طقس العرب - النزاع المستمر في قطاع غزة والصراع العسكري بين إسرائيل وحركة حماس يترك آثارًا واسعة على حياة السكان، وتلك الآثار ليست محصورة في الفترة الحالية فحسب، بل قد تكون طويلة الأمد، وبعد ما يقرب عدة أسابيع من الاشتباكات التي شهدتها المنطقة، يعاني الكبار والأطفال على حد سواء من صدمات نفسية قد تستمر مدى الحياة.
وفي تقرير حديث نشرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، أُكِّد أن الأطفال دون سن 18 عامًا في قطاع غزة، أصبحوا في حاجة ملحة إلى دعم نفسي نتيجة الصراعات المتكررة والعمليات العسكرية.
منذ بداية الأحداث، عاش الأطفال تحت قصف متواصل، ونزح العديد منهم إلى ملاجئ، وكانوا يعانون نقصاً في إمدادات الغذاء والمياه النظيفة والتقارير تشير إلى أن الأطفال في غزة يعانون أعراض صدمة شديدة؛ بسبب المشاهد التي شهدوها من دمار وأحداث عنيفة خلال الأسابيع الأخيرة.
نقلاً عن الطبيب النفسي في غزة، فاضل أبو هين، يظهر التأثير النفسي للحرب بشكل واضح على الأطفال، خصوصاً فيما يتعلق بالصدمات النفسية الشديدة، وهذه الصدمات تتجلى في مظاهر متعددة مثل الخوف، والعصبية، والتشنجات، والسلوك العدواني، وحتى مشاكل مثل التبول في الفراش والانفصال عن والديهم.
وقالت إحدى السيدات سيدة فلسطينيات، والتي اضطرت لمغادرة منزلها شمال القطاع والاستقرار في إحدى مدارس الأونروا في الجنوب، أن ابنيها يعانيان اضطرابات نوم حادة، وهذا يتطلب تقديم الدعم والراحة لهما.
منظمة الصحة العالمية تقدر بأن 120,000 شخص تعاني اضطرابات نفسية نتيجة للحرب الأخيرة فقط، وهذا العدد من المرجح أن يزداد بشكل كبير مع استمرار التصاعد في الصراع، أو في حالة حدوث اجتياح بري من جيش إسرائيل.
قالت مجلة فوربس الأميركية إن الأطفال يتحملون العبء الكبير للصراع المتصاعد في الوقت الحالي، وتشير المجلة إلى أن هناك آثاراً نفسية خطيرة تنجم عن هذا الصراع، مثل الخوف المستمر الذي ينتاب الأطفال والشعور بالخطر على حياتهم، وشهادة مشاهدة منازلهم وممتلكاتهم تتعرض للدمار الكبير، بالإضافة إلى التشريد الزمني أو حتى الدائم، وضياع الأمان الغذائي، وكل هذه العوامل ستكون لها تأثيرات طويلة الأمد.
وما يزيد تفاقم هذه الأزمة الإنسانية هو النقص الحاد في إمكانية الوصول إلى مياه نظيفة وخدمات الصرف الصحي، بالإضافة إلى معدلات انتشار سوء التغذية الحاد والمزمن بين الأطفال في غزة والاستشاري النفسي جمال فرويز يشير إلى أن الحرب الحالية ستترك آثاراً نفسية جسيمة على سكان قطاع غزة، الذين يبلغ عددهم نحو 2.5 مليون نسمة ويتوقع أن تكون هذه الآثار خاصة قاسية على الأطفال وفئات أخرى من السكان.
ويتوقع أن تستمر الاضطرابات النفسية لفترة طويلة بعد انتهاء الحرب، وقد تظهر على البعض لمدة تصل إلى 6 أشهر متواصلة.
ماذا عن الألم الذي يعيشه أفراد الأسر الفلسطينية خارج غزة، سواء في الدول العربية، أو في أي دولة أخرى في العالم، بينما يجد بعض أفراد أسرهم أنفسهم عالقين داخل غزة؟ إن وضعهم يعتبر مأساويًا بحد ذاته، حيث يواجهون عذابًا نفسيًا وخوفًا يفوق ما يمكن تصوره في ظروف عادية، وهؤلاء بحاجة ماسة إلى الدعم النفسي والمساندة.
وفيما يتعلق بالدعم النفسي، تقول الدكتورة ريهام حداد، الكاتبة والباحثة النفسية، أن أحد أولى الخطوات التي يمكن اتخاذها هو تقديم الدعم من خلال الكلمات المواساة والتعبير عن التضامن مع هؤلاء الأسر، ويجب أن نطمئنهم إلى الحقيقة الأعمق، والتي تكمن في إيماننا بأن الله دائمًا بجانبنا، وإن هذا الإيمان يعتبر العلاج النفسي الأبرع والأسرع والأكثر صدقًا وتأثيرًا، وهو الشق الإيماني العقائدي الذي يمكن أن يقوي القلوب، ويمنح الأمل والصمود في وجه الصعاب.
اعرف أيضا:
الجفاف وطرق علاجه وكيفية الوقاية منه
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول