طقس العرب - يُعتقد أن الانتاج العالمي المُحتمل للفحم الحيوي يصل إلى 510 مليون طن متري من الكربون سنويًا، والفحم الكربوني قادر على التخفيف من آثار التغير المناخي، ولذلك فإن الدول التي تمتلك هذا المخزون قادرة أيضًا على محاربة التغيرات المناخية والتخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة، فكيف ذلك؟
الفحم الحيوي (Biological charcoal) هو نوع من الفحم، يتم إنتاجه من مواد عضوية طبيعية مثل الأخشاب والأغصان والنفايات النباتية الأخرى بعملية تسمى الكربنة أو البيروبليزم. ويتميز الفحم الحيوي بأنه يحتوي على نسبة عالية من الكربون وعادة يكون أقل في الأمور العضوية الأخرى مثل الماء والرماد.
ويُستخدم الفحم الحيوي في عدة أمور. حيث يُستخدم في عمليات الطهي والتدفئة وأيضًا في صناعة الفحم المنشط (Activated Carbon) الذي يُستخدم في تنقية المياه وتنقية الهواء وفي مجالات أخرى.
كما يعتبر الفحم الحيوي أيضًا مادة متجددة بشكل أفضل من الفحم التقليدي المستخرج من الأحفوريات، حيث يمكن إنتاجه من مصادر نباتية متجددة. ويعد استخدام الفحم الحيوي وسيلة بيئية واقتصادية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتقليل الاعتماد على الفحم الأحفوري.
استخدام الفحم الحيوي من شأنه أن يخلفض نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، وفي الوقت الحالي مع ازدياد وتيرة التغيرات المناخية يُحذر العلماء بضرورة اتخاذ إجراءات مستعجلة للحد من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
كشفت الخرائط الجديدة عن مناطق يمكن فيها استخدام المخلفات من المحاصيل بشكل مستدام لإنتاج الفحم الحيوي. تم تصنيع هذه الخرائط باستخدام مجموعة بيانات عالية الدقة العالمية، وهي الأولى من نوعها التي تسلط الضوء على مخلفات المحاصيل.
وتشير نتائج البحث إلى أن هناك 12 دولة تمتلك القدرة التقنية على عزل أكثر من 20% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة الحالية من خلال تحويل بقايا المحاصيل إلى الفحم الحيوي. بوتان تتصدر القائمة بقدرتها على عزل 68% من انبعاثاتها باستخدام الفحم الحيوي، تليها الهند بنسبة 53%.
البحث الذي يحمل عنوان "إمكانية عزل الكربون من الفحم الحيوي من مخلفات المحاصيل: تقييم مكاني عالمي صريح" تم نشره في مجلة GCB Bioenergy.
قال المؤلف المشارك في الدراسة، دومينيك وولف، وهو باحث كبير في جامعة هارفارد: "نحن ندخل حقبة غير مسبوقة حيث لن يكون التخفيض السريع والعميق في استخدام الوقود الأحفوري كافيًا لتجنب الأضرار الجسيمة للبشر والنظم البيئية نتيجة لتغير المناخ".
وأضاف وولف، الذي يعمل في كلية علوم النبات التكاملية وهو قسم علوم التربة والمحاصيل في كلية الزراعة وعلوم الحياة: "نحن بحاجة أيضًا إلى التخلص من الفائض من ثاني أكسيد الكربون. إن صنع الفحم الحيوي من بقايا المحاصيل هو أحد الأدوات القليلة المتوفرة لدينا والتي يمكن أن تساعد في تحقيق ذلك على نطاق واسع دون الحاجة لمنافسة على الأراضي".
الفحم الحيوي يسهم في تحسين خصوبة التربة وتعزيز نمو النباتات، كما يوفر طريقة لاستخراج ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. عند إضافته إلى التربة، يقوم الفحم الحيوي بامتصاص الكربون واحتجازه في التربة لمدة عدة قرون.
أظهرت الدراسة أنه من الناحية النظرية، إذا تم تحويل الكمية الإجمالية لمخلفات المحاصيل التي تنتجها الزراعة على مستوى العالم إلى الفحم الحيوي، سيتم عزل ما يصل إلى مليار طن متري من الكربون سنويًا كحد أقصى، وسيظل ثلاثة أرباع هذا الكربون محتجزًا بعد مرور مائة عام. وهذا يعني أن هذا الإجراء سيكون كافيًا لتعويض حوالي 80% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن الزراعة.
قال وولف: "حتى عند النظر في القيود المفروضة على الحصاد المستدام لمخلفات المحاصيل والاستخدام التنافسي لها، مثل استخدامها كعلف للماشية، فإن إمكانيات إنتاج الفحم الحيوي على الصعيدين العالمي والمحلي تبلغ حوالي نصف هذه الكمية".
عند مراعاة هذه القيود، يصل الإنتاج العالمي المحتمل للفحم الحيوي إلى حوالي 510 مليون طن متري من الكربون سنويًا، مع بقاء ما يقرب من 360 مليون طن متري محتجزة بعد مرور مائة عام.
وأشار وولف إلى أن "الخرائط عالية الدقة لإنتاج مخلفات المحاصيل وعزل الفحم الحيوي ستوفر رؤى قيمة وستسهم في دعم اتخاذ القرارات المتعلقة بإنتاج الفحم الحيوي والاستثمار في القدرات الإنتاجية للفحم الحيوي".
المصدر: greenfue
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول