المصدر : موقع الدكتور عبد الله المسند
موقع ArabiaWeather.com –يُعتبر السعوديون أحد أكثر الشعوب العربية و ربما العالمية شغفاً بالرحلات البرية و المكوث في الصحراء، أو زيارة البراري و خباياها، و هم من أكثر شعوب العالم اقتناءً لمركبات الدفع الرباعي، و أكثرهم امتلاكاً لمستلزمات الرحلات و الكشتات.
و يأتي هذا الشغف كنتيجة للخصائص الجغرافية و المناخية للسعودية ، و التي يندر فيها وجود الأنهار و الأشجار، في وقتٍ تسود فيه الصحراء الواسعة ، مما يعني أن مناطق التنزه و الرحلات تُصبح محدودة للغاية،إذ تتجه الأنظار و تلتفت دائماً لأي مكان تنبت فيه الأعشاب او تتكاثر النباتات و الزهور خاصة بعد هُطول الأمطار، و هي في الواقع مناطق جغرافية ضيقة للغاية.
"اترك المكان أفضل مما كان" واجب ديني ووطني
ذكر الدكتور عبد الله المسند في مقاله " الفوضويون الجُدد" و الذي يتناول فيه السلوكيات الفوضوية الخاطئة التي يقوم بها السعوديون في حق بيئتهم و أرضهم التي وهبهم إياها الله، :. بأن الحفاظ على مقومات البيئة الطبيعية بعناصرها المختلفة يُعتبر مطلباً دينياً و وطنياً هاماً للغاية.
و وصف الدكتور عبد الله المسند في مقاله،الأذى و النشاط غير المسؤول من إفساد لمكونات الطبيعة من رمي القاذورات و ترك المخلفات (بالإرهاب البيئي أو فوضى السياحة البرية) ، و ذلك ينعكس بالضرورة سلباً على قاطني تلك البيئة التي أصبحت مصابة بخلل في التوازن ناجم عن نشاط بشري غير مسؤول (لفئة) عابثة مفسدة لا يستطيع أفرادها أن ينظروا لأبعد من أنوفهم وذلك لإشباع أنانيتهم ونزواتهم غير مكترثين بأبعاد نتائج الإفساد البيئي الشرعية والطبيعية والحضرية و "من نظر في العواقب سلم من النوائب".
إفساد الطبيعة و ترك القاذورات بها " كمن يبصق في الإناء الذي يشرب منه" و مصيرهم العودة لذلك المكان
أبرز السلوكيات المؤسفة و الفوضوية تتمثل في إلقاء القاذورات و ترك النفايات في مكان الرحلات البرية،و قطع الأشجار المعمرة أو الكتابة و الرسم عليها،أو التفحيط بالمركبات فوق الأعشاب و الفياض المزهرة،و يُشبه الدكتور عبد الله المسند هؤلاء الأشخاص كمن يبصق في الإناء الذي يشرب منه،حيث أن مصيرهم هو العودة للمكان نفسه مرة ثانية و إيجاد المكان قذراً و متسخاً كما تركوه.
معاملة الحيوانات في الطبيعة !
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " مَا مِنْ إنسان يقتل عصفورًا فما فوقها بغير حقّها، إلا سأله الله عز وجل عنها يوم القيامة، قيل: يا رسول الله، وما حقُّها؟ قال: "حقُّها أن يذبحها فيأكل، ولا يقطع رأسه فيرمي به"
للأسف ترى الصيادين يقتلون الطيور و الحيوانات عبثاً للمتعة فقط،حيث يطلقون النار على كل ما هب و دب من طير و حيوانٍ كالقطط البرية و الخفاش.
توصيات الدكتور عبد الله المسند بهدف إيقاف الإرهاب البيئي و إعادة الروح و الحياة للمتنزهات الطبيعية في أرض السعودية قبل مجيء الفوضويين:
1- دعم الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بما يكفل قيامها بدور أكبر وأوسع.
2- زيادة عدد ومساحة المحميات الطبيعية من فياض ورياض وأودية من قبل وزارة الزراعة.
3- إنشاء "الشرطة الخضراء" العلنية والسرية لمراقبة سلوكيات المتنزهين والصيادين في المواقع السياحية البرية المشهورة.
4- سن وتفعيل القوانين والتشريعات الرادعة عن عبث العابثين، قال الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي: " والشرع أتاح لولي الأمر فرض بعض العقوبات التعزيرية التي من الممكن اللجوء إليها في عصرنا الحالي لمن يسيئون إلى البيئة".
5- تنمية الوعي بحقوق البيئة عقلاً وشرعاً وتبصير النشء بحقيقة الموقف الإسلامي الأصيل من البيئة والحفاظ عليها {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا}.
6- تأسيس جمعية أصدقاء البيئة في كل مدينة ومحافظة.
7- تكثيف الحملات الإعلامية بشأن المحافظة على البيئة.
8- إعداد دراسة جغرافية بيئية عاجلة حيال المناطق السياحية الصحراوية المتدهورة وتقييم حالتها.
9- دعوة البنوك لدعم مشاريع الأعمال الخضراء وحماية البيئة وإعادة تأهيلها ومشاريع التشجير وغيرها.
10- الحد من استيراد الآفة (الدبابات) وتضييق الخناق عليها بيعاً واستئجاراً.
11- وضع أولويات البيئة ومقوماتها ضمن استراتيجيات السياحة الصحراوية.
12- والتوصية الأخيرة مفتوحة للجميع أن يساهموا بكتابتها والمطالبة بها.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول