طقس العرب - مع دخول فصل الخريف تقل كمية الإشعاع الشمسي والتسخين الشمسي على الجزيرة العربية نتيجة ميل محور أشعة الشمس، ما يؤدي إلى بداية ضعف المنخفض الحراري الموسمي تدريجياً، الذي كان يسيطر على الجزيرة العربية وبلاد الشام صيفاً. فاسحاً الفُرصة أمام منخفض البحر الأحمر بالتمدد نحو المنطقة، والذي يجلب العديد من الظواهر الجوية.
يُعرف منخفض البحر الأحمر بأنه منخفض حراري يعتمد على الفروقات الحرارية في تشكله وتعمقه واضمحلاله أو انكماشه، والتي تنشأ بين حرارة سطح المياه في حوض البحر الأحمر وحرارة اليابسة في شبه الجزيرة العربية والسودان. ويعتبر منخفض البحر الأحمر امتداداً فرعياً لمنخفض السودان الموسمي الحراري.
وتنخفض قيم الضغط السطحي في الأوضاع الاعتيادية مع ازدياد درجات الحرارة، وهذا يفسر سبب انكماش وضعف منخفض البحر الأحمر وتراجعه إلى الجنوب (نحو جنوب البحر الأحمر وشرق السودان) في فصل الصيف، وتعمقه وتمدده شمالاً في الخريف والشتاء والربيع.
عندما تشتد وطأة الحر في أشهر الصيف على شبه الجزيرة العربية، تصبح درجة حرارة اليابسة أعلى من حرارة سطح المياه في البحر الأحمر، مما يؤدي إلى امتلاء الضغط الجوي وارتفاع قيمه في البحر، على حساب تعمق منخفض الهند الموسمي في شرق وجنوب شرق شبه الجزيرة العربية. وهذا ما يسمى بانكماش منخفض البحر الأحمر صيفاً وتراجعه إلى الجنوب.
أما في فصل الخريف، وتحديداً في النصف الثاني من سبتمبر/أيلول، فتصبح الأجواء مُعتدلة أكثر في شبه الجزيرة العربية، ويبدأ الضغط السطحي بالامتلاء (تتزايد قيم الضغط واضمحلال منخفض الهند الموسمي) نتيجة انخفاض درجة حرارة سطح الأرض في الجزيرة العربية، مما يولد بيئة مناسبة في البحر الأحمر لانخفاض الضغط السطحي فيه، وهذا ما يسمى بتعمق منخفض البحر الأحمر وتمدده شمالاً.
وتستمر الظروف الجوية المناسبة لمُنخفض البحر الأحمر خلال الفترة بين منتصف سبتمبر/أيلول وحتى بدايات مايو/أيار من كل عام.
يوضح طقس العرب أن منخفض البحر الأحمر هو منخفض حراري، ولا تتبع خصائصه المنخفضات الجبهية ولا المدارية، ويعتمد في تمدده شمالاً وشرقاً على حركة الأحواض العلوية الباردة التي تندفع من الشمال، ويكون تأثير مُنخفض البحر الأحمر على شكل:
يتسبب مُنخفض البحر الأحمر بارتفاع درجات الحرارة، ورُبما حدوث موجات حارة عندما يكون امتدادهُ قوياً، كما يتسبب بسيادة أجواء جافة ومُغبرة، ورُبما تشكل موجات غبارية في بعض الأحيان، نتيجة هبوب الرياح الشرقية إلى الجنوبية الشرقية.
في حال اندفاع الأحواض العلوية الباردة من الشمال نحو الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وشمال مصر وتحركها شرقاً، يستجيب منخفض البحر الأحمر، حيث تندفع الرطوبة من مناطق مدارية من القارة الإفريقية وبحر العرب.
ويحدث التقاء بين التيارات الهوائية الدافئة الناتجة عن تمدد مُنخفض البحر الأحمر في طبقات الجو السُفلى، مع التيارات الهوائية الباردة في طبقات الجو العليا، تزامناً مع ارتفاع نسب الرطوبة في الغلاف الجوي.
عند حدوث هذا الالتقاء تنشأ أحوال جوية غير مُستقرة ينتج عنها هطول أمطار رعدية، ويجدر بالذكر أن هذا هو المُسبب الرئيسي وراء ازدياد فرص تشكل السيول في فصل الخريف.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول