بعد إدراج مدرسة الكرك الثانوية في الأردن على قائمة التراث العالمي.. إليك أبرز ما يميزها

طقس العرب - أُقيمت في محافظة الكرك جنوب الأردن، أمس الثلاثاء، احتفالية رسمية بمناسبة إدراج مدرسة الكرك الثانوية (المدرسة الرشدية) على القائمة الرئيسية لمواقع تراث العالم الإسلامي، حيث أدرجتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم (أيسيسكو) ضمن القائمة في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، ما يؤكد الأهمية التاريخية لهذه المدرسة.

ما الذي يميز مدرسة الكرك الثانوية لتكون معلماً هاماً؟

بنيت مدرسة الكرك الثانوية عام 1899، في عهد رشيد باشا والي الكرك زمن السلطان عبد الحميد الثاني، وكانت تسمى بـ "المدرسة الرشدية" نسبة للدور الذي بنيت من أجله، وهو إرشاد الطلبة إلى العلم والنور والطريق السليم، وقد أعيد تأهليها أكثر من مرة كان آخرها عام 2005 في عهد الملك عبدالله الثاني بن الحسين؛ نظرا لأهميتها.

وتعتبر مدرسة الكرك الثانوية إلى جانب أنها صرح تعليمي يشهد على تقدم العملية التعليمية في الأردن وازدهارها، فهي تشكل معلمًا سياحيًّا وتاريخيًّا مهمًّا للغاية ضمن المواقع الأثرية، وتُعد مثلاً مهماً وفريداً على فن العمارة الإسلامية العثمانية، ولا يوجد ما يشبه تصميمها في الدولة العثمانية إلا المكتب الحربي في إسطنبول، أي أنه لا يوجد أي مدرسة عثمانية بتصميم مدرسة الكرك، وهذا يعني أن هذه المدرسة أعدت لتكون منبراً حضاريًّا ليس مدرسة وحسب. 

ومدرسة الكرك، هي أقدم مدرسة في الأردن، وترتبط بمرحلة مهمة من تاريخ البشرية بشكل عام والتاريخ الإسلامي بشكل خاص، وهي الحضارة العثمانية مما يجعلها شاهداً فريداً واستثنائياً يدل على العمارة العثمانية في بلاد الشام.

وتتربع المدرسة "الرشدية" على تلة وسط مدينة الكرك جنوبي الأردن، شامخة ببنائها الذي مضى عليه 123 عاماً، لتحكي بتصميمها الفريد تاريخاً عميقاً.

وبدأ إنشاء المدرسة عام 1893، وانتهى في 1899 كما تشير اللوحة الرخامية التي تعلو مدخلها، وما زال التعليم مستمراً فيها حتى الوقت الحاضر تحت مسمى "مدرسة الكرك الثانوية".

وتنسب المدارس الرشدية إلى الطالب الرشيد وتشير إلى المرحلة التعليمية المتوسطة، وبنيت جميعها في عهد السلطان عبد المجيد بعد عام 1850، لكنها انتشرت في أماكن واسعة بالشرق الأوسط بعهد السلطان عبد الحميد الثاني.

وتوجد بالأردن 15 مدرسة تعد الأقدم تاريخيا بالبلاد، وتتوزع على مختلف محافظات المملكة ويتراوح تاريخ إنشاؤها بين 1899 و1923، إلا أن المدرستين الرشدية في إربد والكرك هما الأقدم، إضافة إلى مدرسة وادي السير بالعاصمة عمّان.