طقس العرب - يُتابع المختصون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي آخر ما تشير إليه مخرجات النمذجة العددية الحاسوبية حول سلوك الأنظمة الجوية في المنطقة، تحديدًا شمال المحيط الأطلسي، والذي يبدو لافتًا، حيث تجتمع الأنظمة الجوية المدارية مع الأُخرى القطبية، مما يُنتج أنماطًا من الاضطرابات الجوية الشديدة خاصة على غرب أوروبا.
وفي التفاصيل، يشهد العالم تنامياً لظاهرة اللانينا، والتي تمثل تبريد الجزء الاستوائي من مياه المحيط الهادئ. وأظهرت الدراسات أن ظاهرة اللانينا تؤثر بشكل مباشر على نشاط الأعاصير المدارية في المحيط الأطلسي، لأن اللانينا تميل إلى تقليل قوة القص الريحية في المناطق الاستوائية. وفي الوقت نفسه، تعمل الحرارة الوفيرة في المحيط الأطلسي الاستوائي والبحر الكاريبي على خلق المزيد من الطاقة لتغذية تطور العواصف المدارية في موسم نشاطها الذي يبدأ في الأول من يونيو ويستمر حتى الثلاثين من نوفمبر، وتسجل المنطقة الاستوائية من المحيط الأطلسي درجات حرارة أدفأ من المعتاد، مما يعزز من تطور أعاصير مدارية، إحداها نشط الآن فوق مياه المحيط الأطلسي.
وبالنظر نحو سلوك الأعاصير أو ما يُعرف بانتشار الأعاصير، نجد أنه يتم توجيهها بواسطة الرياح العالمية. والرياح السائدة التي تحيط بالإعصار، والمعروفة أيضًا باسم حقل الرياح البيئي، هي التي توجه الإعصار على طول مساره. وينتشر الإعصار في اتجاه حقل الرياح هذا، والذي يؤثر أيضًا في سرعة انتشار النظام. وبينما تتخذ كل عاصفة مسارها الخاص، تتأثر حركة كل إعصار بمجموعة من العوامل المحيطة.
منخفض جوي يؤثر على وسط البحر المتوسط ويتحرك نحو الشرق في الأيام القادمة، فما تأثيره على بلاد الشام؟
وعادةً ما تتحرك أعاصير المحيط الأطلسي نحو الغرب باتجاه سواحل الأمريكيتين، وتتحكم ظاهرة بيتا في مسار الأعاصير (Beta Effect)، وهي تأثير مرتبط بتغير قوة كوريوليس مع تغير خط العرض. يحدث هذا التأثير في الغلاف الجوي أو المحيطات نتيجة تغير سرعة دوران الأرض حول محورها مع تغير خط العرض، مما يسبب انحرافًا في مسار الكتل الهوائية أو التيارات المائية. ويُعتبر هذا التأثير مهمًا بشكل خاص في فهم كيفية تحرك الأعاصير المدارية، حيث يؤدي تغير قوة كوريوليس إلى انحراف الأعاصير شمالًا أو جنوبًا (حسب نصف الكرة) بمرور الوقت، ويزيد الانحراف كلما تحركت العاصفة بعيدًا عن خط الاستواء، بالإضافة إلى تأثيرات تيار الخليج (Gulf Stream)، وهو التيار المائي الدافئ في المحيط الأطلسي الشمالي، والذي يوفر طاقة إضافية للأعاصير ويجذبها شمالًا وشرقًا نحو السواحل الأمريكية أو الأوروبية.
وبحسب النمذجة الحاسوبية، يتوقع أن تسلك أعاصير الأطلسي سلوكًا نادرًا حيث تنحرف باتجاه الشمال الشرقي مع تغير الظروف الجوية. عندما تتحرك الأعاصير شمالًا، تفقد قوتها المدارية بسبب البرودة في المياه الشمالية، بالإضافة إلى التحامها مع الكتل الهوائية القطبية القادمة من الشمال، وتندمج معها. تتحول الأعاصير المدارية إلى عواصف خارج المدارية (Extratropical Storms)، وتكتسب خصائص باروكينية، وتصبح عبارة عن أنظمة جوية جبهية تستمر في التحرك نحو السواحل الأوروبية. على الرغم من أن هذه العواصف تكون أضعف من أصلها (الأعاصير المدارية القوية)، إلا أنها قد تتسبب في ظروف جوية شديدة تتمثل في هطول أمطار غزيرة ورياح قوية في مناطق مثل بريطانيا، أيرلندا، والبرتغال، وحتى أجزاء من إسبانيا وفرنسا في الفترة القادمة.
الأردن | صدور النشرة الجوية الشهرية لشهر أكتوبر 2024
والله أعلم.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول