طقس العرب - يزخر التاريخ الإسلامي بالأحداث العظيمة التي شكلت منعطفات حاسمة في مسار المسلمين، والبشرية جمعاء، وقد شهد شهر رمضان بشكل خاص مجموعةٌ من الأحداث الكبيرة، وفيما يلي أهمّ هذه الأحداث:
كانت بداية نزول الوحي على رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- في شهر رمضان في السنة الأولى للبعثة عام 610م، وهو من أهمّ الأحداث التي حصلت في شهر رمضان، وفي تاريخ البشرية جمعاء، حيث نزل جبريل -عليه السلام- على محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- وهو يتعبّد في غار حراءٍ، وحينها أُنزلت عليه أولى الآيات القرآنية، ليصبح هذا الحدث أعظم لحظة وأرقى محطة في تاريخ الإنسانية.
وقعت غزوة بدر في 17 من شهر رمضان المبارك للعام الثاني من الهجرة عام 624م، وكانت أول انتصار حاسم للمسلمين على المشركين، بالرغم من أن تعداد جيش قريش كان ثلاثة أضعاف تعداد جيش المسلمين تقريباً، إذ لم يخرج المسلمون بكامل طاقتهم العسكرية في معركة بدر، لأنهم لم يكن في حسبانهم مواجهة جيش قريش، وإنما خرجوا لملاقاة قافلة لقريش تحمل أموالا كان جزء منها أموال المهاجرين المسلمين من أهل مكة، والتي استولت عليها قريش ظلماً وعدواناً، وقد تحققت مكاسب هامة للمسلمين، حيث جعلت للمسلمين مهابة، وساهمت في رفع راية الإسلام وإعلاء كلمته إلى يومنا هذا.
كان فتح مكة في العشرين من رمضان في السنة الثامنة للهجرة عام 630 م، حيث جهز الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جيشاً قوامه عشرة آلاف مقاتل لفتح مكة، وذلك بسبب انتهاك قبيلة قريش الهدنة التي كانت بينها وبين المسلمين، وتحرك الجيش حتى وصل مكة، فدخلها سلماً دون قتال، لكنه كان ثمرة جهادٍ طويل بالسيف واللسان. وكان هدم الأصنام وتحطيمها بعد فتح مكة، ووالذي كان فيه إعلان صريح بأنّ قلوب العباد لا يجب أن تتعلّق بغير الله سبحانه وتعالى.
كان فتح الأندلس من الفتوحات العظيمة في تاريخ المسلمين، والذي حدث في رمضان سنة 92 هـ/ 711م، ثم مكث المسلمون فيها ما يقارب الثمانية قرون، وقد بدأت القصة عندما جهز موسى بن نصير جيشًا بقيادة طارق بن زياد لفتح الأندلس عبر مضيق جبل طارق، والذي سمي باسمه لاحقا، وبعد بلوغ الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، قام طارق بن زياد بإحراق سفن جيشه كاملة كي لا يفكر جنوده في التراجع، وألقى فيهم خطبة بليغة قَوَّتْ معنوياتهم ورفعت هِمَمَهُم، فتحقق لهم النصر، ودانت لهم الأرض بعدما تمكنوا من هزم القوط جنوب الأندلس في مرحلة أولى، ثم توغلوا إلى العمق ففتحوا إشبيلية وطليطلة، وسيطروا فيما بعد على كل ما يُعرف الآن بإسبانيا والبرتغال.
تم بناء الجامع الأزهر في القاهرة على يد الفاطميين في رمضان سنة 261هـ/ 968م، ويعود أصل تسمية الجامع الأزهر إلى فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وقد كان الهدف الأول من إنشائه هو للعبادة والدعوة الإسلامية، ثم ما لبث أن تحول إلى جامعة أكاديمية تجذب طلاب العلم من كل مكان، وذلك بعد أن أمر الوزير يعقوب بن كلس عام 378 هـ بتحويله من مكان للعبادة ونشر الدعوة، إلى معهد للدراسة ونشر العلوم. ولا يزال هذا المَعلم شامخاً إلى يومنا، حيث يمثل الآن رموز هامة تاريخية ومعمارية ودينية وتعليمية.
وقعت معركة حطين في قرية حطين الواقعة بين الناصرة وطبرية في أرض فلسطين المحتلة، وقد كانت المعركة بين الصليبيين المحتلين، وجيوش المسلمين بقيادة السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، وذلك في 26 من شهر رمضان المُبارك سنة 583 هـ /1187م، حيث حقق المسلمون خلالها انتصارا ساحقا على الصليبيين، فتمكنوا من استرجاع بيت المقدس وتحرير معظم الأراضي التي سيطر عليها الصليبيون من قبل، وكان لهذا الانتصار وقع عظيم في نفوس الأوروبيين، حيث جهزوا جيوشاً ضخمة وشنوا هجومات وحشية على المسلمين في المقدس، فيما يُعرف بالحملات الصليبية.
بعد أن احتل الصليبون مدينة أنطاكية لمدة 170 عام، تمكن المسلمون في الرابع من شهر رمضان عام 666 هـ / 1268م ، ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﻴﺒﺮﺱ من استرجاع الﻣﺪﻳﻨﺔ، حيث جهز بيبرس جيشا كبيراً اتجه به إلى المدينة المحتلة، وضرب حولها حصارًا محكمًا تُوِّجَ بطلب أهلها الاستسلام بشروط معينة، لكن بيبرس رفض شروطهم فشدّد عليهم الحصار أكثر، حتى تمكن من فتح أنطاكية بالقوة، فغنم المسلمون الكثير، وأُطْلق من في المدينة من الأسرى المسلمين، وشكل فتح أنطاكية انتصاراً عظيماً للمسلمين بعد معركة حطين.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول