طقس العرب - سنان خلف - بئر برهوت، لطالما ارتبطت بقصص من الرعب والأساطير، قيل عنها أرض الجن الشياطين، فما هي بئر برهوت؟ وأين تقع؟ وكم يبلغ هُمقها؟ وما هي القصص التي ارتبطت ببئر برهوت، وهل وردت حقاً في السنة النبوية الشريفة؟
ذُكر بئر برهوت في بعض الأحاديث النبوية الشريفة، حيث وصفها النبي ﷺ بأن فيها شرّ ماء على وجه الأرض، كما جاء في الحديث: "خَيرُ ماءٍ على وجْهِ الأرضِ ماءُ زَمْزَمَ ، فِيه طعامٌ من الطُّعْمِ ، و شِفاءٌ من السُّقْمِ ، و شَرُّ ماءٍ على وجهِ الأرضِ ماءُ بِوَادِي بَرَهُوتَ بِقُبَّةٍ بِحَضْرَمَوْتَ كَرِجْلِ الجَرادِ من الهَوامِّ ، تُصبِحُ تَتَدَفَّقُ و تُمسِي لا بِلالَ لَهَا" - الدرر السنيه
بئر برهوت بئر تاريخية قديمة، تقع في محافظة حضرموت في اليمن، وتحديدا في الوادي الذي حمل اسم البئر، وهو وادي برهوت، هي بئر غامضة، لم يستطع أحد الوصول إلى قعرها حتى يومنا هذا نظراً لعُمقها الشديد، لا تعرف السلطات اليمنية ماذا يوجد في قعر البئر، إذ يقول مدير هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية "صلاح بابحيرط إن الهيئة لم تستطع الوصول إلى عمق، بسبب قلة الأكسجين.
من أشهر القصص التي رويت عن بئر برهوت، أنه في قديم الزمان كانت الوسيلة الوحيدة للحصول على المياه لشربها وهكذا هي الآبار، ونظرا للعمق البعيد لهذا البئر كانوا يقومون بربط أحد الرجال وتوثيقه بالحبال المتينة ويقومون بإنزاله للبئر حاملا بيده دلوا، ومن ثم يقومون بإخراجه حاملا المياه.
كان ستة من رجال القبيلة يمسكون بالحبال الموثوقة بالرجل، وبقية القبيلة يحيطون بالبئر في انتظار خروج المياه، وحسب ما ذكر بالقصة أن الرجل استطاع جلب المياه ثلاثة مرات على التوالي، وبمحاولته بالمرة الرابعة طال انتظاره، فشرعوا بالمناداة عليه ولكن دون استجابة منه، وفجأة شعورا الستة رجال بأيديهم تهتز بطريقة غريبة باهتزاز الحبل، لقد شعروا وكأن قوى عظيمة تقود بشدهم من الأسفل، قوى شعروا بأنها أٌقوى من قوتهم هم الستة الرجال، فصرخوا في طلب المساعدة من حولهم، وبالفعل تمكنوا من مفاداة ما حدث، ولكن القلق على الرجل الذي بالأسفل ازداد لأضعاف الأضعاف.
وفجأة سمعوا صوت صرخاته المتتالية: “أخرجوني.. أخرجوني.. أخرجوني”، وفجأة توقف الصوت، لقد كان متجليا عاليا بسبب صدى الصوت من داخل البئر المظلم؛ وفجأة انقطع الصوت، وبانقطاعه لم يشعروا بالثقل الذي كانوا يشعرون به، فسارعوا لإخراج الرجل، والكل مترقب لحظة خروج الرجل للاطمئنان عليه.
كان الرجال يسحبون الحبل للأعلى دون مقاومة تذكر، علت وجوههم الفرحة وخاصة عندما ظهر شعر الرجل ورأسه، ولكنه بدا دون حركة، وكانت الفاجعة الكبرى عندما ظهرت نهاية جسده، لقد كان نصفه السفلي مفقودا تماما، لقد شق نصفين والغريب في ذلك الأمر أنه لم تظهر به علامات أنياب ولا أداة حادة، وما أدهشهم جميعا وجود علامات الذعر والهلع التي اعتلت وجهه بالإضافة إلى علامات حرق النيران التي تبينت على ظهره.
حدثت بزمننا الحالي، في محاولة من ضمن محاولات استكشاف البئر العجيب، كانت محاولة فردية من أحد موظفي شركة خط الصحراء، كان قد تشجع وأعلن رغبته في النزول للبئر لاستكشافه، وبالفعل تم ربطه بواسطة زملائه بالشركة بحبل من معدن، زود أيضا بكاميرا تصوير لتوثيق لحظات نزوله لقاع البئر.
تم إنزاله شيئا فشيئا حتى وصل لعمق 100 متر من البئر، هنا صدموا العمال بصرخاته المتتالية وطلبه لسحبه للأعلى وإخراجه من البئر على الفور، وفي الحال قاموا برفعه، وبعدما خرج وهدأ من روعه سألوه عن السبب، فأجابهم بأنه رأى أن حلقة البئر كادت تغلق عليه.
أرادوا معرفة ما حدث عن طريق ما تم تصويره بالكاميرا، والشيء الذي جعلهم يصدمون أكثر أنهم وجدوا أن الكاميرا لم تصور إلا ظلاما حالكا، على الرغم من وضوح الرؤية والتصوير بذلك الوقت بالبئر.
ومن أشهر الحكايات التي جاءت عن بئر برهوت، أنه بأوقات محددة بكل سنة تخرج من داخل البئر أصوات أنين؛ وقال رجل من حضرموت بأنهم يجدون روائح كريهة نتنة قادمة إليهم من تجاه بئر برهوت.
يقال أن بئر برهوت تم حفرها بأيدي الجن، وكان السبب منها أن تكون سجنا لكل جني يخالف الأوامر والتعليمات.
ويقال أيضا أنه تم حفرها بأمر من أحد ملوك الدول الحميرية القديمة، والذي أعطى أوامره لأتباعه من الجن والشياطين بحفر بئر ليضع به ثروته وأملاكه.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول