طقس العرب - تناول كميات بسيطة من هذا العسل يسبب الدوار والنشوة، وتناول كميات كبيرة يُسبب القيء والهلوسة وفقدان الوعي، إنه عسل الهلوسة العسل الأخطر في العالم
هو تلك المادة الفريدة المهلوسة التي ينتجها نحل جبال نيبال. ومن بين مئات الأنواع المختلفة من العسل المنتشرة حول العالم، يظهر "عسل الهلوسة" كواحدة من أغربها وأخطرها. يتميز هذا العسل بلونه الذي يتسم بالأحمرار البارز وبمذاقه الذي يعد الأكثر مرارة، مما يجعله شاهدًا حيًا على إحدى عجائب الطبيعة.
ورغم تنوع استخدامات "عسل الهيمالايا الأحمر"، يظل الاستخدام التاريخي الأكثر بروزًا له هو دوره في الحروب البيولوجية. وفقًا لإحدى أقدم الروايات المؤرخة، التي يعود تاريخها إلى عام 401 قبل الميلاد، اكتشف الجنود اليونانيون كميات كبيرة من هذا العسل أثناء توجههم إلى تركيا. وبعد تناوله لفترة قصيرة، فقد الجنود الإحساس بحواسهم، حتى أنهم لم يستطيعوا الوقوف، وكأنهم في حالة سكر شديد.
وما زاد الأمر سوءًا هو تفاقم الحالة عندما زاد البعض في تناوله، حيث أصبحوا على حافة الموت. ولكن في اليوم التالي، استعاد الجنود حواسهم، إلا أنهم استغرقوا يومين لاستعادة صحتهم بالكامل والوقوف على أقدامهم مرة أخرى، وفقًا لما نقله موقع بيج ثينك.
لم تكن هذه الرواية الوحيدة التي تتعلق باستخدام "عسل الهيمالايا الأحمر" في السياقات العسكرية. في عام 67 قبل الميلاد، وبعد مرور قرون، قاد جيش الملك ميثريداتس الفارسي خدعة باستخدام عسل الهلوسة ضد جنود الرومان. قام الفرس بترك كميات كبيرة من هذا العسل خلفهم، ليجد الجيش الروماني هذه الكميات.
للأسف، لم تكن النتيجة إيجابية بالنسبة للقوات الرومانية، حيث ظهرت عليهم أعراض الهلوسة بمجرد تناولهم للعسل. استفاد الجيش الفارسي من هذا الوضع، حيث عادوا وهاجموا القوات الرومانية في حالة غفلة واستفادوا من حالة الهلوسة لقتل أكثر من 1000 جندي روماني مع خسائر قليلة بالنسبة لهم. تركت هذه الحادثة سر عسل الهلوسة وآثاره لتبقى لغزًا استمرت قرونًا حتى تمكن العلماء أخيرًا من حله.
في دراسة لطبيعة هذا النوع من العسل وتأثيراته الهلوسية، تبين أن تأثيراته تعتمد بشكل كبير على الكمية المتناولة. الجرعات المنخفضة من "عسل الهيمالايا الأحمر" قد تسبب الدوخة، الدوار، والنشوة. أما الجرعات العالية، فيمكن أن تؤدي إلى حالات هلوسة، القيء، فقدان الوعي، والنوبات، وفي حالات نادرة قد تصل إلى حد الموت.
وقد اكتشف العلماء أن سر الهلوسة يعود إلى نوعية الأزهار التي يتغذى عليها النحل في هذه المناطق المرتفعة، حيث يتغذى النحل على نباتات مزهرة تُعرف باسم "الرودودندرون"، والتي تحتوي على مركبات سامة للأعصاب تسمى السموم الرمادية.
عندما يتغذى النحل على رحيق وحبوب لقاح هذا النوع من الزهور، يبتلع النحل هذه السموم التي تتجه في النهاية إلى عسل النحل، مما يجعله "مهلوسًا" بشكل فعّال وفقًا لما ذكره موقع أطلس.
وتذهب الآثار الضارة لـ "عسل الهيمالايا الأحمر" إلى حد الإمكانية في تسبب التسمم عند الإفراط في تناوله. ويعود سبب ذلك إلى السموم الرمادية التي يمتصها النحل، والتي تعمل سميتها عند ارتباطها بقنوات أيون الصوديوم على أغشية الخلايا. هذا التأثير يمنع القنوات من الإغلاق بسرعة، مما يؤدي إلى تدفق زائد لأيونات الصوديوم إلى داخل الخلايا، مما يزيد من تدفق الكالسيوم.
هذا التأثير يمكن أن يؤدي إلى انخفاض خطير في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، ويمكن أن يظهر مجموعة من الأعراض مثل زيادة التعرق، وسيلان اللعاب، والغثيان. وعادةً ما تختفي هذه الأعراض في غضون 24 ساعة، ونادرًا ما تصل إلى حد الوفاة، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "Cardiovascular Toxicology" عام 2012.
على الرغم من أن "عسل الهيمالايا الأحمر" يعتبر عقارًا ترفيهيًا ومهلوسًا قويًا، فإنه يُنسب إليه أيضًا العديد من المزايا الطبية. وفقًا لموقع Atlas Obscura، يمنح عسل الهلوسة دفعة قوية من الطاقة للجسم، مما يساعد على تحسين الأداء الجنسي لدى الرجال، مما يجعله بديلًا حلوًا لحبوب الفياجرا.
ويُقال أيضًا إنه يساعد في خفض ارتفاع ضغط الدم ومستويات السكر في الدم، ويخفف من ارتفاع نسبة الكوليستيرول، ويسهم في تقليل التهاب المفاصل.
مثل العديد من الأدوية التقليدية، لا تتوفر الكثير من البيانات التجريبية أو التجارب السريرية لدعم هذه الادعاءات. ولكن في السنوات الأخيرة، هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن هناك فوائد صحية محتملة.
يُصنف عسل الهلوسة من بين أغلى أنواع العسل في العالم، حيث يُباع بأسعار تتراوح بين 60 و80 دولارًا للرطل في الأسواق السوداء لبعض الدول الآسيوية، والتي تفرض قوانين صارمة لمكافحة المخدرات.
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول