طقس العرب-النوم هو جزء أساسي من حياة البشر، ويلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على الصحة العامة فهو لا يحسن المزاج فحسب، بل يعزز الأداء المعرفي والقدرة على التفكير والتركيز. كما أن تأثيره يمتد إلى جودة العمل والحياة الاجتماعية، حيث إن النوم الجيد أو السيئ ينعكس مباشرة على حياتنا اليومية.
إن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم بشكل منتظم يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض والاضطرابات الصحية. تشمل هذه الأمراض أمراض القلب، السكتة الدماغية، السكري، السمنة، وحتى الخرف. توضح الدكتورة ماريشكا براون، خبيرة النوم في "المعهد الوطني للصحة" (NIH) التابع لوزارة الصحة الأميركية، أن النوم الجيد يعتمد على ثلاثة عوامل رئيسية:
يُنصح البالغون الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا بالنوم لمدة لا تقل عن 7 ساعات في الليلة. فقلة النوم تقلل من إنتاج الجسم للبروتينات التي تُعرف باسم "السيتوكينات"، والتي تعمل على تعزيز المناعة وحماية الجسم من الفيروسات والبكتيريا. وفقًا لمنصة "فري ويل هيلث" (Verywell Health)، فإن هذه البروتينات تلعب دورًا مهمًا في دعم خلايا الدم البيضاء التي تحارب الأمراض.
تؤثر عدة عوامل على جودة النوم، منها الحالة المزاجية، العمر، الجنس، ومستوى الدخل. وتتداخل هذه العوامل مع نمط النوم الزمني للفرد، مما يؤثر على كيفية شعور الشخص بالراحة بعد الاستيقاظ.
أحد العوامل التي تؤثر على النوم هو تغير الفصول. فخلال فصل الشتاء، يعاني العديد من الأشخاص من صعوبة في الاستيقاظ صباحًا بسبب البرد والحاجة إلى مزيد من النوم. وتؤكد دراسة حديثة أن الإنسان يحتاج بالفعل إلى ساعات نوم إضافية خلال فصل الشتاء مقارنة بفصل الصيف.
حتى في البيئات الحضرية حيث تكون الإنارة الاصطناعية هي المصدر الأساسي للضوء، تُظهر الدراسات أن الأشخاص يشعرون بالتغيرات الموسمية في أنماط نومهم. وفقًا للدكتور ديتر كونز، رئيس عيادة النوم وطب الوقت في مستشفى "سانت هيدويغ" في برلين، فإن هذه الاختلافات تكون أكثر وضوحًا لدى الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية ويعتمدون بشكل أكبر على الضوء الطبيعي.
تشير دراسة سابقة إلى أن التعرض للإضاءة الاصطناعية قبل النوم يمكن أن يثبط إفراز الميلاتونين، الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم. هذا الهرمون تنتجه الغدة الصنوبرية، ويؤدي دوره في الحفاظ على إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعية للجسم.
وكشفت دراسة ألمانية جديدة استخدمت تسجيلات نوم مفصلة لـ 188 شخصًا أن حتى أولئك الذين يعيشون في المدن ويتعرضون للإضاءة الاصطناعية فقط يعانون من تغيرات موسمية في أنماط نومهم. وجدت الدراسة أن المشاركين ناموا ساعة أطول في ديسمبر مقارنة بيونيو، كما أن نوم "حركة العين السريعة" (REM) - وهو المرحلة الأكثر نشاطًا في النوم - كان أطول بنحو 30 دقيقة في الشتاء مقارنة بالصيف.
تشير الدراسات إلى أن أنماط النوم تختلف في كل فصل من فصول السنة. وفي فصل الربيع، يتأثر النوم بالحساسية الموسمية الناتجة عن انتشار حبوب اللقاح، مما يقلل من جودة النوم بسبب العطس والسعال. أما في فصل الصيف، فإن التعرض المفرط للضوء وارتفاع درجات الحرارة يؤثران على قدرة الجسم على النوم بعمق.
في الخريف، مع تغير التوقيت الصيفي إلى الشتوي وزيادة عدد ساعات الليل، يشعر العديد من الأشخاص بالخمول والنعاس في وقت مبكر من المساء، مما يؤثر على نمط حياتهم اليومي.
تؤكد دراسة نرويجية حديثة أن الإفراط في النوم له تأثيرات سلبية مشابهة لقلة النوم. الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات كل ليلة أو أكثر من 9 ساعات كانوا أكثر عرضة للإصابة بالعدوى مقارنة بأولئك الذين ينامون بين 7 إلى 8 ساعات.
النوم ليس مجرد نشاط نقوم به يوميًا، بل هو عامل حاسم في صحة الإنسان وجودة حياته. الاهتمام بالحصول على ساعات نوم كافية ومتواصلة، مع الحفاظ على جدول نوم ثابت، يمكن أن يحسن من الصحة العامة ويقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض.
شاهد أيضا:
النوم الجيد في فصل الشتاء يحميك من الأمراض
ما تأثير تغيير الفصول الأربعة على النوم؟
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول