كسوة الكعبة عبر التاريخ.. لماذا كساها النبي محمد بكسوة مخططة بيضاء وحمراء؟

2024-07-07 2024-07-07T09:59:58Z
ندى ماهر عبدربه
ندى ماهر عبدربه
صانعة مُحتوى

طقس العرب-الكعبة، قبلة لنحو ربع سكان الأرض في يومنا الحاضر، لم ينقطع تقديسها قبل الإسلام ولا بعد ظهوره. الاهتمام بكسوتها كان دائمًا دليلًا على مكانتها العميقة في قلوب المؤمنين عبر العصور. ولكن كيف بدأت حكاية كسوة الكعبة وإلى أي شيء انتهت؟

تروي الروايات التاريخية أن تُبّع، ملك اليمن، مر بالكعبة في طريق عودته من فتح بعض المدن في الجزيرة العربية، فطاف بها، ثم رأى في المنام أنه يجب أن يكسوها ويجعل لها بابًا ومفتاحًا. فأوصى بكسوتها، وكان هو أول من فعل ذلك. 

أصبحت كسوة الكعبة من مظاهر الفخر والوجاهة عند العرب، حيث يُقال إن أبا ربيعة بن المغيرة المخزومي، وهو من وجهاء مكة، كان يكسوها عامًا وقريش كلها تكسوها عامًا آخر. بعد ذلك، انتقلت مسؤولية كسوة الكعبة إلى قصي بن كلاب بعد تغلبه على خزاعة وسيطرته على مكة، ثم انتقلت إلى أبنائه وأحفاده من بني هاشم.

قد يهمك أيضا:

بالفيديو | مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة مطلع العام الهجري الجديد 1446هـ

 

كسوة الكعبة عبر التاريخ

تظهر كسوة الكعبة المشرفة جلال وجمال بيت الله الحرام ووفقًا لمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، كان عدنان الجدّ الأعلى للنبي محمد ﷺ هو أول من كسا الكعبة جزئيًا، حيث صنع لها كسوة من برود يمانية وأوصال وثياب.

أما أول من كسا الكعبة كسوة كاملة بالبرود اليمانية، وجعل لها بابًا ومفتاحًا، فكان الملك تُبّع اليماني أحد ملوك حمير في اليمن. خلفاؤه من بعده استمروا في كسوتها بالجلود والقماش.

 

لماذا كسى النبي محمد الكعبة بكسوة مخططة بيضاء وحمراء؟

مرت كسوة الكعبة عبر التاريخ بالعديد من المراحل، بدءًا من عهد النبي محمد ﷺ. بعد فتح مكة، لم ينزع النبي ﷺ كسوة قريش عن الكعبة، حتى التقطت شرارة من النار أثناء تبخير إحدى النساء لها، فاستبدلها بكسوة جديدة من البرود اليمانية، وهي ثياب مخططة بيضاء وحمراء وكانت هذه أول كسوة للكعبة في عهد الإسلام.

وفي عهد الخلفاء الراشدين، اختلفت كسوة الكعبة فقد كساها أبو بكر وعمر بالقباطي، وهو ثوب دقيق الصنع يُحكم النسج ورقيق أبيض يُصنع في مصر وأما عثمان بن عفان، فقد كساها كسوتان: الأولى بالبرود اليمانية في يوم التروية، والثانية بالقباطي المصرية في 27 رمضان، ليكون أول من كسا الكعبة كسوتين.

وكانت كسوة الكعبة تُصنع في مصر منذ قديم الزمان وفي عهد الدولة العباسية، كان الخلفاء يبحثون عن أمهر النساجين لصناعة الكسوة، ويقيمون احتفالات مهيبة لرحلتها إلى الحرمين واستمرت صناعة الكسوة في مدينة تنيس بمصر لمدة ستمائة عام وفي عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، توسعت هذه الصناعة لتشمل تسع قرى مصرية مخصصة لصنع كسوة الكعبة وكان المحمل المصري للكسوة يبدأ من بركة الحاج في منطقة المرج الحالية، ويشهد احتفالات ضخمة تتضمن تلاوة القرآن والمدائح النبوية.

 

 

متى كسيت الكعبة باللون الأسود؟

تتخذ كسوة الكعبة اللون الأسود بناءً على أمر الخليفة العباسي جعفر المتوكل بعد شكاوى من تلاشي بهاء الكسوة من كثرة التمسح بها. كانت الكسوة تُصنع من الحرير الأحمر، ثم أمر الخليفة الناصر العباسي بكسوتها باللون الأخضر، وأخيرًا باللون الأسود، واستقر المسلمون على ذلك.

ماذا يفعل بثوب الكعبة القديم؟

الكسوة القديمة تخضع لإجراءات حفظ فني مناسب لمنع التفاعلات الكيميائية أو تسلل البكتيريا، ويمكن طلب صرفها لمتاحف أو كهدايا بناءً على المادة 12 الفقرة الثانية من نظام المستودعات مثل ما حدث في عام 1983 م قامت المملكة العربية السعودية بإهداء الأمم المتحدة جزء من كسوة الكعبة ووُضِعَت بمبناهم الرئيسي في نيويورك.

 

 

 

 

الكتابة الذهبية على الكعبة

وتزين الكسوة بالكتابة الذهبية المنفذة بواسطة ماكينات متخصصة، وتتضمن تسبيحات وقناديل مذهبة مثل: "يا الله"، "سبحان الله وبحمده"، "سبحان الله العظيم"، "يا ديّان"، "يا منّان"، و"لا إله إلا الله محمد رسول الله". تستغرق هذه العملية من 6 إلى 8 أشهر، وتزن الكسوة 850 كيلوجرامًا، مقسمة إلى 47 قطعة قماش بعرض 98 سم وارتفاع 14 مترًا، مطرزة بخيوط من الذهب والفضة.

تكلفة كسوة الكعبة

تبلغ تكلفة كسوة الكعبة حوالي 20 مليون ريال سعودي سنويًا، وتحاك وتطرز في مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة بمكة المكرمة. مراحل تغيير الكسوة تبدأ بإنزال الكسوة القديمة وإلباس الكعبة الكسوة الجديدة المكونة من أربعة جوانب مفرقة وستارة الباب. يتم رفع كل جانب على حدة وتثبيته بربطه وإنزال الطرف الآخر، ثم تكرار العملية لكل جانب حتى تكتمل الكسوة، ثم وزن الحزام على خط مستقيم للجهات الأربع وخياطته.

 

 

 

مراحل كسوة الكعبة

تبدأ العملية من جهة الحطيم، لوجود الميزاب الذي يتطلب فتحة خاصة في أعلى الثوب. بعد تثبيت كل الجوانب والأركان، يتم وضع الستارة بعناية، بعمل فتحة تقدر بمساحتها في القماش الأسود. أخيرًا، يتم تثبيت الأطراف بحياكتها، وتوضع ستارة باب الكعبة المشرفة، وهي من أصعب مراحل عملية التغيير. بعد الانتهاء، يرفع ثوب الكعبة المبطن بقطع متينة من القماش الأبيض بارتفاع نحو ثلاثة أمتار من القاعدة الرخامية للكعبة (الشاذروان)، وهي عملية تعرف بـ"إحرام الكعبة".

 

 

قد يهمك أيضا:

مدينة عربية تستقبل فصل الخريف في عز الصيف

في رأس السنة الهجرية.. كيف كان طقس جزءاً من رحلة المسلمين عبر التاريخ

 


المصادر:

مواقع إلكترونية

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
بنسبة 50%.. الأردن يخفض الضريبة الخاصة على السيارات الكهربائية

بنسبة 50%.. الأردن يخفض الضريبة الخاصة على السيارات الكهربائية

النسخة السادسة من تحدي دبي للجري وسط أجواء لا تنسى (فيديو)

النسخة السادسة من تحدي دبي للجري وسط أجواء لا تنسى (فيديو)

تنبيه | تعمق الموجة السيبيرية على قطاع غزة الأيام القادمة وازدياد برودة الأجواء

تنبيه | تعمق الموجة السيبيرية على قطاع غزة الأيام القادمة وازدياد برودة الأجواء

شاهد بالفيديو.. الكتلة شديدة البرودة التي ستؤثر على المملكة تجلب ثلوج كثيفة لأجزاء واسعة من تركيا نهار اليوم الاحد

شاهد بالفيديو.. الكتلة شديدة البرودة التي ستؤثر على المملكة تجلب ثلوج كثيفة لأجزاء واسعة من تركيا نهار اليوم الاحد