موقع ArabiaWeather.com - تستمر الشائعات، الافتراءات و النشر بغية كسب القراء في صفحات الأنترنت و بل عبر القنوات التلفزيونية و الصُحف اليومية في الوطن العربي في ظاهرة تكشف مدى عُمق الهُوة العلمية و الفجوة الثقافية التي يتعرض لها الوطن العربي في هذه السنوات و للأسف الشديد و مدى التراجع في الثقافة العلمية بين فئات المُجتمعات العربية.
حيث تنتشر عبر أحاديث الناس شائعة "توقع أن يكون الشتاء القادم الأقوى/الأبرد منذ 100 عام!" و ذلك بحسب خُبراء أوروبيون الذين للأسف أصبحوا هم المرجعية لطقس الوطن العربي، بينما تم تجاهل جميع الجامعات و كوادرها العلمية الذين أثبتوا في السابق نجاحاتهم المُتكررة على صعيد التنبؤات و التوقعات الجوية و التغييرات المناخية في المنطقة العربية.
المُحزن في ذلك ليس هذا الأمر، إنما عند عودتنا إلى المقالة الأصيلة التي نُشرت في الشبكة العنكبوتية لم نرى "إية توابل إضافية" تتحدث عن الطقس في الوطن العربي خلال الشتاء القادم، بعكس ما ذكرت جميع التقارير الصحفية العربية التي إنتشرت في جميع أنحاء الوطن العربي بأن "خبراء" من روسيا و ألمانيا يتوقعون عواصف ثلجية في السعودية، و بلاد الشام، و لكن الباحث المُبتدئ و رُبما المُراهق على شبكة الأنترنت لن يستطيع أن يصل إلى المصدر الأصلي الذي تحدث إليه هؤلاء الخُبراء، و لن يستطيع أي شخص أن يجد أثراً واحداً لهذه التصريحات التي تتحدث عن أي دولة عربية.
* المقال الأصلي.. ماذا يقول؟
و على الرغم من أن النسخة العربية الصحفية التي إنتشرت مُؤخراً تتضمن العديد من الفقرات و التحليلات التي رُبما صح التعبير أن تُوصف بأنها كاذبة، فإن المقالة الأصلية جاءت بثلاث فقرات صغيرة فقط! (شاهد رابط المقالة بنفسك من الضغط هُنا || النُسخة المُترجمة إلى الإنجليزية من هُنا). اللافت بأن المقالة -التي بالتأكيد كاتبها أو مُحررها لم يكن يعلم بأن ستكون الأكثر مُشاهدة في الوطن العربي رغم أن الموقع روماني و أشار إلى الأرصاد الجوية الروسية - أفادت بأن درجات الحرارة ستكون دون مُعدلاتها في القارة الأوروبية و حتى رُبما تكون الأبرد خلال الـ 100 سنة الماضية.
المقالة وضحّت بشكل قطعي بأن القارة الأوروبية هي المُتأثرة في هذه التوقعات، و أن روسيا ستشهد درجات حرارة طبيعية و لن تتأثر بهذه التوقعات، و الجملة الأخيرة كانت "بأن الوضع بالنسبة للبرودة في أوروبا و علاقاتها في روسيا هو نفسه خلال السنوات الماضية..لا شيء جديد". لم نجد للأسف أي جملة، أو حتى كلمة تتحدث عن التوقعات في الوطن العربي، أو دولة عربية أو حتى مدينة عربية فلا ندري من أين أتت تلك التوقعات أو بالأحرى الاجتهادات الصحفية العربية.
ما علاقة الطقس في بلاد الشام مع القارة الأوروبية؟
كثيرون قد يقولوا بأن هؤلاء خبراء روس و يجب إحترامهم و توقعاتهم مبنية على حسابات دقيقة، و نحن نقول رُبما لا شك في ذلك. و لكن الباحث في عِلم المناخ و الأرصاد الجوية بل و الهاوي في هذا الصدد يعرف معرفة تامة بأن ربط البرودة في القارة الأوروبية مع البرودة في بلاد الشام هو "هُراء".
الحقيقة بأنه بحسب السجلات المناخية في بلاد الشام و القارة الأوروبية و التي تمتد لأكثر من 60 عاماً نجد بأن العلاقة عكسية تماماً ما بين درجات الحرارة في أوروبا و بلاد الشام و حتى أجزاء من السعودية، حيث يُعتبر علامة سيئة أن تكون التوقعات تصب لمصلحة تعرض أوروبا لأجواء باردة غير مُعتادة لأنه في واقع الأمر هذا يدل بشكل غير مُباشر على دفئ الشتاء في بلاد الشام (مُلاحظة: موقع طقس العرب ArabiaWeather.com لا يتبنى أي من هذه الأراء).
فمثلا كان شتاء 2009-2010 شتاء قاسياً وبارداً فوق القارة الاوروبية، لكنه لم يكُن كذلك فوق الجزيرة العربية، ويعود السبب الى فشل دخول الهواء البارد ناحية الجزيرة العربية، ولكن بنفس الوقت رأينا كميات كبيرة من الامطار تساقطت في القطاع الغربي ومنطقة جدة، ولو تذكرنا كذلك موسم 1998 ، حيث كانت تشهد اوروبا موسما دافئاً ، شهدت الجزيرة العربية احد اكثر المواسم امطارا، فوصلت كمية الهُطول في الرياض في شهر نوفمبر الى 193 ملم ، حيث تجاوز المعدل ب 14 مرة تقريباً!
و ذكّر..فإن الذكرى تنفع المؤمنين
و نُذكّر من جديد بالحُكم الشرعي لنشر الإشاعات و الأخبار دون تثبُت في ديننا الحنيف "الإسلام" حيث يعتبر الدين الإسلامي الحنيف أن نشر الإشاعات و ترويجها دون التأكُد منها أو تحريها حرام شرعاً، حيث قال الله تعالى في مُحكم كتابه ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ))
لذا فإنه من الواجب شرعاً على البشر تحرّي دقّة الأخبار بالتبيُن و التثبُت قبل نشرها ، فيعرف متى يتكلم و ينشُر الخبر و يعرف متى يسكُت مُتجنباً نشره.
في الأخير يقتضي التنويه إلى أن موقع طقس العرب ArabiaWeather.com سيقوم بإصدرا نشرة توقعات موسمية للوطن العربي خلال شهر نوفمبر المُقبل بمشيئة الله.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول