طقس العرب - بدأ فريق من النخبة بالوصول إلى مصر استعداداً للتحدي الهائل المتمثل في تحرير سفينة الحاويات الضخمة إيفر جيفن (Ever Given) التي تسد قناة السويس، وتسببت في تراكم السفن في أحد أهم الممرات المائية في العالم.
إذ ما زال العمل مستمراً اليوم الخميس على إعادة تعويم سفينة إيفر جيفن (Ever Given)، و تحرير السفن الناقلة التي تنقل ما قيمته 10 مليارات دولار من النفط والسلع الاستهلاكية. لكن لم تنجح القاطرات والحفارات حتى الآن في تحريك السفينة، وقد أوقفت هيئة قناة السويس الملاحة في القناة وسط استمرار الجهود لتعويم السفينة وحل الأزمة التي قد تستمر حتى يوم الاثنين.
لتوضيح المشكلة يجب أن نفهم أولاً مدى ضخامة هذه السفينة، إذ يبلغ طولها حوالي 400 متر ووزنها 200 ألف طن، وقد بدت الحفارة الصفراء الضخمة التي يبلغ ارتفاعها ضعف طول سائقها مثل لعبة أطفال بجوار قوس السفينة الضخم، لذلك فإن حجمها الهائل هذا يحتاج جهودًا هائلة لتخليصها، بالإضافة لذلك فإن إزاحة سفينة حاويات كبيرة جدًا عن الأرض في قناة السويس سيكون أمرًا صعبًا بسبب الطبيعة المحصورة للقناة.
والأن تقع المهمة في تحرير السفينة واعادة تعويمها على عاتق شركة SMIT Salvage BV ، وهي شركة هولندية أسطورية رائدة في مجال انقاذ السفن. كما تم التعاقد مع اليابانية Nippon Salvage للمساعدة في إعادة تعويم السفينة.
وقد يضطر المنقذون أولا إلى التخفيف من الثقل الهائل للسفينة عن طريق إزالة أشياء مثل مياه الصابورة (والتي تساعد على إبقاء السفن ثابتة عندما تكون في البحر)، ويمكن أيضًا تفريغ الوقود.
هيئة قناة السويس لم تعط أي مؤشر عن موعد استئناف حركة المرور، لكن وفقًا لنيك سلون، خبير الإنقاذ والمسؤول عن إعادة تعويم كوستا كونكورديا ، السفينة السياحية التي انقلبت على ساحل البحر الأبيض المتوسط في إيطاليا عام 2012، أن فرصة إعادة حركة الشحن قد تتأخر في العودة إلى طبيعتها حتى الأحد أو الاثنين عندما يصل المد إلى ذروته.
وتعتبر قناة السويس من أهم الممرات المائية في العالم، حيث يمر حوالي 12% من التجارة العالمية عبر القناة، وفي الوقت الحالي الحركة متوقفة في الجزء الجنوبي من القناة بسبب السفينة، مما تسبب في انتكاسة أخرى لسلاسل التوريد العالمية المتوترة بالفعل بسبب طفرة التجارة الإلكترونية المرتبطة بالوباء والجائحة التي يمر بها العالم، وهي ضربة كبيرة أخرى للتجارة العالمية في العام الذي تعرضت فيه لسلسلة من الضربات.
ويُظهر تقدير تقريبي أن هذا الاغلاق يؤثر على حركة مرور تصل قيمتها إلى 9.6 مليار دولار يوميًا، حيث أن حركة المرور المتجهة غربًا تبلغ قيمتها حوالي 5.1 مليار دولار أمريكي في اليوم وحركة المرور المتجهة شرقاً نحو 4.5 مليار دولار. ويوم الأربعاء وحده كانت هناك حوالي 165 - 185 سفينة تنتظر عبور القناة.
ونشير هنا أن الحدث بدأ يوم الثلاثاء عندما هبت رياح قوية عبر المنطقة ورفعت الرمال على طول ضفاف القناة والممر المائي الضيق - مما قلل مدى الرؤية، لكن السفينة إيفر جيفن استمرت في مسارها عبر القناة قامدة من الصين ومتجة إلى روتردام الهولندية، وعندما اجتاحت العواصف الرملية المنطقة، فقد الطاقم السيطرة على السفينة وانحرفت بشكل جانبي إلى سد رملي على الجانب، مما أدى إلى إغلاق القناة بأكملها تقريبًا. ولا تزال السفينة في نفس الوضع الذي كانت عليه عندما جنحت.
والتفاصيل مع السيد مهاب مميش، مستشار الرئيس المصري لمشروعات قناة السويس
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول