طقس العرب - تشهد مياه الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط كغيرها من المسطحات المائية في الوقت الحالي ارتفاعاً كبيراً على درجات الحرارة حيث تصل من 28 إلى 30 درجة مئوية وبذلك قد تكون تخطت مُعدلاتها المُعتادة بنحو 2 إلى 4 درجات مئوية تقريباً.
ويراقب المتنبئون الجويون في مركز "طقس العرب"، تبعات ما ستؤول إليه الأنظمة الجوية خلال الأشهر القادمة، خاصة وأننا مقبلون على فصل الخريف والذي تنشط في عادة الأنظمة الجوية الخريفية والمتمثلة بحالات عدم الاستقرار الجوي، خاصة أن ارتفاع درجة حرارة المسطحات المائية يؤدي إلى زيادة عمليات التبخر، مما يزيد من نسب الرطوبة في طبقات الجو ويعزز من تغذية حالات عدم الاستقرار التي من الممكن أن تتشكل خلال فصل الخريف القادم بالرطوبة الكافية لتشكل السحب الركامية القوية.
وأجرى المختصون في "طقس العرب"، مقارنة سريعة لدرجة حرارة مياه الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط خلال السنة الحالية والسنوات السابقة، حيث أشارت البيانات الحالية إلى وجود فرق واضح في الارتفاع في درجات الحرارة عن السنوات السابقة يتجاوز كمعدل درجة مئوية واحدة كمقارنة مع الـ5 سنوات الأخيرة.
مخطط الشذوذ الحالي من وكالة نوا والذي يظهر درجة حرارة المسطحات المائية بمافيها الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط
مخطط الشذوذ في السنوات السابقة من وكالة نوا والذي يظهر الفرق في درجة حرارة مياه الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط
ويرى المختصون الجويون في مركز "طقس العرب"، أن ارتفاع درجة حرارة المياه في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط قد يساعد بزيادة زخم الحالات الجوية خلال الموسم الشتوي القادم، حيث أنه وكما ذكرنا سابقاً أن ذلك يساعد على زيادة عملية التبخر والتي، وبالتالي تغذية الأحواض العلوية الباردة القادمة من أوروبا برطوبة كبيرة كفيلة بتشكل سحب قوية وهطول أمطار غزيرة.
وقال المتنبئون الجويون في "طقس العرب"، أن المياه الدافئة تعتبر بيئة خصبة لزيادة قوة الحالات الجوية، حيث أن الهواء البارد عند اصطدامه بمياه البحر الدافئة يؤدي ذلك إلى حدوث فروقات حرارية كبيرة، ومع تواجد رطوبة كبيرة بفعل تبخر مياه البحر يؤدي ذلك إلى تدفقها لكافة طبقات الجو من السطح حتى الطبقات العالية، وبالتالي استمرار انخفاض الضغط الجوي وتقارب خطوط الضغط أكثر الأمر الذي يسمح بتشكل عواصف متوسطة ذات ضغط منخفض تكون مرفقة برياح قوية وأمطار غزيرة جداً أحياناً.
ويرى المتنبئون الجويون في مركز "طقس العرب"، و بالرجوع إلى السجلات المناخية لمنطقة الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، أنه من النادر ما تتطور العواصف في البحر الأبيض المتوسط إلى أعاصير شبه استوائية خاصة شرقه، بسبب الضحالة النسبية لمياه البحر، والمناخ الجاف المحيط به، وتتكون الأعاصير المتوسطية الشبه استوائية في الغالب فوق غرب ووسط البحر الأبيض المتوسط، ويمكن أن تتشكل هذه العواصف على مدار السنة، لكنها تبلغ ذروتها في فصل الخريف تحديداً في شهري أكتوبر ونوفمبر.
مواضيع ذات صلة
شاهد أيضاً
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول