طقس العرب - مع زيادة معدلات سقوط الأمطار بمنابع النيل خلال الشهر الماضي، ارتفعت كميات مياه النهر المتدفقة إلى بحيرة السد العالي مما رفع منسوبها، هذا وضع وزارة الموارد والري في مصر في حالة تأهب لاتخاذ ما يلزم من إجراءات للتعامل مع إيراد النهر والسيناريوهات المختلفة لفيضانه.
وقالت الدكتورة إيمان السيد، رئيس قطاع التخطيط بوزارة الرى أن الفيضان الوارد لمصر هذا العام هو أعلى من المتوسط، وهو شىء طبيعى لهيدرولوجيا نهر النيل، موضحًة: "متعودين فى سنوات أن الفيضان يبقى عالياً وينخفض بعض الشىء ويكون الوارد قليلاً ويعود للزيادة مرة أخرى وهذه هيدرولوجيا طبيعية من نهر النيل ونشهدها باستمرار، وهو أمر يحدث كل عدة سنوات".
وتابعت، أن كميات المياه الواردة لبحيرة السد العالي 86 % منها من النيل الأزرق و14 % منها من النيل الأبيض وهى طبيعة نهر النيل، حيث الجزء الأكبر يأتي من الهضبة الإثيوبية والباقي يأتي من الهضبة الاستوائية وهى دول كينيا وأوغندا وتنزانيا وغيرها، موضحة: "أن زيادة الوارد من مياه النيل الأبيض على السودان يسمع فى مصر لأن الهضبتين تنتهى روافدهما فى السودان ومنها إلى مصر فأي زيادة فى النيلين الأزرق والأبيض تؤدى لزيادة الوارد لمصر".
ويُذكر أن فيضانات نهر النيل تتواصل منذ أغسطس الماضى، مسببة أضراراً كبرى في السودان، التي سجلت مناسيب المياه فيها مستويات لم تحدث منذ أكثر من مائة عام، حيث كان وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس، قد أشار إلى أنه "من أهم سمات فيضان هذا العام، الإيراد الكبير غير المتوقع من النيل الأبيض والذي يفوق كل ما تم رصده خلال المائة عام السابقة".
وتستغرق رحلة فيضان النيل 15 يوماً من الهضبة الإثيوبية عند مقياس الديم على الحدود "السودانية - الإثيوبية" حتى بحيرة ناصر، ويقطع النهر خلالها مسافة 2590 كم بسرعة تصل إلى 168 كم يومياً على 3 مراحل، كل منها 5 أيام.
وقال محمد غانم، المتحدث باسم وزارة الري المصرية، إن فيضان النيل لديه فوائد عديدة، أبرزها انخفاض معدلات التلوث بالترع والمجارى المائية، بالإضافة إلى أنه يعمل على تعميق مجرى النهر وتقليل نسبة الأمونيا.
وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال الخبير المصري أستاذ الموارد المائية بمعهد الدراسات الإفريقية عباس شراقي، أن فيضان عام 2021 مرتفع بنسبة 30%، مما يؤمن حصة مصر في المياه، مشيرا إلى أنه "خلال أيام قليلة ستنتهي ذروة الفيضان بنهاية سبتمبر الجاري".
وتابع: "ينخفض إيراد النيل الأزرق تدريجيا في سبتمبر وأكتوبر، إلا أنه لا يزال أعلى من المعدل بحوالي 28% في سبتمبر، يبلغ التصريف من أعلى سد النهضة اليوم حوالي 523 مليون متر مكعب وهذا أقل تصريف منذ نهاية يوليو الماضي، لكنه أعلى من المتوسط لهذا اليوم بحوالي 40%، كما يستمر انخفاض الأمطار تدريجيا حتى نهاية أكتوبر حيث يصل إيراد النيل الأزرق في نهاية أكتوبر إلى 200 مليون متر مكعب".
كما شهد منسوب نهر النيل عند الخرطوم انخفاضا تدريجيا، منذ وصل إلى أعلى منسوب هذا العام عند 17.27 مترا يوم 10 سبتمبر، وبالتالي زال الخطر على الخرطوم، و"تشير الصور الفضائية إلى انحسار مياه فيضان النيل لتستقر بين ضفتيه مع وجود بقايا لمياه الفيضان في بعض الأماكن" وفق الخبير.
المصدر: وكالات
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول