طقس العرب-مع موجات الحر الشديدة التي تضرب معظم المناطق الشمالية من الكرة الأرضية في هذه الفترة، وارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة، أصبح من الضروري أن يسعى العلماء لإيجاد طرق فعالة لتخفيض متوسط درجات الحرارة للحاضر والمستقبل.
وقد أفادت دراسة نُشرت حديثاً في المجلة العلمية "جيوفيزيكال ريسيرتش ليترز" بأن الأسطح المطلية باللون الأبيض أو العاكس تعتبر أكثر فعالية من الأسطح المغطاة بالغطاء النباتي أو الألواح الشمسية في تقليص درجة الحرارة داخل المدن. وتعاني المدن بشكل عام من ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة مقارنة بالمناطق الريفية المحيطة، بسبب انخفاض المساحات الخضراء والأنشطة البشرية المكثفة بها، مما يزيد من استهلاك الطاقة والانبعاثات الملوثة وحالات الوفيات المرتبطة بشدة الحرارة، وتُعرف هذه المناطق بـ"الجزر الحرارية الحضرية".
خلصت الدراسة التي أجريت في العاصمة البريطانية إلى أن الأسطح الباردة يمكن أن تخفض درجات الحرارة داخل المدينة بمعدل 1.2 درجة مئوية، متفوقة بشكل كبير على جميع العوامل الأخرى. بالرغم من أن الأسطح ذات الغطاء النباتي مفيدة لبعض الجوانب مثل إدارة مياه الأمطار والتنوع البيولوجي، إلا أن تأثيرها على تخفيض درجة الحرارة كان طفيفاً بقدر 0.3 درجة مئوية.
ومن الجدير بالذكر أن انتشار أجهزة التكييف في لندن أدى إلى زيادة درجات الحرارة بمقدار 0.15 درجة مئوية بالمتوسط، مما يزيد من تعقيد إدارة التوزيع الحراري داخل المدينة والوصول إلى الحل الأمثل، ويعكس الوضع في العديد من مدن العالم.
عرف الإنسان منذ زمن طويل أن الأسطح الفاتحة تعكس الضوء على عكس الأسطح الغامقة التي تمتص الضوء والحرارة، وتعرف هذه الظاهرة باسم "العاكسيّة" أو "الوضاءة". فعلى سبيل المثال، تعكس الأسطح الثلجية والجليدية معظم ضوء الشمس، في حين تمتص الطرق الإسفلتية المعبدة معظم الضوء وتصبح أسخن بسرعة.
تعتمد هذه الظاهرة على طبيعة المادة نفسها، فالطلاء الأبيض يتكون من مواد كيميائية لا تتفاعل مع أي لون من طيف الضوء المرئي، بينما يمتص الأسفلت أو الصبغات السوداء جميع الألوان، مما يجعلها أكثر سخونة.
ونظراً لفعالية الطلاء الأبيض أو الألوان الفاتحة على أسطح الأبنية، يقترح بعض الباحثين طلاء جميع أجزاء البناء، وليس السقف فقط. واقترح آخرون طلاء الطرق وممرات المشاة باللون الأبيض، لكن هذا الاقتراح قوبل باستنكار بسبب احتمالية اتساخها سريعاً والوهج المزعج الذي قد تسببه.
في المقارنة مع الدراسة المذكورة، تشبه العديد من المدن العربية العاصمة البريطانية في كثافتها السكانية، وربما يكون تأثير بعض الحلول أكثر وضوحاً فيها. فعلى سبيل المثال، تنتشر أجهزة التكييف بأعداد كبيرة، وهي من مسببات ارتفاع متوسط درجات الحرارة.
وتحث الدراسة على أخذ هذه العوامل في الاعتبار ضمن الخطط الإستراتيجية طويلة الأمد، نظراً لاستمرار الهجرة من الأرياف إلى المناطق الحضرية وازدياد موجات الحر التي أصبحت أطول وأقوى بسبب التغير المناخي.
شاهد أيضا:
هل تشعر برطوبة شديدة حاليا؟ تلك فقط هي البداية
السعودية | إذا كنت تريد عطلة نهاية أسبوع خارجة عن المألوف هذا ما ستجده داخل كهف عين هيت
المصادر:
مواقع إلكترونية
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول