل الأحوال الجوية والرياح، وقد فشلت عدة محاولات لإعادة تعويمها، مما تسبب في ازدحام مروري هائل وتكدس للسفن في مدخل القناة.

وقد بينت التقارير بأن السفينة عانت من فقدان الطاقة، لكن مشغل السفينة أوضح أن سفينة الحاويات انحرفت عن طريق الخطأ بعد أن ضربتها هبة قوية من الرياح وصلت سرعتها إلى 50 كم/ساعة، حيث ذكرت النشرات الجوية الصادرة عن طقس العرب أن المنطقة ستتأثر بعاصفة رملية ورياح عاتية يوم الثلاثاء، كما ويستمر تأثر المجرى الملاحي لقناة السويس بهبوب رياح غربية الى شمالية غربية بالتزامن مع عبور منخفض خماسيني على البلاد، مما يؤدي إلى انخفاض على مدى الرؤية الافقية.

وما حدث يوم أمس أنه مع اشتداد هبوب الرياح الغربية والشمالية غربية بشكل عمودي على اتجاه حركة الملاحة في قناة السويس، أدى ذلك الى انحراف السفينة إيفر جيفن عن مسارها وتعطل الملاحة البحرية في البحرين الاحمر والمتوسط، إلا أنه لم ترد تقارير بوجود إصابات أو حدوث تلوث في القناة.

وهنا تظهر أهمية توقعات الطقس التي تساعد في اتخاذ الإجراءات التي تساهم في انتظام حركة الملاحة البحرية، والحفاظ على السلامة وتلافي الخسائر الفادحة.

تفاصيل ما حدث مع السفينة

تعتبر سفينة الحاويات إفر جيفن Ever Given التي يبلغ وزنها 220 ألف طن، وطولها 400 متر وعرضها 59 متر، واحدة من فئة السفن الجديدة الضخمة (ULCS)، والتي كان بعضها كبيرًا جدًا بالنسبة لقناة بنما التي تربط المحيطين الأطلسي والمحيط الهادئ.

وكانت السفينة التايوانية إيفر جيفن القادمة من الصين باتجاه روتردام الهولندية تحمل مئات الحاويات، إلا أنها جنحت عبر الممر المائي في قناة السويس واستقرت هناك بزاوية أغلقت الممر المائي، وقد أرسلت السلطات المصرية قاطرات لمحاولة تحريرها، وحفار ميكانيكي لحفر الأرض في محاولة لتحرير السفينة العالقة، وذلك بخلخلة الرمال والمياه أسفل السفينة، لتحريكها للأمام في محاولة لجعلها تتحرك عن موقعها.

قناة السويس أحد أهم الممرات المائية في العالم

تعد قناة السويس من أهم الممرات المائية في العالم وتربط البحر الأبيض المتوسط ​​بالبحر الأحمر، وممرات الشحن بآسيا، يبلغ طولها 190 كيلومترًا، وعرضها 24 مترًا، ويبلغ عمقها 205 مترًا، تم توسيعها في عام 2015 لتمكين السفن من العبور في كلا الاتجاهين في وقت واحد، وذلك فقط في جزء من الممر المائي.

يمكن للقناة التعامل مع عشرات سفن الحاويات العملاقة يوميًا، لذا فإن أي توقف طويل قد يتسبب في تأخيرات خطيرة، لذلك عملت السلطات المصرية على ارسال الكثير من القاطرات إلى السفينة العالقة، ولكن وفقاً للخبراء كان الأمر يتطلب الكثير من القوة لتحريك سفينة بهذا الحجم.

التأثير على حركة الملاحة في القناة

ذكرت مصادر بحرية وشركات معنية إنه تم تحويل السفن في قناة السويس إلى قناة قديمة اليوم الأربعاء بعد أن تسببت السفينة العالقة بتعطيل مرور السفن في أحد أهم الممرات المائية في العالم، وقالت المصادر أن الحادث وقع بسبب سوء الأحوال الجوية، وأن عمليات تعويم السفينة وتحريرها بدأت صباح اليوم الأربعاء ، مضيفين أنه من المتوقع حدوث بعض التأخير في الشحن، وقد يتسبب المسار البديل في بطؤ حركة الملاحة، وتجمع عدد متزايد من الناقلات بالقرب من مدخل القناة في انتظار المرور.

وهذا سيؤخر امدادات النفط والغاز أيضاً، حيث لم تتمكن خمس ناقلات محملة بالغاز الطبيعي المسال من المرور عبر القناة بسبب السفينة العالقة، ثلاثة من هذه الناقلات كانت متجهة إلى آسيا واثنتان إلى أوروبا، وإذا استمر الازدحام حتى نهاية هذا الأسبوع، فسيؤثر ذلك على عبور 15 ناقلة غاز طبيعي مسال.