الأردن | المنخفض الجوي الأخير هلَّ بخيراته على معظم محافطات المملكة .. والأداء المطري يتحسن بشكلٍ ملحوظ تزامناً مع اقتراب انتهاء المربعانية

2022-01-29 2022-01-29T10:22:57Z
محمد عوينة
محمد عوينة
مُتنبئ جوي

طقس العرب - جلبَّ المنخفض الجوي الأخير والمُصنف من الدرجة الرابعة كميّات وفيرة من الأمطار لأغلب محافطات المملكة بحمد الله، وقد كانت المناطق الوسطى بما في ذلك عمّان الأكثر تأثراً بخيرات المنخفض الجوي، حيثُ ومع اقتراب انتهاء مربعانية الشتاء 2021/2022 وتزامن ذلك مع انتهاء تأثيرات منخفض جوي من الدرجة الرابعة، أظهرت بيانات الأمطار الاحصائية الصادرة عن ادارة الأرصاد الجوية الأردنية تحسناً ملحوظاً في الأداء المطري بالرغم من أن كميات الامطار التراكمية لا زالت دون المعدل في أغلب مناطق المملكة. ونستعرض معكم في هذا التقرير المفصل الذي يُسلط الضوء على بعض الجوانب الهامة في اداء الموسم المطري في الاردن.

 

اولاً: مقدار ما تحقق من الأمطار الهاطلة نسبة لما هو مُفترض حتى تاريخه

يُعرّف الأداء المطري بأنه النسبة المئوية لكمية الأمطار التراكمية الهاطلة بالمقارنة مع كمية الامطار التراكمية المُفترض هطولها حتى تاريخ مُعين، حيثُ أظهرت بيانات إدارة الأرصاد الجوية الأردنية بأن نسبة أداء الموسم المطري قد بلغت حوالي 75% بالمُقارنة مع كميات الأمطار المُفترض أن تكون هاطلة لمثل هذا الوقت من العام.

 

ويتضح من ذات البيانات والقيم إلى تحسن ملحوظ في الأداء المطري في معظم مناطق المملكة، خاصةً الوسطى منها، ويتبين ذلك من تسجيل السلط في محافظة البلقاء المُعدلات المطرية المُفترضة حتى تاريخه، حيثُ سجلت محطة السلط أداءً بلغ 128% عن المُعدل المُفترض وبواقع 345 ملم من الأمطار وهي أكثر المناطق أمطاراً منذ بداية الموسم المطري.

 

وكان الأداء المطري للعاصمة عمّان جيداً جداً حتى اللحظة إذ أن مُعظم المحطات داخل العاصمة إقتربت من مُعدلاتها المُعتادة، وخاصةً محطة الرصد الجوي المُتواجدة في حدائق الحسين التي تجاوزت معدلها المطري المُفترض حتى تاريخه، والتي وصل أداءها حتى الآن إلى 107% وبواقع 277 ملم بالمقارنة مع 258 ملم كمجموع مُفترض بناءً على مُعدلات سنوات سابقة.

 

ثانياً: تباين كبير في الأداء المطري بين محافظات المملكة

وبالرجوع إلى التقرير الإحصائي يُظهر بأن هناك تبايناً لافتاً في الأداء المطري بين محافظات المملكة، فبينما سجلت المناطق الشمالية والوسطى اداءاً مطرياً جيداً جداً، إلا أن معظم المناطق الجنوبية والشرقية لا زالتا تعانيان من اداءً مطري متواضع حتى اللحظة، ونعني بذلك ضعف الحالات المطرية على مناطق أخيرة الذكر، ويتجلى ذلك واضحاً من البيانات الواردة من محطات الرصد الجوي في المناطق الجنوبية والشرقية، فمثلاً بلغ الأداء المطري في كل من الكرك والشوبك حول 64% بينما في الطفيلة 81% في حين انخفض الأداء المطري بشكل كبير في وادي موسى مُسجلاً قيماً مُتواضعة بلغت حول 22%.

