بسبب التغير المناخي .. الدب القطبي يواجه خطر الانقراض

2024-02-18 2024-02-18T15:23:37Z
طقس العرب
طقس العرب
فريق تحرير طقس العرب

طقس العرب - أظهرت دراسة علمية جديدة تحذيراً بشأن خطر انقراض الدببة القطبية بشكل متزايد، حيث يبدو أنها غير قادرة على التكيف مع فترات الصيف الممتدة في القطب الشمالي نتيجة لتغير المناخ العالمي. ويشير العلماء إلى أنه كلما زادت مدة بقاء هذا المفترس الضخم على اليابسة بعيدًا عن الجليد البحري، زادت احتمالات تعرضه لخطر المجاعة.

وتتواجد الدببة القطبية في مناطق القطب الشمالي مثل كندا وألاسكا وروسيا وغرينلاند والنرويج. يمضي الدب القطبي معظم وقته على الجليد البحري، حيث يقوم بصيد الفقمات ويأخذ قسطًا من الراحة ويتكاثر ويعتني بصغاره.

وأفادت الدراسة التي نُشرت نتائجها في جريدة "دايلي ميل" البريطانية بأن 20 دباً قطبياً تم مراقبتهم عن كثب من قبل العلماء خلال ثلاثة أسابيع صيفية، حيث جربوا طرقاً مختلفة للحفاظ على احتياطيات الطاقة، بما في ذلك الراحة والبحث عن الطعام. وبالرغم من ذلك، فقد جميعهم تقريباً وزنًا بسرعة، حيث كان متوسط فقدان الوزن حوالي 2.2 رطل يومياً، وفقًا لنتائج الدراسة.

 

وقد تكهن بعض الخبراء بأن الدببة القطبية قد تبدأ في التكيف مع المواسم الأطول التي تفتقر إلى الجليد نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري، عبر استيعاب سلوكيات مشابهة لتلك المتبعة من قبل أقاربها من الدببة الرمادية، مثل الراحة أو تناول الطعام الأرضي. ومع ذلك، أظهرت الدراسة الجديدة أن الدببة القطبية التي جربت نسخًا من كلتا الاستراتيجيتين، لم تحقق نجاحًا يُذكر.

وقال الدكتور تشارلز روبنز، المؤلف المشارك في الدراسة ومدير مركز الدب بجامعة ولاية واشنطن: "لن تسمح أيًا من الاستراتيجيات للدببة القطبية بالبقاء على الأرض بعد مرور فترة زمنية معينة". وأضاف: "حتى الدببة التي كانت تبحث عن الطعام فقدت وزنها بنفس معدل تلك التي كانت ترتاح".

 

وأضاف: "الدببة القطبية ليست مجرد دببة رمادية ترتدي معاطف بيضاء، بل إنهم مختلفون تمامًا". وبشكل عام، تكون الدببة القطبية الذكور أكبر حجمًا من الدببة الرمادية، حيث يمكن أن يصل طولها إلى 10 أقدام وتزن حوالي 1500 رطل (حوالي 680 كيلوغرامًا)، مقارنة بالدببة الرمادية التي يبلغ طولها ثمانية أقدام وتزن حوالي 800 رطل (حوالي 363 كيلوغرامًا).

للحفاظ على حجمها الضخم، تعتمد الدببة القطبية على الدهون الغنية بالطاقة المتواجدة في الفقمات، والتي يفضل أن تصطادها على الجليد.

وقليل جدًا كان معروفًا عن استهلاك الطاقة وسلوك الدب القطبي عندما يكون محصورًا على اليابسة، لذلك قام الباحثون باستخدام أطواق مجهزة بكاميرات فيديو ونظام تحديد المواقع العالمي "GPS" لتتبع حركتهم أثناء قضاء فصل الصيف في منطقة خليج هدسون الغربية في مقاطعة مانيتوبا بكندا.

 

وأراد الفريق البحثي رؤية ما يتناوله صائدو الجليد المتخصصون وكيفية سلوكهم خلال فترة وجودهم على اليابسة عندما تكون فرائسهم المعتادة غير متاحة. قام الباحثون أيضًا بوزن الدببة قبل فترة المراقبة وبعدها، وقاموا بقياس إنفاقها على الطاقة. وقال مؤلف الدراسة الرئيس الدكتور أنتوني باجانو، عالم الأحياء في الحياة البرية في برنامج أبحاث الدب القطبي للمسح الجيولوجي الأمريكي: "لقد وجدنا تنوعًا حقيقيًا في سلوكيات الدببة، ونتيجة لذلك، رأينا مجموعة متنوعة من إنفاق الطاقة".

 

وأشار إلى أن العديد من ذكور الدببة القطبية البالغة يقضون ببساطة وقتهم مستلقين للحفاظ على الطاقة، ويحرقون السعرات الحرارية بمعدلات مشابهة للسبات الشتوي. بينما يبحث آخرون بنشاط عن الطعام، ويتغذون على جثث الطيور والكاريبو بالإضافة إلى التوت وعشب البحر والأعشاب. وعمومًا، وجد الباحثون نطاقًا يصل إلى خمسة أضعاف في استهلاك الطاقة بين الذكور البالغين الذين يسترخون بنسبة 98٪ من الوقت مقارنة بالأنشط الذين يقطعون مسافة 205 أميال (330 كيلومترًا).

 

وقضت بعض الإناث البالغات ما يصل إلى 40٪ من وقتهن في البحث عن الطعام، إلا أن الباحثين وجدوا أن كل هذا النشاط لم يؤتِ ثماره. وقال الدكتور باجانو: "رغم أن الأطعمة الأرضية قدمت بعض الفوائد الحيوية، إلا أن في النهاية، كان على الدببة أن ينفقن المزيد من الطاقة للوصول إلى تلك الموارد". وقامت ثلاثة دببة قطبية بالسباحة لفترة طويلة، حيث سبح أحدهم مسافة تقدر بـ 175 كيلومترًا (حوالي 110 أميال) عبر الخليج.

 

تم العثور على جثتين في الماء، لكن لم يتمكن أي من الدببة من الاستفادة من اكتشافاتهم أثناء السباحة أو إعادتها إلى اليابسة. وتمكن دب واحد فقط من بين العشرين من اكتساب وزن بعد العثور على حيوان ثديي بحري ميت على اليابسة. ركزت الدراسة على أقصى جنوب نطاق الدببة القطبية في خليج هدسون الغربي، حيث من المرجح أن يكون الاحترار المناخي له تأثير أكبر على الدببة مقارنة بالمناطق الأخرى في القطب الشمالي. وقد شهدت المنطقة انخفاضًا في عدد الدببة القطبية بنسبة تقدر بنحو 30٪ منذ عام 1987.

 

تشير الدراسة الجديدة إلى أن الدببة القطبية عبر القطب الشمالي معرضة لخطر المجاعة مع استمرار نمو الفترة الخالية من الجليد. وقال الدكتور باجانو: "بما أن الدببة القطبية تُجبر على النزول إلى اليابسة في وقت مبكر، يتم قطع الفترة التي تكتسب فيها غالبية الطاقة التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة". وأضاف: "مع زيادة استخدام الأراضي، من المتوقع أن نشهد زيادات في المجاعة، خاصة بين المراهقين والإناث اللواتي لديهن أبناء".

 

المصدر: وكالات

 

 

 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
في اليوم العالمي للطفل.. كيف تؤثر أزمة المناخ على الأطفال؟

في اليوم العالمي للطفل.. كيف تؤثر أزمة المناخ على الأطفال؟

إغلاق المدارس والطرق.. المملكة المتحدة تواجه اضطرابات واسعة بسبب تساقط الثلوج الكثيفة

إغلاق المدارس والطرق.. المملكة المتحدة تواجه اضطرابات واسعة بسبب تساقط الثلوج الكثيفة

السعودية | تشمل جدة والرياض .. تغيرات جذرية على الطقس وعودة مرتقبة للأمطار في مناطق واسعة الأسبوع القادم

السعودية | تشمل جدة والرياض .. تغيرات جذرية على الطقس وعودة مرتقبة للأمطار في مناطق واسعة الأسبوع القادم

الأردن | موجة برد سيبيرية تندفع إلى المملكة الأسبوع القادم مسبوقة ببعض الأمطار

الأردن | موجة برد سيبيرية تندفع إلى المملكة الأسبوع القادم مسبوقة ببعض الأمطار