أغرب قصة لاختفاء طائرة منذ 56 عاماً في بيروت

2014-03-12 2014-03-12T11:36:38Z
ديانا الحموري
ديانا الحموري
محرر أخبار - قسم التواصل الاجتماعي

موقع ِArabiaWeather.com- تصور أن طائرة ركاب تسقط في بحر بيروت، المستقرة أجواؤه معظم العام، وألاّ يُعثر عليها طوال بحث استمر عشرات السنين، ولو لم يلفظ البحر بجثث بعض ضحاياها لما صدق أحد بأنها تحطمت فعلاً وهي في طريقها إلى الكويت، ومنها الى البحرين لتسليم "كنز ذهبي" كان على متنها وقيمته التقديرية حالياً أكثر من 17 مليون دولار.

 

 

اختفاء تلك الطائرة هو الأغرب بين اختفاءات بحرية لعدد قليل جداً من طائرات لم يعثر عليها في البحار والمحيطات للآن، فقد ابتلعها بحر بيروت، فبعد 17 دقيقة من إقلاع الطائرة إلى الكويت وهي لبنانية بمحركين، وكان على متنها طاقم من 4 أفراد و23 راكباً، مع شحنة سبائك ذهبية للبحرين، وزنها 400 كيلوغرام موضبة في 15 صندوقاً معدنياً، تلقى برج المراقبة بمطار بيروت عند الثانية إلا 11 دقيقة بعد ظهر 3 أكتوبر 1957 أول نداء استغاثة.

 

 

كان النداء بصوت طيارها شكر الله أبي سمرا، بذعر واضح: "آلو، آلو..أنا كابتن الـ Curtiss C-46 التابعة لشركة "إيرليبان" المتجهة للكويت، أنا على ارتفاع 10 آلاف و500 قدم فوق مدينة صيدا والطائرة بدأت تشتعل بالنار. أطلب العودة للقيام بهبوط اضطراري"، ليردّ برج المراقبة بأخد الإحتياطات وتقديم الضروري من رجال الأمن والإطفاء إلى أن ردّ عليه الطيار بعد دقيقتين ليخبره بأنه على ارتفاع 6 آلاف قدم، وبأن الطائرة تهبط، وصرخ بعد دقيقتين بأنه أصبح على ارتفاع 1500 قدم وفقد السيطرة على الطائرة، موضحاً بأنها لم تكن غلطته،ثم فقد الإتصال.

 

 

في ذلك اليوم الذي عرف فيه لبنان أول كارثة طيران بتاريخه، تعرف العالم أيضاً إلى ما كان وما يزال أغرب اختفاء لطائرة على الإطلاق، فهي لم تسقط في محيط عملاق ولا وسط بحر عظيم اللجات، بل كانت قريبة حوالي 18 كيلومتراً فقط من المطار وفي محيط مائي أقصى بعده عن البر 13 كيلومتراً ومع ذلك لم يعثر على حطام الطائرة طوال 56 سنة مرت على سقوطها مشتعلة بالنار.

 

 

وقد استقبلت جثث الطيار ومساعده وبقية الطاقم وجميعهم لبنانيون، إضافة لركاب لم يسلم منهم أحد، فقد قضوا جميعهم حرقاً وغرقا وكانوا 13 لبنانياً و4 بحرينيين و4 بريطانيين وكويتي وأميركي، ولم يعثر إلا على جثث 14 منهم بعد عمليات بحث طويلة في أجواء مستقرة كمعظم بدايات الخريف في بيروت.

 

 

أما البقية، فجثثهم اختفت، كما الطائرة تماماً، ربما لأنها بقيت داخل هيكلها الذي ذكروا أنه استوى عند عمق 1400 متر، وهو معدل عمق المحيط البحري الملتف حول بيروت، لكنه ليس بعيداً عن برها، وفق بيانات ومعلومات توصلت اليها تحقيقات لبنانية ودولية أفادت وقتها أن التيارات ربما جرفت بقية الجثث إلى متاهات في المتوسط، حيث كان صعباً العثور عليها فيما بعد.

 

 

كما ضاعت ومع الجثث والطائرة سبائك الذهب، فطال أصحابها في البحرين حزن على الأسف من خسارتها، ثم تكفل الزمن بالنسيان، الى أن قرأ عنها "صياد كنوز" سويدي شهير، فثار فضوله حولها منذ 1993 عليها، وبدأ يحلم بالبحث عنها، حتى شمّر عن ساعديه ووصل عام 2000 إلى بيروت، ومعه أجهزة غوص متطورة، آملا أن ينتشل من الأعماق "كنز لبنان" كما سماه، فيخرج بحصة 75 % اتفق بشأنها مع السلطات اللبنانية.

 

 

جاء السويدي سفيركر هاللستروم، البالغ عمره 68 سنة الآن، إلى بيروت على رأس فريق مزود بغواص آلي قادر على النزول إلى عمق 2000 متر تحت الماء تتحكم به أجهزة إلكترونية من على متن سفينة اسمها "سكوربيو" وطولها 48 متراً، فأبحر مع معاونيه في مواقع مائية تمتد 5 كيلومترات على طول الساحل البيروتي وما تعداه والتقط صوراً بأجهزة استشعار ورصد دقيقة لأعماق كل ما كانت تمر فوقه "سكوربيو" مراراً، لكنه عاد بسلة ليس فيها إلا الإحباط، وغادر ولم يعد.

 

 

وطائرة بيروت التي استعادت "العربية.نت" ذكرها، سقطت في بحر قريب وصغير وهادئ معظم العام، ولم يجدوا لها أثرا للآن، لذلك فاختفاؤها محاط أكثر من الطائرة الماليزية بالطلاسم والألغاز وهو الأشهر والأغرب !

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
اليوم الوطني السعودي 94.. العروض الجوية في الرياض

اليوم الوطني السعودي 94.. العروض الجوية في الرياض

السعودية | جدول فعاليات اليوم الوطني السعودي 94 في جدة

السعودية | جدول فعاليات اليوم الوطني السعودي 94 في جدة

تزايد فُرص تأثر المنطقة بكُتل هوائية أكثر برودة ترتفع معها فُرص تشكل المُنخفضات الجوية النصف الثاني من الشهر (تفاصيل)

تزايد فُرص تأثر المنطقة بكُتل هوائية أكثر برودة ترتفع معها فُرص تشكل المُنخفضات الجوية النصف الثاني من الشهر (تفاصيل)

عاصفة مطرية وكميات كبيرة من الأمطار تنتظرها جنوب القارة الأوروبية نهاية الأسبوع

عاصفة مطرية وكميات كبيرة من الأمطار تنتظرها جنوب القارة الأوروبية نهاية الأسبوع