 

وتُشير نتائج تحليل ذات البيانات بأن المناطق التي تتركز بها السدود في الأردن (شمال ووسط المملكة) تحسن الأداء المطري فيها بشكلٍ كبير بحمد الله. 

 

ثالثاً: مقدار ما تحقق من الأمطار الهاطلة بالنسبة للمُعدل السنوي المطري كاملاً

عند مُقارنة ما تحقق من كمية المطر الفعلية الهاطلة في هذا الموسم المطري مع المُعدل السنوي المطري كاملاً (الذي ينتهي في شهر مايو/أيار) نجد وأنه حتى تاريخة لم تصل أية منطقة إلى معدلها السنوي، وهذا يُعتبر طبيعاً إذا تبقى على الموسم المطري ما يُقارب الأربعة أشهر، إلا أن محطة رصد مطار العقبة (مطار الملك الحسين الدولي) تجاوزت النسبة 123% أي أن أكثر من المعدل الموسمي قد هطل في الفترة الماضية وهي قيمة مُبشرة.

 

وُتعتبر ايضاً المناطق الوسطى الأكثر اقتراباً من معدلها الموسمي بواقع 53% تقريباً، بمعنى أن الفترة الماضية قد هطل من المطر ما يُعادل نصف ما يجب أن يهطل في ذات المنطقة على مدار الموسم المطري كاملاً، يُذكر أن أكثر المحطات مُعدلاً مطرياً (المُعدل الموسمي) هي محطة رأس منيف في عجلون إذ يبلغ مُعدلها الموسمي 586.8 ملم.

 

رابعاً: بالرغم من البداية الضعيفة إلا أن الموسم المطري إستعاد توازنه 

ومما لاشك فيه أن الأردن وعِدّة مناطق في بلاد الشام عانت من انحباس مطري بداية الموسم، حيث تأثرت المنطقة بأول مُنخفض جوي مُصنف في نهايات فصل الخريف ويُعتبر ذلك مُتأخراً للغاية إذا ما قورنت الأوضاع الجوية في هذه السنة مع سابقاتها في الأرشيف المناخي للأردن والمنطقة، وقد استمر الضعف الحاصل في الموسم المطري خلال النصف الأول من المربعانية.

 

ولعلَّ النصف الثاني من المربعانية قد أعاد للموسم المطري توازنه بحمد الله، إثر تعرض المملكة لثلاثة منخفضات جوية صُنف إثنين منها من الدرجات المُتقدمة، وذلك بسبب طريقة توزيع الأنظمة الجوية والكتل الهوائية من المحيط الأطلسي والقطب الشمالي والقارة الأوروبية، الأمر الذي أدى إلى دفع الكتل الهوائية الباردة في طبقات الجو العليا نحو شرق وجنوب شرق أوروبا وحوض البلقان، وتُعتبر هذه المناطق أخيرة الذكر المنشأ الأهم للمنخفضات الجوية الفعالة المؤثرة على المملكة.

 

وتبقى رحمة الله تعالى فوق كل شيء، ونسأل المولى عز وجل أن يرزقنا الغيث.

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
الأردن/الاثنين: اقتراب متزايد للكتلة الهوائية السيبيرية شديدة البرودة وتعمقها ليلاً مع إحتمالية لبعض الهطولات (التفاصيل في الداخل)

الأردن/الاثنين: اقتراب متزايد للكتلة الهوائية السيبيرية شديدة البرودة وتعمقها ليلاً مع إحتمالية لبعض الهطولات (التفاصيل في الداخل)

الأردن | رغم برودة الأجواء الحالية.. البرودة السيبرية لم تصل المملكة بعد

الأردن | رغم برودة الأجواء الحالية.. البرودة السيبرية لم تصل المملكة بعد

الأردن | الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء يوم أمس

الأردن | الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء يوم أمس

تنبيه | تعمق الموجة السيبيرية على قطاع غزة الأيام القادمة وازدياد برودة الأجواء

تنبيه | تعمق الموجة السيبيرية على قطاع غزة الأيام القادمة وازدياد برودة الأجواء