موقع طقس العرب - كثر الحديث في الآونة الاخيرة، وبشكل خاص بعد الهزة الأرضية التي ضربت النماص صباح الجمعة، حول احتمالية تعرض المملكة العربية السعودية لزلزال مدمر خلال فترة زمنية قريبة، لتحتل صدارة الأحاديث عبر مواقع الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي وحتى في المجالس العامة، فما حقيقة هذا الزلزال المنتظر.
طبيعة النشاط الزلزالي في السعودية:
دعونا نقف بالبداية على طبيعة النشاط الزلزالي في المنطقة، فمن المعروف أن النشاط الزلزالي يحدث على حوافّ الصفيحة العربية؛ نتيجة الوضع الحركي للصفيحة العربية، حيث تتحرك في اتجاه الشمال الشرقي نتيجة الانفتاح الحادث في البحر الأحمر، وينتج عن ذلك تصادم وارتطام الصفيحة العربية في الجهة الشرقية من المملكة بالحدود الفاصلة مع إيران، مما يتسبب في حدوث زلازل كبيرة ومدمرة "في إيران" تصل في بعض الأحيان إلى 7 درجات على مقياس ريختر، ولكن والحمد لله لا يكون لها تأثير مباشر على المنطقة الشرقية من المملكة".
ويوجد نشاط زلزالي آخر على امتداد محور البحر الأحمر وصولاً إلى خليج العقبة والبحر الميت، كما يوجد نشاط زلزالي في الجزء الغربي من الدرع العربي منه، ما يحدث بسبب النشاط البركاني كما حدث في حرة الشاقة عام 2009، كما يحدث نشاط زلزالي في الجزء الغربي من الدرع العربي نتيجة لانتشار صدوع البحر الأحمر، كما هو الحال في جازان وبدر وشمال القنفذة وشرق بيش، وهي ليست كثيرة؛ بسبب إعادة تنشيطً لصدوع عصر ما قبل الكامبري القديم، ويتسبب في حدوث هزات أرضية، ولكنها ليست قوية والحمدلله".
هل يمكن التنبؤ بالزلازل قبل حدوثها؟
وعن إمكانية التنبؤ بمكان ووقت حدوث الزلازل، فلا يُمكن لأحد على وجه الأرض حتى اللحظة التنبؤ بوقت وقوع الزلزال ومكان حدوثه، وأي حديثٍ يجري تداوله عن تعرض منطقة بعينها لزلزال مؤكد ومُدمر خلال فترةٍ زمنيةٍ مُحددة باليوم والتاريخ لا أساس له من الصحة، ولا يستند على أسسٍ علمية.
وتأتي تجربة اليابان لتؤكد على على هذا الكلام، فعلى الرغم من التقدم العلمي الذي وصلت إليه اليابان وخاصة في مجال أبحاث الزلازل، إلا أنها فشلت بالتنبؤ بالزلزال المدمر الذي باغتها بقوة 9 درجات على مقياس ريختر يوم 11-3-2011 وأحدث دماراً هائلاً و موجات مدٍ بحرية قتلت عشرات الآلاف من الناس. وسببت واحدة من اكبر الكوارث النووية في العالم (مما يعني ان المنطقة كانت تحت المراقبة الزلزالية اللصيقة وانها قد درست بعناية)
اليابان أيقنت أنه لايُمكن إطلاقاً التنبؤ بوقتِ وقوع الزلازل فحوَلت أنظارها عن الزلازل لتُركز على تبعاتها وما قد تحدثه من تدمير للمباني السكنية والتجارية الأمر الذي يُعد العامل الأبرز الذي يتسببُ بسقوط أعدادٍ كبيرة من الضحايا ليس في اليابان وحدها بل في العالم أجمع، فما كان منها إلا أن بدأت بدراساتٍ خاصة لمحاولة جعل هذه المباني أكثر تحملاً لهذه الزلازل القوية .
كيف تعاملت اليابان مع الزلازل؟
وبعد تفكير طويل بين جميع مؤسسات وقوى الدولة توصل العلماء الى ضرورة جعل المباني بشكل عام أكثر قدرة على تحمل هذه الهزات ، فقام الخُبراء والمهندسين بتثبيت حشاوت عملاقة مكونة من المعدن والمطاط أسفل المباني وتثبيت إسطوانات هيدروليكية تزيد من مرونة المباني وتُمكنها من الأهتزاز مع الموجات الزلزالية الأمر الذي يعمل تشتيت هذه الموجات وإضعافها .
ونرى كيف تعامل اليايان مع هذه الكوارث الطبيعية بدلاً من إضاعة الوقت .. فهل سنرى يوماً هذه التقنيات في عالمنا العربي بدلاً من مُطاردة الشائعات؟
النتيجة هي أن اليابان تحتوي الآن على أكثر المباني مُقاومة للزلازل حول العالم ، فقد أثمرت جُهود الخُبراء والمُهندسين عن إيجاد عددٍ من الوسائل التي تجعل المباني أكثر مقاومة للزلالزل، ولعل الوسيلة الاكثر إتباعاً هي تثبيت حشوات عملاقة مُكونة من المعدن والمطاط أسفل المبانيوتثبيت إسطوانات هيدروليكية تزيد من مرونة المباني وتثمكنها من الأهتزاز مع الموجات الزلزالية الأمر الذي يعمل تشتيت هذه الموجات وإضعافها .. فهل سنرى يوماً هذه التقنيات في عالمنا العربي بدلاً من مُطاردة الشائعات؟ ننتظر تعليقاتُكم ..
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول