الثلوج تضرب تركيا مبكراً مع تأثيرات ثانوية على بعض الدول العربية

موقع ArabiaWeather.com –حسن عبدالله - تظهر النماذج العددية اندفاعاً بارداً جدا قادماً من شمال غرب سيبيريا ناحية الجنوب مؤديا  لعاصفة شتوية مبكرة وباردة جدا ستضرب المناطق الجنوبية الشرقية من القارة الاوروبية.

وفي التفاصيل، تشكل منخفض جوي فوق ايطاليا واندفع  نحو البحر الادرياتيكي " خلف منطقة جبال الالب" وذلك بسبب توغل رياح باردة عبر المناطق الجنوبية من اوروبا قادمة على شكل رياح شمالية شرقية باردة ذات مصدر سيبيري باردا وتقابلها مع رياح غربية –جنوبية غربية دافئة، سامحا لتشكل منخفضا جويا كما تظهر الاقمار الصناعية في الوقت الحالي هذه اللحظات.

تأثيره على اليونان وغرب تركيا واسطنبول:

وترافق هذا المنخفض الحديث والمولود جديد مع سحب ركامية رعدية شديدة بسبب عدم الاستقرارية التي تسبق تشكل مثل هذه المنخفضات، واتجهت نحو الشرق خلال ليلة الاثنين بسرعة نحو اليونان، وترافق ذلك مع هطولات شديدة طالت الجزر اليونانية ، ثم امتدت هذه الأمطار " كما كان مُتوقعاً" نحو  شمال غرب تركيا واسطنبول، ويتجه المنخفض نحو البحر الاسود غدا الثلاثاء ويزداد في التعمق مترافقا مع كتلة باردة رطبة.

تأثير هذا المنخفض على تركيا بتساقط الثلوج: 

ويبدأ المنخفض الجوي بسحب كتلة هوائية شديدة البرودة " كتلة جديدة ثانية باردة جدا"  قادمة من شمال غرب سيبيريا وذلك بسبب تواجد مرتفع جوي قوي الى الغرب ووسط القارة الاوروبية إعتباراً من يوم الأربعاء الموافق 2-أكتوبر ، ليزداد تعمق المنخفض بشكل اكبر لتصل قيم الضغط الجوي فيه الى اقل من 1000 مللي بار فوق البحر الاسود مساء اليوم الثلاثاء ، ثم يندفع هذا الهواء البارد بدوره عن طريق هذا المنخفض نحو الاراضي التركية أعتباراً من يوم الاربعاء والخميس.

 ثم وبشكل تدريجي  سيؤثر على شرق البحر الأبيض المتوسط اثناء نهار يوم الجمعة، حيث ستترافق الهطولات المطرية مع الثلوج على مساحات كثيرة من المرتفعات الجبلية الشمالية من تركيا خاصة يومي الخميس والجمعة، وسيتمركز المنخفض الى الشرق من البحر الاسود نهار الخميس، ويسمح هذا باستمرار تدفق الهواء الباردة بشكل اكبر خلف هذا المنخفض نحو الاراضي التركية، وبسبب احتكاك هذه الرياح فوق البحر الاسود" الذي ما زال دافئا" سيكسب هذه الرياح المزيد من الرطوبة سامحا باستمرار الهطول الذي سيكون ثلجيا على المرتفعات الجبلية الشمالية التركية.

منخفض ضحل فوق شرق البحر المتوسط :

تشكل نهار الثلاثاء منخفض جوي ضحل الى الجنوب الغربي من تركيا ، ومن المُتوقع أن يتحرك نحو الشرق  بشكل تدريجي مما يسهل تدفق الهواء البارد نحو شرق المتوسط والجزيرة العربية ، لكن نتيجة لضحالة المنخفض الجوي، كذلك لتحرك هذا الهواء البارد مسافات طويلة نحو الجنوب، واحتكاكه بمياه شرق المتوسط الدافئة، لا يتوقع ان يصل الهواء البارد بنفس مستوى القوة الذي وصل الى تركيا.

التأثير على بلاد الشام و الجزيرة العربية يبدأ إعتباراً من ليلة الخميس:

وفي الحقيقة ستندفع كتلين هوائيتين باردتين نحو الجزيرة العربية وبلاد الشام، الاولى نهار يوم الخميس نحو  بلاد الشام وشمال غرب السعودية، والثانية ابتداء من يوم الجمعة " الاكثر قوة وذات مصدر سيبيري شديد البرودة" ، والتي ستطال كل من بلاد الشام وشمال غرب الجزيرة العربية ابتداء من الجمعة ثم شمال السعودية وشرقها ووسطها اعتباراً من يوم الإثنين منتصف الاسبوع القادم، لكن بالطبع ستفقد الكثير من حرارتها.

وسيكون التأثير على بلاد الشام بانخفاض الحرارة وتحول الاجواء الى معتدلة تميل للبرودة وباردة ليلا في بعض المناطق، حيث ستكون مترافقة مع الرطوبة وتشكل السحب المنخفضة واحتمال سقوط زخات من المطر غالبا ما تكون خفيفة.

التأثير على شبه الجزيرة العربية:

ستندفع كتلين هوائيتين باردتين نحو الجزيرة العربية وسيكون التأثير على الجزيرة العربية كذلك اقل لان الهواء البارد يقطع مسافات اطول، وسيتمركز التأثير على شمال وشرق ووسط الجزيرة العربية، كذلك العراق.

وسترتفع درجات الحرارة بشكل عام في الجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية خلال عطلة نهاية الاسبوع، ويعتبر ذلك طبيعيا لمقدمة اي منخفض جوي قريب من المنطقة وسيترافق مع رياح جنوبية نشطة مثيرة للغبار خاصة شمال المملكة، وسيصل تأثير الكتلة الباردة الاولى شمال غرب السعودية فقط مساء الخميس .

ولكن ستتأثر باقي المناطق الشمالية والشمالية الشرقية والوسطى من السعودية مع بداية الاسبوع القادم حتى قبل منتصفه بالكتلة الباردة الثانية والاكثر قوة، والتي سيقتصر تأثيرها فقط على تلطيف الحرارة، وجعل الاجواء مائلة للبرودة شمال غرب السعودية، إضافة إلى نشاط الرياح المثيرة للغبار.

و يتوقع ان تصل درجات الحرارة يوم الإثنين إلى منتصف الثلاثينات مئوية في الرياض و المنطقة الوسطى و إلى أقل من ذلك مع نهاية الأسبوع القادم.

وكما نرى وبسبب بعد مركز المنخفض الجوي، فالتأثيرعلى الجزيرة العربية سيكون قليلا ومقتصرا على تغير في درجات الحرارة على المناطق الشرقية والوسطى والشمالية.

*وذلك بسبب اصطدام الجبهة الباردة بمرتفعات تركيا مما يعيق تقدم اجزاء منها مع الجبهة الهوائية وهذه البقايا الباردة تسمح بتشكل منخفض جديد.